عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Jan-2019

رسالة إلى شعب إسرائيل - د. جلال فاخوري

الراي - من أدبياتكم، من أسفاركم، من «توراتكم» ندين عدم اخلاقيتكم وعدم احترامكم للذّات الإلهيّة (الويل لكل من يبغضني، فإنه موتاً يموت) سفر يشوع بن سيراخ 28-39.

حينما احتل النازيون بولندا في الحرب الكونية الثانية مزقوا صور السيد المسيح وأمه البتول وأهانو المسيحية إهانة قذرة.
وها أنتم تمارسون الدور النازي الجديد فمن الانتهاك اليومي لحرمة المسجد الأقصى إلى مصادرة أملاك الكنيسة اللاتينية إلى عرض رسومات مهينة للسيد المسيح والسيدة العذراء في معرض حيفا أخيراً. إنها صفاقة لا يدانيها صفاقة أن تهينوا الأديان ولا زلنا نذكر أن يهود الدنمارك أهانوا الرسول محمد صلى االله عليه وسلم قبل سنوات. قد نتفهم احتلالكم لأرض غير أرضكم تحت غطاء الادعاء بأن فلسطين أرض الميعاد والأجداد لكن أن تهينوا الأديان فذلك خروج عن دائرة الإنسانية والانتماء إلى دائرة المخلوقات غير البشرية.
الأديان السماوية ليست صنعاً بشرياً بل هي فكراً إلهياً وعلى المخلوقات البشرية احترام الإرادة الإلهية أما ان تهينوا إرادة االله فذلك لايفسر إلا انكم تبغضون االله. ومن يبغض االله موتاً يموت كما ورد في سفر يشوع بن سراخ. فهل يحترم الإسرائيليون توراتهم وكتبهم الدينية وأدبياتهم الفكرية ومعتقداتهم الدينية أم أنهم يرمون بها إلى عرض الحائط؟.
لا زلنا نذكر أنكم مزقتم القرآن ورميتم به في دورات المياه ودستموه بأرجلكم فأي شعب أنتم؟ الكتب الدينية واالله سبحانه وتعالى هو دستور البشرية وقواعد اخلاقها ونظمها حيث توجه حياتهم وجوهر وجودهم وحين تمتهنوا وتهينوا كتبه وسيرته فأي قدرة لكم على مواجهه االله وتحديه.
ولنتذكر أنه قبل سنوات قليلة نشرتم رسماً مُسيئاً للسيد المسيح، يبدو أن التطاول على االله ورسله وانبيائه أصبحت ممارسة يومية لديكم. تذكروا أن السياسة هي فن المعاملة أي معاملة الأمم المحكومة بالسياسة وحسن الإدارة وطيب المعشر لكن يبدو أنكم لا تجيدون فن السياسة وحسن التعامل، فالبطش والتشريد والقتل والهدم، أصبحت ديدنكم يا معشر إسرائيل، العرب لا يكرهونكم كشعب ولكن ممارستكم السياسية والاحتلالية والقمعية هي ما يغضب العرب منكم.
المسيحية تكرم كل أبناء االله وتدفع عن البشر العبودية والفقر والبؤس والذل، وتطلب الحرية لكافة أبناء البشر ومثل ذلك الإسلام المتسامح مع البشرية، والمطالب بفك عبودية البشر ورفع الذل عنهم، فما بالكم يا بني إسرائيل تحتقرون البشر وتبغضون االله وتوقعون الذل على الإنسان وكأنكم الوحيدين أبناء االله. إذا أردتم أن يسمع صوتكم فتحاوروا مع من يختلف معكم، لا أحد يكرهكم فلا تكرهوا انفسكم وتجعلوا العالم يكرهكم. انا عربي متسامح ومتصالح مع نفسي فهل تفهمون معنى دعواتي إليكم؟ ويفهمني كل من يفهم هذه الدعوات. عمر بن العاص في حروبه كان مسلحاً بنصائح الخليفة أن «لا تقتلوا شيخاً أو طفلاً ولا تقطعوا شجرة بل أميطوا الحجارة عن الطريق» أين أنتم من الأخلاق الإسلامية والمسيحية يا بني إسرائيل؟