عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Mar-2019

القاصة فداء الزمر تُشهر «ضفائر رومية» في «المكتبة الوطنية»

 

 
عمان -الدستور - عمر أبو الهيجاء - وسط حفاوة كبيرة، بمشاركة الناقدة الدكتورة دلال عنبتاوي التي قدمت قراءة نقدية للمجموعة والكاتب أحمد دحبور، وأدار الحوار الدكتور علي المومني، بحضور رئيس مجلس إدارة الدستور الأستاذ محمد داودية، ونخبة من المثقفين والمهتمين. 
واستهلت الدكتورة عنبتاوي قراءتها بالقول: إن عنوان المجموعة جاء يحمل دلالات أنثوية واضحة من خلال كلمة ضفائر فالمجموعة عبرت عن النص النثري المفتوح على أجناس كثيرة فقد بني العنوان على المباشرة والوضوح، وهو حقل دلالي يبعد النص عن أية قراءة أحادية، وكما بيّنت أن اللغة جاءت في هذه المجموعة متميزة طيعة سهلة ناهيك عن اللغة السردية التي جاءت متمتعة بالشاعرية العالية لتعبر عن حجم القضية التي أرادت الكاتبة طرحها والتعبير عنها بأسلوب السهل الممتنع، فقد عبرت الكاتبة بلغة شعرية فيها من المجاز والصور الشعرية والتشبيهات والاشتقاقات المبتكرة الكثير.
وأكدت د. عنبتاوي أن القاصة قد أظهرت اللغة الرشيقة في مجموعتها من خلال الحوار الذي يؤدي بدوره ويعمل على دفع متوالية الأحداث في القصة الى الأمام أو تغيير مجرى مصائر الأبطال أحياناً إضافة إلى بروز اللغة السردية المتميزة من خلال قدرة الكاتبة على تصوير الأماكن والأشخاص تصويراً دقيقاً فقد تم توظيف الصورة الشعرية والاستعارات والتشبيهات؛ ما ساعد على إيصال صورة جديدة للمفردة اللغوية من خلال تكثيف لغتها القصصية لرسم ملامح الشخصيات والأمكنة؛ فقد اعتمدت تقنيات السرد في مجموعتها من أجل إيهام القارئ ودمجه بسهولة مع الأحداث.
وأشارت إلى التسلسل التقليدي في المجموعة وأن الكاتبة ملمة بأسرار التركيب اللغوي وإدراك مكنوناته الجميلة وكانت حريصة على استخدام اللغة المملوءة بالصور والاشتقاقات المبتكرة فوظفت اللغة توظيفاً جلياً ليضفي على قصصها ذاك القرب المحبب الى المتلقي ليدخل بسهولة إلى عالمها الإبداعي.
من جهته قال دحبور إن القصة القصيرة فن يعتمد على سعة الخيال والسرد القصير جداً الذي يعبر عن معاناة الإنسان رجلاً كان أم امرأة، وطبيعة القصة القصيرة تعتمد على السرعة والتنقل الجاد بأسلوب بسيط، مشيرا إلى أن الكاتبة كتبت مجموعتها بإحساسها الشفيف المفعم بالشجن والحب والحنين ورائحة الوطن الفلسطيني؛ فهي تكتب بماء القلب ومداد الألم عن ذاكرة وطن فمجموعتها تحمل ثلاثاً وعشرين قصة ما بين النفس الطويل والنفس القصير وما بين الخاطرة والومضة الشعرية تلتقط بها الكاتبة تضاريس ومشاهد وشخصيات وأحداثا وأمكنة وتعيد بناءها في جدائل قصصية فنية جذابة محملة بأفكار ومواقف تنهض على حالات من المفارقة والخيبة والقلق الإنساني المنبعث من تفاصيل الأحداث.
وكما بيّن دحبور أن المجموعة نسجت وحيكت بموهبة قاصة لها باع طويل في العمل القصصي للأطفال وصاحبة حس مرهف ولغتها بسيطة وشفافة وشاعرية أحياناً ولها وعي وطني وموقف جاد إزاء العالم والكون تثري الوجود وتعمق الإحساس، موضحا أن الكاتبة تكتب عالمها مما تحسه تجاه من حولها وتجاه ما يأتي به الناس وما يقع من حوادث ووقائع وعلاقات ومشاعر وأنماط تفكير، فشخصياتها تلتصق بالمكان بشكل واضح بكل معالمها وانبعاثها فإحساس القاصة بالمكان يسبق إحساسها بالزمن أحياناً وأحياناً يتشابكان ويتداخلان وفق أحاسيس شخوصها وحركة نفسيتها المستمرة وحركتها الذاتية .
وفي نهاية الأمسية قرأت القاصة عدداً من قصصها منها: «كيمياء مجزرة، ضفائر رومية، وجديلة جدتي» حازت على إعجاب الحضور وتفاعلهم معها.