عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Sep-2023

البترا.. وكنوز الأردن على شاشة التلفزيون الإيطالي*عبد الحميد الصباغ

 الراي 

عرض التلفزيون الإيطالي على قناة البرنامج العام (Rai 1) فيلمًا وثائقيًا عن بلادنا الأردنية ضمن برنامجه الوثائقي المعروف والمشاهد أوليسه: جمال ومتعة الاكتشافات وذلك في وقت مشاهدة الذروة بعد نشرة الأخبار الرئيسة مباشرة والذي يقدمه الإعلامي وعالم الآثار والانثروبولوجيا المعروف على مستوى العالم، البرتو أنجيلا، الباحث الذي قدّم إيطاليا إلى العالم وقدّم العالم إلى إيطاليا وضمن عنوان بترا وكنوز الأردن على مدى ساعتين ونصف ودون انقطاع، وبطريقة جمالية ومشوّقة وممتعة وبتصوير احترافي رائع تحدّث، البرتو، ابتداءً من البترا التاريخ، والآثار، والأنثروبولوجيا، وذكاء عرب الصحراء في بناء حضارة واسعة ومزدهرة وقوية، وعن أساليب العيش وجلب المياه منذ الأنباط الأوائل وحتى أيامنها هذه، واستطاع بمفردات فنيّة وبأسلوب السهل الممتنع، وساعده في ذلك تصوير جميل ومدهش، وفي غاية المهنية الرفيعة التي ساعدت النص اللفظي على نقل الصورة إلى المشاهد كأنه يعيش مع مقدم البرنامج في ثنايا وتفاصيل المدينة الوردية.
 
وبعد ذلك انتقل إلى وادي رم واصفًا إياه قطعة من المريخ على سطح الأرض مستذكرًا فيلم لورنس العرب، والمعزوفات الموسيقية العالمية التي أنتجت لغاية هذا الفيلم وأفلام أخرى.
 
 
 
بعد ذلك انتقل إلى البحر الميت واستذكر المخاطر التي يواجهها البحر من ندرة المياه التي كانت تصبّ في مجراه وانخفاض مستواه بمعدل متر ونصف كل عام مما يهدد بانحسار البحر الميت تمامًا بعد عقود قليلة من السنوات إن لم ينتبه العالم والدول المحيطة إلى المشاريع التي يطرحها الأردن لانقاذ البحر.
 
ومن البحر الميت انتقلت كاميرات برنامج أوديسه ومتعة الاكتشافات إلى مادبا وأم الرصاص وجالت في كنائس وفسيفساء المنطقة وأظهرت تفاصيل المكان. وكان لجرش نصيب وافر من برنامج الإعلامي الإيطالي اللامع والمعروف، ألبرتو أنجيلا، واعتبرها المدينة الرومانية الوحيدة التي ما زالت متماسكة وقائمة على امتداد الأراضي والأمصار التي سيطرت عليها الإمبراطورية الرومانية، وتحدّث عن جرش بإسهاب وعن مواقعها الأثرية ابتداءً من قوس النصر (قوس هادريان) الإمبراطور الروماني العظيم الذي زار المدينة واحتفل بها واحتفلت به في بدايات القرن الثاني للميلاد وأظهر جماليات شارع الأعمدة والساحة الرئيسة والتي أسماها بالساحة البيضاوية، ومتحف أرتيمس، والمدرجات الشمالي والجنوبي، ووصف الجنوبي أنه مكتمل البناء وفريد من نوعه، وأشاد، أنجليا، بالحضارة العربية الإسلامية التي حافظت على الكنائس التي ما تزال قائمة في جرش الأثرية، وأضاف: هذا دليل على تسامح العرب والمسملين وقبول الآخر. وكان للقصور الصحراوية، عمرا والخزنة نصيب وافر ومكتمل.
 
ما شاهدناه على شاشة التلفزيون الإيطالي قبل أيام يذكرني بزيارة الكاتب والروائي الكبير ألبرتو مورافيا عام 1978، نشر بعدها ثلاثة مقالات في غاية الدقة والجمال والإبداع في صحيفة كوريريه ديلا سيرا، المعروفة والواسعة الانتشار. تحدث في أولها عن البتراء بعنوان: بترا اللامدينة عاصمة سكان الكهوف، وهي من أفضل وأجمل وأدق ما كتب عن عاصمة الأنباط بأقلام غربية، والمقالة الثانية عن عمان العاصمة، والثالثة عن الشوبك وقلعتها. وقد قام صاحب هذه السطور بترجمة هذه المقالات إلى اللغة العربية ونشرها في صحيفة الرأي الغرّاء في حينه.
 
الأردن يحظى بسمعة طيبة وإيجابية عند الطليان وما زلت أذكر عندما توفيت باحثة اجتماعية ايطالية معروفة، وللأسف الشديد، في منطقة الجنوب بحادث سير كتبت كبرى الصحف الإيطالية كوريريه ديلا سيرا وعلى صفحتها الأولى: توفيت في أجمل بلدان العالم... الأردن. وعند زيارتي الأخيرة إلى إيطاليا، قبل شهور كنت في إحدى المحلات التجارية وإلى جانبي رجل إيطالي شعر أني أردني وقال لصاحب المحل: أكرم هذا الرجل فهو من بلد محترم وشعب محترم.
 
البرنامج الذي شاهدناه على شاشة التلفزيون الإيطالي الرئيسة، قبل أيام برنامجٌ مبدعٌ وأكثر من رائع يظهر الوجه الحضاري والأثري والسياحي لبلادنا الأردنية، ويستحق الشكر والامتنان، ونقترح على وزارة السياحة والآثار أن تقوم «بدبلجة» هذا الفيلم الوثائقي إلى العديد من لغات العالم وبثّه على تلفزيوناتها ووسائلها الإعلامية، فصاحب بترا وكنوز الأردن الإعلامي، ألبرتو أنجيلا، معروف لدى معظم دول العالم المهتمّة بالسياحة والآثار وسيساعد على جلب المزيد من السياح إلى بلادنا الجميلة.