سموتريتش يهدد بحل السلطة الفلسطينية.. وجيش الاحتلال يستعد لاجتياح غزة
الغد-نادية سعد الدين
يواصل المتطرفون الترويج لخطة فرض السيادة الصهيونية على نحو 82 % من الضفة الغربية والتهديد بحل السلطة الفلسطينية، وسط استعدادات جيش الاحتلال لاجتياح مدينة غزة، دون الاكتراث بالتنديد الدولي الواسع.
وادعى الوزير المتطرف "بتسلئيل سموتريتش"، زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، خلال مؤتمر صحفي وبجانبه قادة المستوطنات في الضفة الغربية، وضع خطة كاملة لفرض السيادة الصهيونية على 82 % من أراضي الضفة الغربية، بهدف فرض الأمر الواقع على الأرض والقضاء على فكرة الدولة الفلسطينية، وفق مزاعمه.
وتشمل خطة الاحتلال خرائط مفصلة أعدتها مديرية الاستيطان التابعة لوزارة الجيش الصهيوني خلال الأشهر الأخيرة، لتحقيق السيطرة على "أقصى مساحة ممكنة من الأرض وأقل عدد من السكان" الفلسطينيين، والحفاظ على أغلبية يهودية واضحة في ما يسمى "دولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية"، وفق مزاعم الوزير المتطرف.
وفقًا للخطة الكاملة التي قدمها "سموتريتش"، سيواصل الفلسطينيون الذين سيبقون خارج الأراضي التي تصل نسبتها إلى حوالي 18 % من الأراضي، معظمها في المنطقة أ، إدارة شؤونهم بأنفسهم، بما يهدف إلى تفكيك الفكرة الوطنية الفلسطينية واستبدالها بنموذج إدارة بلدية - إقليمية فقط، بحسب الخطة المزعومة.
وفي نفس الوقت؛ هدد المتطرف "سموتريتش"، بتدمير السلطة الوطنية الفلسطينية كما جرى في قطاع غزة، مؤكداً معارضة إقامة دولة فلسطينية لكونها تشكل خطراً على أمن الكيان المُحتل، زاعماً وجود إجماع واسع في الكيان الصهيوني على "ضم الضفة الغربية، والقضاء على خيار إقامة الدولة الفلسطينية"، وفق مزاعمه.
وفي الأثناء، ندد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، بعقد المؤتمر الاستعماري في باحات الحرم الإبراهيمي بالخليل إحياءً لذكرى تأسيس حركة "غوش أمونيم" الاستعمارية المتطرفة والعنصرية التي ينتمي إليها عدد من قادة المستعمرين المسؤولين عن ارتكاب أعمال القتل والمجازر ضد الشعب الفلسطيني، بما يشكل استفزازاً خطيراً وتصعيداً يهدف إلى تحويل الصراع إلى صراع ديني مفتوح.
وأضاف فتوح، في تصريح له أمس، أن عقد المؤتمر بحضور وزراء مستعمرين وقادة متطرفين في حكومة الاحتلال يؤكد أن التطرف والعنصرية أصبحا نهجاً وسياسة رسمية معلنة تمارسها حكومة الاحتلال على مرأى العالم.
وحمل حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن تداعيات السياسات المتطرفة التي تشعل المنطقة وتستفز مشاعر مئات الملايين من المسلمين، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد الخطير، وحماية المقدسات الدينية وفرض عقوبات رادعة على منظومة الاستعمار وقيادتها.
ويواصل الاحتلال تصعيد جرائمه لضم الضفة الغربية المحتلة، بموازاة مواصلة شن حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2027.
وبدأ جيش الاحتلال في إعداد خطط عسكرية جديدة للمرحلة المقبلة من الحرب، تتعلق بما يسميه "السيطرة على معسكرات وسط القطاع" بعد إعلان إحكام السيطرة على مدينة غزة، بموازاة الاستعداد للإعلان عن منطقة جديدة جنوب القطاع باعتبارها "منطقة إنسانية".
في المقابل، ظهر تباين حاد داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية في ظل محاذير تبعات احتلال غزة بالكامل على تعريض حياة الأسرى للخطر، بما ينسجم مع مواقف أوساط أمنية صهيونية أخرى، وسط تقديرات جيش الاحتلال، بأن ما يزعمونه "باحتلال وتطهير" غزة قد يستغرق عامًا كاملًا.
في حين صعد العشرات من جنود الاحتياط المنضوين في تنظيم "جنود من أجل الأسرى" احتجاجهم، وأعلنوا رفضهم الانخراط في أي عملية عسكرية تهدف لاحتلال غزة، واعتبروها "قراراً سياسياً غير قانوني يعرض حياة الأسرى للخطر"، وفق قولهم.
وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني عن استشهاد ما لا يقل عن 65 فلسطينياً بنيران الاحتلال في مختلف أنحاء القطاع منذ يومين، في ظل مضي الحكومة المتطرفة في تنفيذ خطة السيطرة على مدينة غزة، الأكبر في القطاع، رغم تزايد الضغوط الدولية والداخلية المطالبة بإنهاء الحرب في غزة.
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت 113 شهيدا و304 مصابين خلال 24 ساعة، في حين قال المكتب الإعلامي الحكومي إن 1100 استشهدوا في عدوان الاحتلال المتواصل على مدينة غزة منذ 3 أسابيع.
وأدى القصف المركز إلى نزوح آلاف الفلسطينيين من بعض الأحياء الجنوبية والشمالية لمدينة غزة باتجاه الساحل غربا، يأتي ذلك في وقت تواصل فيه إسرائيل حشد القوات تمهيدا لبدء عملية "عربات جدعون 2" الرامية لاحتلال مدينة غزة.-(وكالات)