عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Sep-2019

رحى فلسطين تدور - كمال زكارنة

 

الدستور- ثبات الشعب الفلسطيني في ارضه راسخ مثل الجبال ،لا تثنيه تهديدات نتنياهو بالضم او التوسع الاستيطاني ،ولا مجازر الهدم الجماعي ولا صفقة القرن ،ورغم كل ما يحدث على الارض من قمع وعدوان اسرائيلي متواصل لا يستثني شيئا من الحياة الفلسطينية ،الا ان عجلة الحياة والعمل والبناء في فلسطين تدور وتتحرك بقوة دفع ذاتية ،تعتمد على الارادة القوية ومواجهة التحديات والتصميم على الوصول للهدف الوطني وتحقيق الحلم بالحرية والاستقلال،من اجل بناء مؤسسات الدولة العتيدة ،فلا يكاد يمر شهر او اكثر او اقل ،حتى ينجز الشعب الفلسطيني مشروعا رياديا في مجال معين ،حيث البناء يستمر في القطاعات المختلفة الصحية والتعليمية والخدمية الاخرى مثل الطرق والمياه وغيرها ،شعب يعمل ويبني ويؤسس لدولته المستقبلية غير آبه بكل ما تقوم به حكومة الاحتلال التي يواجه سياستها وممارساتها بصمود اسطوري، ويقاتل على عدة جبهات سياسية واقتصادية ووجودية ويتعامل مع تحديات الاحتلال بشجاعة واتقان ،ويحقق العديد من الانجازات والنجاحات محليا ودوليا،ورغم كل الظروف التي تخدم العدو المحتل وتعترض الطموح الفلسطيني ،وابرزها الولاء الامريكي المطلق للكيان المحتل ،والوضع العربي المدمر ،والوضع الاقليمي المنهار ، والوضع الدولي الممزق ،وما توفره كل هذه العوامل والظروف من دعم مادي ومعنوي للعدو الاسرائيلي المحتل ،فان الشعب الفلسطيني يقف على قدم وساق، شامخا كالمارد متشبثا بأرضه يتصدى للاحتلال في كل مكان ومجال،ومعاول البناء تتزاحم في اقامة المشاريع المختلفة التي تشكل الان ولاحقا ركائز ودعائم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية مهما بلغ عدد المستوطنات والمستوطنين في الاراضي المحتلة.
 مصير كل ما تقوم سلطات الاحتلال الصهيوني على ارض فلسطين من بناء وتحصين ،سوف يُطحن بين حجري الرحى الفلسطينية ،لان المستقبل للشعب الفلسطيني الضاربة جذوره في الارض ،والزوال للاحتلال بلا ادنى شك هكذا تسير حركة التاريخ ،ولن يستطع الاحتلال تغيير مسارها ،ولن يدوم ترامب ولا امريكا التي تحمي هذا الكيان السرطاني الطاريء.
مع احتدام صراع الوجود الحقيقي بين المحتل الصهيوني الذي يملك القوة العسكرية والمادية ،والشعب الفلسطيني الذي يملك الايمان وقوة الارادة والحق ،لم تعد لغة البيانات والشجب والاستنكار ذات جدوى ومنفعة ،مهما علت صيحات مطلقيها ،ومهما كانت حادة وجارحة ،والمطلوب اليوم اكثر من اي وقت مضى ،اتخاذ اجراءات وقرارات فعلية وعملية على الارض ،ومواجهة تهديدات نتياهو بتهديدات اكثر قوة والالتزام بتنفيذها ،وللتذكير فقط ،فان تقديم مليون دولار مساعدات للمقدسيين افضل واهم من شاحنة بيانات وتصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع ،والتهديد بوضع ملف السلام العربي بأكمله في كفّة وضم اي جزء او اي مساحة من الاراضي الفلسطينية المحتلة في الكفّة الاخرى ،سوف يشكل رادعا حقيقيا للاحتلال الصهيوني ،والمقاطعة العربية الاسلامية الشاملة سياسيا واقتصاديا للعدو الاسرائيلي المحتل والالتزام بها سوف يمنع الاحتلال من تنفيذ تهديداته ويجبره على التراجع،وتقوية صمود الشعب الفلسطيني على ارضه ماديا ومعنويا من اهم عوامل واسباب كسر بلطجة وغطرسة الاحتلال وافشال مشاريعه العدوانية والتوسعية .
لا الشعب الفلسطيني ولا الشعوب العربية ترغب او تطرب لسماع البيانات وعبارات الادانة والرفض قولا وتصريحا ،فهي تبحث عن الافعال فقط لان المرحلة لم تعد تحتمل التراخي ،وما يحث خطير جدا يهدد الجغرافيا العربية والامن والاستقرار العربيين .