عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Jun-2019

نحلم بعيد أقل ألمًا..!! - رشيد حسن

 

الدستور - منذ أن وعينا على هذه الارض، أوبالاحرى منذ نكبتنا.. نكبة فلسطين 1948.. ونحن نقرأ.. ونكتب.. ونستشهد بأبيات من شاعر العربية الاول.. المتنبي، كلما جاء عيد..
عيد بأية حال عدت يا عيد  بما مضى أم لامر فيك تجديد.
أما الاحبة فالبيداء دونهم    يا ليت دونك بيداء دونها بيد.
واستمر هذا الندب والبكائيات والجنائزيات... منذ ذلك الحين –مع الاسف- لم يتغير الحال.. ولن يتغير –على ما يبدو- على المدى المنظور، لا بل من المرشح ان تؤول الاحوال الى ما هو اسوأ في ظل استمرار الواقع العربي المتردي، وقد بعثت احقاد حروب الجاهلية الاولى من مراقدها «حروب داحس والغبراء وحرب البسوس « وأصبحت الجغرافيا العربية كلها من الماء الى الماء، ميدانا للدول الطامعة وللحروب بالوكالة.
لم نعد نحلم، أو نطمح بعيد جديد.. يعيد للامة أمجادها، وقد تحررت ارضها ومقدساتها،وعادت اليها ارادتها، ومكانتها وعزتها وكرامتها بين الامم، وقد فرضت نفسها على خارطة العالم..
لم نعد نطمح الى ذلك.. ولا لاقل منه..وقد صدق مفكر عربي»منح الصلح» حينما قال :
ان اوضاع العالم العربي في اواخر القرن التاسع عشر، افضل من اوضاعها اواخر القرن العشرين...
ففي ذلك الزمان قبل مئة عام لم يكن شبر واحد من العالم العربي محتلا.. فلم تكن فلسطين محتلة ولا الاسكندرونة ولا عربستان ولا الجزر الثلاث...ولا سبتة ولا مليلة..الخ.. وكان المواطن العربي يركب القطار من طنجة الى المدينة المنورة، او الى اي ارض عربي دون حدود او حواجز..
صحيح انها كانت تحكم من قبل الدولة العثمانية، حيث عانى المواطن العربي.. الظلم والعسف والقهر والاستبداد والحكم الطوراني بابشع صوره الى جانب التخلف والجهل، الى جانب وصول يد الاستعمار الى عدد من الاقطار في مغرب الوطن العربي ومشرقه.. الا انها بالمجمل لم تكن اي من هذه الاقطار محتلة لقوى معادية تطمع باقتطاعها من جسدها العربي.. بل كانت جغرافية الوطن العربي متحدة، لم تقسم الا بعد نهاية الحرب العالمية الاولى، بموجب اتفاقية سايكس- بيكو، بين اكبر دولتين استعماريتين: فرنسا بريطانيا..
وعود على بدء..
فلم نعد يطمح المواطن العربي الا بعيد أقل ألما.. أقل سفكا لدماء الابرياء.. أقل معاناة لمن ضاقت عليهم الارض العربية بما أتسعت.. فرموا بانفسهم الى الحيتان واسماك القرش تفترسهم، بعد ان اغرقت الامواج العاتية زوارقهم المتهالكة في اعالي البحار، هربا من الجوع والمرض، وهربا من الظلم والاستبداد، وهربا من الموت الذي يترصدهم اينما ذهبوا.. وحيثما حلوا..!!
لقد دعونا ودعا غيرنا كثر، الى وقف وقف الحروب، وسفك دماء المسلمين في رمضان وفي الاعياد على الاقل..
ولكن لا حياة لمن تنادي، وقد ذهبت كل الدعوات كصيحة في برية بدون صدى.!!
بل على العكس.. استمرت طاحونة الموت تطحن الابرياء،بدون توقف.
في الجاهلية الاولى اتفقت القبائل العربية حينها،على ان تضع الحرب اوزارها اربعة اشهر كل عام، « الاشهر الحرم»..والتزمت جميع القبائل في الجزيرة العربية بها، ولم يسجل ان قبيلة واحدة تجرأت واخترقت الاشهر الحرم..
واليوم-مع الاسف الشديد- لم يعد للانسان لعربي اية قيمة، ولم يعد للاخلاق العربية اي وجود،وغادرت قيم الشهامة والكرامة ومساعدة الضعيف وفك العاني والاسير..الخ، ارض العرب الى غير رجعة، وأصبحت كافة المفاتيح.. مفاتيح الحرب والسلام.. مفاتيح الحل والربط في البيت الابيض..
وانظروا اخيرا الى ما جرى خلال العقد الاخير في هذا الوطن المسمى بالعربي.. والمبتلى بالقهر والاحتلال..
أميركا امعانا في استهتارها قررت تغيير المنطقة الى «شرق اوسط جديد» فاطلقت فيروسات « الدواعش» لنشر الفوضى الهدامة، ونشر الموت والخراب والخوف وكل الشرور لخلق واقع جديد، لاحكام سيطرتها على المنطقة وتنصيب العدو الصهيوني شرطيا عليها، وها هي واشنطن تحقق كافة اهدافها وتعلن فضيحة العصر، لتصفية القضية الفلسطيني. واطلاق يد الارهاب الصهيوني، واستطاعت ان تقنع أنظمة.. بان كسب رضى واشنطن يمر عبر «تل ابيب»، وان اسرائيل ليست بعدو لهذه الدول، وانما العدو هو دولة او دول اخرى..
فاميركا هي التي تعين من هو العدو ومن هو الصديق.
باختصار..
لم نعد نحلم باعياد سعيدة..
وانما نحلم ونتمنى عيدا اقل الما.. واقل تعاسة ومعاناة لملايين العرب الغلابى..
وكل عام وانتم افضل حالا..!!
ولا حول ولا قوة الا بالله.