عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Feb-2019

«المختبر المسرحي الجوال»...مشروع إبداعي يرتقي بالذائقة ويحتفي بالمواهب المميزة

 

عمّان- الدستور - خالد سامح - ((هنا في مأدبا كانت بدايات المسرح الأردني قبل مائة عام على يد العلامة روكس بن زائد العزيزي والراهب أنطوان الحيحي. وهنا سيتم تخريج طلبة المختبر المسرحي، ما أشبه اليوم بالبارحة، لا زال المسرح غريباً ووحيداً ولا يؤمن به إلا رهبانه ))...هذا كتبه الفنان حكيم حرب تحت صورة لاحدى كنائس مدينة مادبا معلناً عن تخريج دفعة جديدة من طلبة المختبر المسرحي الجوال وهومشروعه الذي أطلقه في العام 2014، ومازال مستمرا يجوب في محافظات المملكة، حيث من المتوقع أن يحط رحاله في مدينة الكرك قريبا ولمدة شهر كامل.
ويشهد مسرح مدرسة الروم الكاثوليك الليلة حفل تخريج مجموعة من الطلبة الملتحقين بالمشروع، ويتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي عن المختبر المسرحي الجوّال، ومشاهد مسرحية تبين المهارات التي اكتسبها المتدربون طوال فترة التدريب، وكلمة لمدير مشروع المختبر المسرحي الجوّال المخرج المسرحي حكيم حرب، يوضح فيها أهداف المشروع وآلية العمل وطرق التدريب الخاصة به.
 
تفريغ طاقات الشباب
يجسد مشروع «المختبر المسرحي الجوال» الذي أطلقته وزارة الثقافة بإشراف المخرج المسرحي حكيم حرب أهمية المسرح في الارتقاء بالذائقة الفنية والثقافية والجمالية لأبناء المجتمع الأردني، ويسعى الى إيجاد جيل جديد من المبدعين المدربين على أحدث الطرق والمدارس الفنية، ولرفد الحركة الفنية الأردنية بدماء جديدة تسهم في إنعاشها وتعمل على تطويرها، ولإعطاء الشباب والأطفال الموهوبين فرصة للتعبير عن مواهبهم وتسليط الضوء على إبداعاتهم، ولتوسيع دائرة الفعل الثقافي الذي ترعاه وزارة الثقافة، لكي تشمل المحافظات والمناطق الأقل حظاً، ولإيجاد ميدان واسع لتفريغ طاقات الشباب والأطفال ضمن وسائل فنية وحضارية، بعيداً عن ثقافة العنف والتشاؤم والإحباط، وللعمل على مد جسور التعاون والتواصل بين فناني العاصمة ونظرائهم في المحافظات، ولإشاعة ثقافة المسرح داخل المملكة وإيجاد جمهور مسرحي مثقف وذواق، تحت شعار « أعطني مسرحاً أعطيك شعباً مثقفاً «، وتلك هي أهداف المشروع التي أعلنتها وزارة الثقافة منذ انطلاقته.               
الابداع جوالا في المدن
قام المختبر المسرحي الجوال بزيارة عدد من المحافظات، ومراكز الإصلاح والتأهيل، وأقام لمدة شهرين في كل محافظة، عمل خلالها على تدريب عدد كبير من الشباب والأطفال على فن «الدراما» ومحاولة استثمار الدراما في تطوير شخصية المتدرب وتخليصه من بعض العيوب والتشوهات النفسية الناتجة عن بعض الظروف السلبية والممارسات الخاطئة، من خلال استخدام أسلوب «السايكودراما» المعروف عالمياً بأهميته في محاولة إيجاد حلول حقيقية للمشاكل التي تواجه الأطفال والشباب، بهدف إبعادهم عن بعض الآفات التي قد يقعون ضحية لها، مثل : العنف الجامعي، المخدرات، التطرف، الإرهاب.. الخ وقد ساهمت تدريبات المختبر المسرحي الجوال داخل مراكز الإصلاح والتأهيل، في إعطاء فرص جديدة في الحياة الكريمة لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل، بعد إخضاعهم لسلسلة من التدريبات المسرحية التي تستخدم الدراما في محاولة منح المتدرب الأمل والبهجة وتخليصه من التراكمات النفسية التي تحول عادة بينه وبين اكتشاف طاقته المبدعة الكامنة، والتي من الممكن أن يوظفها داخل المجتمع بشكل ايجابي وبنّاء، بعد خروجه من مراكز الإصلاح والتأهيل، إيماناً من وزارة الثقافة أن في حياة كل خاطئ لحظات بريئة وأن الجاني قد يكون هو الضحية – ضحية رفاق سوء وأفكار سلبية وظروف اجتماعية قاسية – فيأتي المختبر الجوّال للعمل على أنسنة العقوبة وجعلها ترتدي ثوب الإصلاح والتأهيل.
عمّان..تجربة مميزة 
وبحسب المشرف على المشروع الفنان حيكم حرب فإن تجربة المختبر المسرحي الجوّال في العاصمة عمان من أهم التجارب التي خاضها المختبر، حيث تجمع هذه التجربة عددا من أبناء المحافظات الذين أتوا من مختلف المدن والقرى الأردنية للالتحاق بالمختبر، بعد النجاح الكبير الذي حققه في محافظاتهم، وبهدف مد الجسور بينهم وبين أبناء العاصمة والمحافظات الأخرى. وللتأكيد على فكرة التواصل بين أبناء المحافظات قامت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام مشكورة بالتبرع بوسيلة نقل «باص» يتسع لثلاثة وعشرين راكباً، تم تزيينه وتلوينه بالصور والرسومات المسرحية، ليكون خاصا بالمختبر المسرحي الجوال ويعمل على نقل المتدربين من محافظة إلى أخرى ومن قرية إلى أخرى، لعمل مشاريع مسرحية مشتركة بينهم بحسب ما صرح حرب للدستور.