الاحتلال يحاصر مخيم جباليا.. ويخطط لتهجير 700 ألف فلسطيني من الشمال
المكتب الإعلامي بغزة: الاحتلال يقصف 187 مركزا للنزوح منذ 7 أكتوبر
الغد-نادية سعد الدين
يواصل الاحتلال، لليوم السادس على التوالي، حصار مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، بالتزامن مع تكثيف القصف الجوي وارتكاب المجازر الوحشية ضد مختلف مناطق الشمال، بهدف تهجير أكثر من 700 ألف فلسطيني يتمسكون بأماكنهم ويرفضون النزوح جنوباً، من أصل 1.2 مليون نسمة كانوا يقطنون في محافظتي غزة والشمال، وفق بيانات رسمية فلسطينية.
ووسط تعزيزات عسكرية كبيرة، أطبق الاحتلال حصاره المُشدد على معظم المحاور المحيطة بمخيم جبالياً، والذي نفذ فيه عمليته البرية الثالثة منذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد قطاع غزة، تزامناً مع إخراج المنظمة الصحية بشمال القطاع عن الخدمة، بعد طلبه من مستشفيات "كمال عدوان، والإندونيسي، والعودة"، بالإخلاء خلال 24 ساعة، حيث انتهت المهلة أمس.
وفي تطور خطير، استهدفت طائرة مسيرة للاحتلال نازحين فلسطينيين غرب مخيم جباليا بعد إطلاق النار عليهم، مما زاد من تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وفي أقل من 24 ساعة؛ ارتكب الاحتلال مجزرةً مروعة جديدة بقصفه مدرسةً تؤوي آلاف النازحين في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، مما أدى لارتقاء 55 شهيداً فلسطينياً، وصلت جثث 10 شهداء منهم إلى المستشفى أشلاء يصعب التعرف على هويتها بسبب كثافة القصف الجوي وعدوانيته.
وتعتبر هذه المدرسة هي الثانية التي يستهدفها الاحتلال في أقل من 24 ساعة، بعد قصفه مدرسة "الرافعي" التي تؤوي آلاف النازحين في جباليا، شمال قطاع غزة.
ورصد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، قصف الاحتلال 187 مركزًا للإيواء والنزوح، استشهد بداخلها أكثر من 1060 شهيداً فلسطينياً، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع، في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023.
في حين أفاد الدفاع المدني في قطاع غزة أن الاحتلال يعزل شمال القطاع عن مدينة غزة تماماً، ويمنع دخول الإمدادات الأساسية منذ يوم الأحد الماضي، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في شمال القطاع.
وأوضح الدفاع المدني الفلسطيني أن القصف العنيف والمستمر يحول دون انتشال عشرات الجثث المتناثرة في الطرقات، محذراً من أن تدمير البنية التحتية يجعل التنقل شبه مستحيل، وأن إخلاء المستشفيات في شمال القطاع قد يؤدي إلى انهيار كامل في النظام الصحي.
كما تتعرض مناطق في بيت لاهيا ومحيط منطقة التوام، والعطاطرة، لقصف متواصل برا وبحرا وجوا، بالتزامن مع ارتقاء عدد من الفلسطينيين جراء قصف الاحتلال المستمر على مناطق جنوب القطاع.
في غضون ذلك؛ أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، قنص جندي صهيوني في منطقة التوام شمال غربي مدينة غزة، كما أكدت "كتائب القسام" تدمير دبابة للاحتلال بعبوة ناسفة في حي الزهراء، غرب معسكر جباليا.
وقد حذرت منظمات إغاثة دولية من أن إجبار الاحتلال الفلسطينيين على النزوح قسراً من شمال قطاع غزة سيفاقم الوضع الإنساني ويعيق عمليات المساعدات الإنسانية، بينما يحاول الاحتلال إرسال آلاف الفلسطينيين في شمال القطاع، عبر طرق خطرة إلى مناطق مزدحمة بالفعل.
ونشرت 18 منظمة إغاثة دولية، بينها منظمات مجتمع مدني من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وسويسرا، بيانا مشتركا، أكدت فيه أن التصعيد المتزايد في شمال غزة سيؤدي إلى كارثة إنسانية.
ومن بين الموقعين على البيان؛ منظمات أوكسفام، وأنقذوا الأطفال، وآكشن إيد، وأرض الإنسان، وهانديكاب إنترناشيونال، والمجلس النرويجي للاجئين، والمجلس الدنماركي للاجئين، وأطباء العالم.
وأفاد البيان بأن قوات الاحتلال بدأت في التحرك لإجبار الفلسطينيين في المنطقة على النزوح مرة أخرى، مما سيزيد من تفاقم الوضع الإنساني المروع بالفعل في شمال غزة، وسيعيق العمليات الإنسانية المنقذة للحياة التي تقوم بها المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، والتي تعاني أصلا من قيود".
وشدد على أن "غزة أصبحت خالية من المناطق الآمنة، ويجب ألا تواجه الجهات الفاعلة في الإغاثة الإنسانية تهديدات النزوح أو العمليات العسكرية أثناء توزيع المساعدات".
وفي وقت سابق؛ أعلن جيش الاحتلال البدء بعملية عسكرية برية في جباليا، بعد ساعات من بدء هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية لشمال القطاع، منها في جباليا، التي تعتبر الأعنف منذ شهر أيار (مايو) الماضي.
فيما أنذر الاحتلال، يوم الاثنين الماضي، الفلسطينيين بإخلاء منازلهم في جباليا، وبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا، والتوجه جنوباً، من دون أي استجابة بسبب تمسكهم بأرضهم وأماكنهم ورفضهم المغادرة.
وطبقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد ارتفع عدد الشهداء، منذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة في السابع من شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2023، إلى نحو 42,010 شهداء، و97,720 مصابا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وآلاف الضحايا الذين ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات حيث لا يمكن الوصول إليهم.