معتصم الرقاد
عمان –الغد- عمل فني أنجزته ثلاث صديقات هن: نادية الدجاني، رغد الخوجة، وتمارا نوري في رسم جدارية بطول أربعة أمتار لإيصال رسالة تتضمن تغذية النفس بالعمل الجماعي والعطاء لإضفاء بصمة جمالية على المكان الذي استضاف العمل، وأضاف الروح له في منطقة أم أذينة.
انحازت الفنانة التشكيلية تمارا نوري بفنها للوحات تعكس جمال المرأة واهتماماتها؛ إذ تتعمد إظهار الطاقة والحب والفرح بكل رسوماتها.
وبدأت الفنانة العراقية البريطانية تمارا نوري، دراستها في بغداد في معهد الموسيقى والباليه، وغادرت العراق عندما كان عمرها 16 عاما، واتجهت الى بريطانيا حيث درست في الجامعة الأميركية بلندن الفنون التجارية، ليس لحبها لهذا المجال بل لبعض المصاعب التي واجهتها، وعادت مرة أخرى الى بغداد لمدة ثلاثة أعوام ولم تعمل بشهادتها، لكن راودتها الرغبة في أن تكمل دراستها مرة ثانية لتحقق رغبتها الحقيقية، فعادت الى بريطانيا ودخلت كلية سينترال سان مارتين ودرست فن التشكيل، وتقول تمارا “عندما قبلت في الكلية كان ذلك شيئا رائعا، الرسم هو أنا، أحبه كثيرا”.
وقالت نوري “الفن اليوم مختلف عما كان عليه فهو يعتمد على التصوير القائم على الفكرة، والكثير من أعمال الفنانين اليوم هي أفلام فيديو وفوتوغراف، التي دخلت ضمن الفنون الراقية”، مبينة أنها منذ الصغر تعشق وتحب الفنون، ووالدها ووالدتها من مشجعي الفن.
“وعن الفكرة، فقد انبثقت عن الفنانة نادية الدجاني، وذلك بالقيام بعمل فني كجدارية كبيرة، واقترحت الفكرة علي الفنانة تمارا التي رحبت بالمشاركة؛ حيث اجتمع مجموعة من الأصدقاء للتنفيذ، وللتأكيد أن الفن بمتناول الجميع كوسيلة للخروج عن المألوف، ولإحياء المساحات العملية، وإضفاء أجواء من السحر والجمال”، بحسب الفنانة الدجاني.
وحول الفكرة الأولية للعمل الفني من رسم الجدارية، قالت الدجاني “كانت عن تمثيل الارتباط القوي بين الإخوة المالكين، برمز ثلاث حلقات متصلة ومترابطة مع بعضها بعضا، واستعمالنا في التصميم اللونين الأساسيين (الأبيض والأسود)، لتمثل العلاقة الأزلية التكاملية، والمساحة الشاسعة من الأطياف بينها، والتي تشبه الى حد بعيد علاقات الأخوة المتينة”.
ومن جانبها، بينت الفنانة رغدة الخوجة أن تنفيذ العمل يتخلله أجواء دافئة وممتعة، وصدى الأغاني العفوية يصدح في المساحة التي ضمت تلك الفعاليات، مبينة “أنه بعد الانتهاء من العمل على اللوحة باعدنا القطع الخشبية عن بعضها بعضا، فأعطانا كل شكل مدلولا جديدا للعمل، وجمالية اتفقنا عليها جميعا”.
وأشارت الخوجة إلى أن المبدأ من العمل الفني هو أولا وأخيرا تغذية النفس بالعمل الجماعي وإضفاء بصمة جمالية على المكان.
ويذكر أن أسلوب الفنانة تمارا هو الجمع ما بين التجريد والمجسمات، وتقول “الفن التجريدي هو تعبير الإنسان عما في داخله وطريقة تفكيره، ويظهر ذلك في الألوان والمجسمات، فهما مهمان جدا في اللوحة، لأنها الأساس في التعبير عن الحياة بمرارتها وحلاوتها، وأنا أحب الفن الحديث كثيرا، لأنه مختلف جدا، وله عالمه الخاص، فهو يعبر عن الحياة بطريقة مختلفة”.