عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Jan-2020

الجمهور الفلسطيني غير مبال تجاه “صفقة القرن” - بقلم: جاكي خوري

 

هآرتس
 
الإعلان عن نشر خطة السلام للإدارة الأميركية حظي بالتنديد من القيادة السياسية في رام الله وفي قطاع غزة. ولكنها لم تثر أي صدى في أوساط الجمهور الفلسطيني. نشطاء في الميدان، منهم نشطاء فتح في الضفة الغربية، قالوا إن غياب رد الشارع الفلسطيني يشير إلى عدم المبالاة بالعملية وعدم الثقة بالقيادة الفلسطينية.
سكرتير عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، قال أمس في تويتر إن قرار نتنياهو ضم مناطق فلسطينية سيشكل انسحابا إسرائيليا من اتفاق اوسلو وملحقاته. “هذه محاولة لتدمير حل الدولتين”، كتب عريقات. وحسب قوله هذه الخطوة ستفتح الباب أمام المطالبة بالمساواة المدنية من قبل جميع من يسكنون في المناطق – “كل شخص بين البحر والنهر له صوت واحد”. إضافة إلى ذلك، الفصائل الفلسطينية في رام الله والبيرة نشرت أمس بيانا يدين سياسة ترامب. وقد دعت إلى الإعلان عن يوم نشر الخطة كيوم غضب، ودعت الجمهور الى التظاهر. ايضا دعت الى مقاطعة جميع المنتجات الأميركية في الأسواق الفلسطينية، وانزال كل العلامات التي تشير إلى أميركا من شوارع الضفة، ومنها لافتات تشير إلى مساعدات من قبل صناديق دعم أميركية.
ورغم هذه الإعلانات فان نشطاء مخضرمين في فتح في منطقة رام الله ونابلس وبيت لحم أظهروا تشككهم، في محادثات مع “هآرتس”، بخصوص نجاح الاحتجاج الشعبي في موضوع خطة ترامب ولم يخفوا خيبة الأمل من الاجواء السائدة في الشارع الفلسطيني.
“من لا يرى أو لا يشعر باحباط الشارع فهو يتساذج أو يتجاهل”، قال نشيط في بيت لحم وأضاف “هناك أجواء غضب ولامبالاة. وهذا ينبع قبل كل شيء من أزمة القيادة والانقسام في الساحة الداخلية الفلسطينية”. وحسب قوله فان اللامبالاة في أوساط الفلسطينيين لا تدل على الموافقة على خطة ترامب، بل العكس. ولكن الفلسطينيين “يشعرون بأن القيادة تنشغل بالصراعات الداخلية ولا تخلق ظروف تشكل قادة لنشاطات سياسية أو لاحتجاج شعبي له تأثير”. تهديدات من جانب السلطة لوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل أو التنصل من اتفاقات اوسلو تعتبر في نظر الجمهور الفلسطيني تهديدات فارغة. “منذ العام 2015 ونحن نسمع تهديدات لوقف التنسيق الامني أو التنصل من اوسلو وكل انواع الخطوات التي يمكن أن تضغط على اسرائيل وعلى المجتمع الدولي. وكل شيء بقي على حاله”، قال شخص من فتح في نابلس. “حتى في المواضيع الاقتصادية لا يوجد أي تغيير حقيقي، حيث لا توجد أي توقعات على الأرض”. وحسب قوله فان قيادة السلطة لا ينظر اليها كقيادة للشعب الفلسطيني. “من ناحية الشارع فانه لا يوجد أي أحد مستعد للتضحية بنفسه من اجل قيادة السلطة”، أضاف.
اضافة الى ذلك، هناك من دعوا الى استغلال هذه الفرصة من اجل تحقيق مصالحة فلسطينية داخلية، على خلفية الاحباط المستمر من الانقسام السياسي بين الضفة وقطاع غزة. رئيس المكتب السياسي لحماس، اسماعيل هنية، دعا أمس لعقد لقاء موسع مع قيادة فتح في القاهرة من اجل مناقشة الرد على الخطة. “إذا تم نشر الخطة وفقا للتفاصيل التي نشرت حتى الآن، والتي نرفضها بشدة، فيجب على القيادة الفلسطينية الاعلان عن عدة خطوات من اجل الحفاظ على الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني. ويجب على اسرائيل تحمل المسؤولية”. وأضاف هنية “يجب علينا أن نكون موحدين ونركز على هدف الحفاظ على حقوقنا وافشال الخطة”. ورغم هذه الدعوة، لا يوجد في هذه الاثناء أي محاولة للقيام بخطوة داخلية فلسطينية أو عربية تدل على وجود رد مضاد على نشر الخطة.