أحمد الشوابكة
مادبا -الغد- يؤكد الفنان التشكيلي ميشيل عجيلات أن الحالة الإبداعية تتجلى في الرجوع إلى الطبيعة والنهل من جمالياتها حطبا للوقود “الرسومات”.
وعجيلات، مبدع الأعمال المائية، تتلمذ على يد الفنان التشكيلي حسني أبو كريم، مؤكدا أن العمل الفني يصبح أكثر جمالا وبراعة، حين يتخذ من الطبيعة مرجعا له.
ويستلهم عجيلات من الطبيعة ينابيع فنه، لتشدو بها لوحاته التي تشد المتفرج بدهشة إلى رحلة بصرية داخل مدينته مادبا، وصولا إلى التقاطه وجوه الناس لتتحرك فوق سطوح رسوماته.
ووفق ما قال عجيلات لـ”الغد”، “الأحق انتشار الألوان المائية كصياد يحسن رمي شبكته، وأستطيع أن أوقف الانتشار متى أشاء، لتحاكي أعمالي، البيوت الهادئة والسهول المتناغم أمام مشهد حلمي عميق، تشرب بالقدرة، على استنطاق المادة الفنية من رؤية ناضجة للحياة، وأفق قادر على السفر لمسافات طويلة نحو الجمال”.
يقول عجيلات إن “الفن”، وفق هذا المنظور غالبا ما يتميز عن الطبيعة في كونه إمكانيات مفتوحة للانتقال بمشاهد الطبيعة وتعبيراتها إلى مستويات أخرى لم تشهدها من قبل.
وفي هذا النطاق، يرى عجيلات “أن هذه المستويات تتميز بالاختزال والتماسك والإحالة، وتشي جمالها الخاص، وتبسط حضورها الفريد في مدارج الرؤية والتعبير”.
فإعادة إنتاج المشهد الطبيعي، تكون عبر إنشاءات اللون المائي، وهي تؤثث قضاء معماريا، كسياق مغاير للطبيعة في تعبيرات بمثيلات البصرية.
ويضيف أنه حينما يتخذ من الطبيعة مصدرا للتعبير، “فإنني أتعامل معها كمصدر للتسجيل التوثيقي، ما يجعل منها تجربة في التعبير، وفق مقتضيات حسية، ولذلك أنتقي من الطبيعة تماسك التكوين وانفتاحه، بحيث تخضع في رسوماتي لعملية الإضافة والإزاحة التي تعطي اللوحة تكوينها الخاص بها”.
ويقول عجيلات إن رؤيته في بناء جماليات الطبيعة الصامتة ورسم المشهد الطبيعي، يتصف بها فنانون درسوا في مرسم حسني أبو كريم، الذي يستند إلى التمهل لدخول عالم الحداثة والتجريد، فالرسم يبنى على التخطيط وتقنيات التلوين.
المكان عالق في فضاءات عجيلات الذي يستلهم منه روائعه الإبداعية، ومادبا المدينة التي نشأ فيها وفي مدارسها درس وتعلم وأمسك فرشاته المائية الأولى، وبرزت إبداعاته التي نمت في داخله، ليتعلم التجريب والبحث عن الذات الفنية داخل الأساليب.
ويرى عجيلات الذي شارك في العديد من المعارض الخارجية والداخلية “أن مادبا مليئة بالخامات المبدعة، لكنها؛ تحتاج إلى من يصنفها ويوفر لها إمكانيات نشر إبداع مبدعيها”.
لم يكتف عجيلات بالالتزام بأعماله الفنية والابتعاد عن التقليد ومحاكاة المشهد البصري، بل أصر على أن يطلع أهالي مادبا على ماهية العمل الفني التشكيلي عبر مشروعه، الذي يعد الأول من نوعه في المدينة، بإقامة صالة عرض فنية.
“جاليري آرت مادبا”، يمثل واحة الباحثين عن الإبداع الفني، وفق عجيلات، الذي يقول “أشعر بارتياح كبير عند سماعي انطباع الزائرين، الذين يعبرون عن مدى دهشتهم لوجود الجاليري الذي أصبح نافذة لتعليم هواة ومحبي الفن التشكيلي في مادبا من خلال الدورات على مدار أيام الأسبوع”.
ويتمتع الجاليري بإمكانيات لاستقبال فنانين من الأردن أو من أي دولة عربية أو أجنبية، كما توفر صالته أجواء جاذبة، تعد نتاج الرؤية والخبرة التي يمتلكها عجيلات عندما وضع تصورا للتصميم الداخلي الجاليري.
ويلفت إلى أن أهالي مادبا هم الفئة المستهدفة بالدرجة الأولى، فهو يطمح إلى أن يكون الجاليري المكان الذي يتم عبره تعريفهم بأنواع مختلفة من الفن التشكيلي.
وختم حديثه لـ”الغد”، بتوجيه عتاب على القائمين على الحركة الثقافية بأنهم لم يلتفتوا إلى هذا الجاليري الذي يقع في الشارع السياحي ويزوره الأجانب كافة المقيمون في فنادق مادبا.