عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Nov-2024

مذكرة “الجنائية الدولية” ضد نتنياهو وغالانت هي إدانة لأمريكا التي أصبحت معزولة أيضاً

 القدس العربي-إبراهيم درويش

 أشار المعلق في صحيفة “نيويورك تايمز” نيكولاس كريستوف إلى أن قرار “المحكمة الجنائية الدولية” ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت يمثّل توريطاً للولايات المتحدة الأمريكية.
 
وأضاف أن القرار، الذي تردّد صداه في إسرائيل، يثير الكثير من الأسئلة حول الدور الأمريكي في الحرب على غزة. فالمحكمة الدولية ترى أن إسرائيل ربما ارتكبت جرائم حرب في غزة، واتبعت سياسة تجويع مقصودة ضد المدنيين. والسؤال المطروح: بأسلحة مَن تمَّ تنفيذ هذه السياسة؟ ومن هي الدولة التي حَمَت إسرائيل في الأمم المتحدة، ومنعت الكثير من الجهود لتوفير الطعام للجوعى المدنيين في غزة؟ الجواب بالطبع هو الولايات المتحدة.
 
ويقول كريستوف إن الرئيس جو بايدن شجب، في أيار/مايو، مدعي عام “المحكمة الجنائية الدولية” كريم خان، لطلبه من قضاتها إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ويوآف غالانت، إلى جانب ثلاثة من قادة “حماس”: إسماعيل هنية ويحيى السنوار، وكلاهما قتل، إضافة إلى محمد الضيف، القائد العسكري الذي قالت إسرائيل إنها قتلته قبل عدة أشهر، ولكن لم يتم التأكد بعد من الرواية الإسرائيلية.
 
وقال بايدن في ذلك الوقت: “لا توجد مساواة بأي حال من الأحوال بين إسرائيل وحماس”. ولكنه أضاف: “هناك مساواة أخلاقية بين الطفل الأمريكي والإسرائيلي والفلسطيني. وكلهم يستحقون الحماية. ولا يجب علينا أن نتصرف وكأن هناك طبقية في قيمة حياة الأطفال؛ بعضها مهم والبعض الآخر يمكن التضحية به”.
 
المحكمة الدولية ترى أن إسرائيل ربما ارتكبت جرائم حرب في غزة، واتبعت سياسة تجويع مقصودة ضد المدنيين. والسؤال: بأسلحة مَن تمَّ تنفيذ هذه السياسة؟
 
ويشير كريستوف إلى أن عمال الإغاثة يتفقون بشكل كبير على أن إسرائيل استخدمت التجويع كوسيلة حرب. ومن هنا، فإن ردّ الأمريكيين المتشكّكين من مذكرات الاعتقال هو الإشارة إلى وحشية الفظائع التي ارتكبتها “حماس” في 7 تشرين الأول/أكتوبر، والتي سبقت الهجوم الإسرائيلي على غزة. لكن “المحكمة الجنائية الدولية” أصدرت أيضاً مذكرة اعتقال بحق أحد قادة “حماس”.
 
ويضيف أن النقطة الأساسية هنا هي أن جرائم الحرب التي يرتكبها طرف لا تبرر جرائم الحرب التي يرتكبها الطرف الآخر. وعلينا شجب وحشية وهجمات “حماس”، ولكن هذه الوحشية لا تبرر لإسرائيل استخدام السلاح الأمريكي لهدم أحياء كاملة في غزة.
 
وقال كريستوف إن بايدن تحدّثَ كثيراً عن التحدي الذي تفرضه روسيا على “النظام الدولي المبني على القواعد”. وبسبب الوحشية الروسية في أوكرانيا، صدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس فلاديمير بوتين. ولكن إذا كنا ندين انتهاكات بوتين للقانون الدولي في أوكرانيا، فكيف يمكننا الاستمرار في تصدير أسلحة تقول محكمة دولية إنها تستخدم في انتهاكات للقانون الإنساني الدولي في غزة؟
 
ويرى كريستوف أن إسرائيل أصبحت معزولة أكثر من أي وقت مضى، ومن الصعب على نتنياهو السفر. و”يجب على الأمريكيين التأمل في الكيفية التي أصبحنا بها أيضاً معزولين، كما بدا في الأمم المتحدة، هذا الأسبوع”، عندما استخدمت الولايات المتحدة الفيتو لمنع تمرير قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
 
وأضاف: “مع أن حلفاء الولايات المتحدة دعموا القرار، إلا أن واشنطن وقفت ضده. وعندما تتورط أسلحتنا في جرائم حرب، ربما حان الوقت لإعادة التفكير في السياسة”.