عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Jun-2025

العرب.. تغيير الإستراتيجيات*محمود خطاطبة

 الغد

بما أن منطقة الشرق الأوسط، أمام تحول تاريخي، ومُستقبل مجهول، أو بمعنى أصح ليس في صالح الأُمة العربية أو الإسلامية، على حد سواء، فإن العرب مُطالبون بتغيير خططهم وإستراتيجياتهم، خصوصًا بُعيد تنفيذ الولايات المُتحدة الأميركية، وعيدها بأمر من رئيسها دونالد ترامب، إذ قصفت فجر يوم الأحد الماضي، المواقع النووية الرئيسة الثلاثة في إيران، وهي: منشآت فوردو ونطنز وأصفهان.
 
 
فالمنطقة، ومنذ شن الكيان الإسرائيلي المسخ هجومًا جويًا على إيران، في فجر الثالث عشر من حزيران 2025، تشهد واحدة من أخطر المواجهات العسكرية منذ الاحتلال الأميركي للعراق في آذار 2003، ما يُنذر بعواقب وخيمة، جميع البلدان العربية لن تسلم من شررها، وتبقى دولة الاحتلال، ومن خلفها واشنطن، هما المُستفيدان الأكبران، ثم يأتي من بعدهما الدول الغربية، كُل حسب قوته ونفوذه.
 
أما نحن العرب، فليس لنا إلا البكاء والندم، أو ندب حظنا، أو التغني بأمجاد أسلافنا، وما فعلوه وما قدموا من تضحيات جسام، وكذلك تقدم وازدهار.. وأرجو أن لا يتم فهم كلماتي هذه على أنها «انهزامية» أو «جُبنًا»، وإن كان جُل دولنا العربية والإسلامية مهزومة، وليس بيديها قوة مؤثرة، فالعضو الوحيد الذي يعمل بلا أي مُعيقات هو اللسان، وأقصد هُنا ما يبدع فيه الكثيرون من شجب واستنكار وتنديد.
لذا، فنحن العرب مُطالبون بتغيير إستراتيجياتنا وخططنا الآنية والمُستقبلية، خصوصًا بعدما أثبتت التجارب العملية على أرض الواقع، والحروب التي خاضها الغرب ضدنا، بقيادة الشيطان الأكبر (أميركا)، أننا في مراتب مُتأخرة كثيرًا في مجالي الحروب العادية وتلك الإلكترونية والتقدم العسكري، مُقارنة بتلك الدول.
ليس ضعفًا أو «انهزامية» أن نعترف بقدرات الولايات المُتحدة العسكرية والتكنولوجية، واستخدامها واستغلالها في حروبها الظالمة، لا بل وحسمها، وليس عيبًا أو «جُبنًا» أن نُقر أو نصل لمرحلة من اليقين، بأن ما تمتلكه واشنطن من أسلحة فتاكة وطائرات شبحية وقنابل خارقة، يُستخدم لما فيه مصلحة العدو الإسرائيلي، أو يكون تحت أمره، غير آبهين لقوانين أو مواثيق أو مُعاهدات دولية، أو أخلاق أو إنسانية.
أقول ذلك، ليس من أجل الابتعاد عن التسلح العسكري والتكنولوجي، وإنما من باب الحكمة، والتخطيط لمُستقبل أفضل للجيل الحالي، والأجيال التي تليه، وذلك يكون بالتوجه نحو رفع شأن العلم والتعلم، والبحث العلمي، والصحة، وشبكات طرق ومواصلات، مُتقدمة، لا تقل عن مثيلاتها في دول العالم الغربي، وذلك ليس بمستحيل.
ولنا في ذلك خير مثال ما أقدمت عليه اليابان، بُعيد توقيعها وثيقة الاستسلام في الحرب العالمية الثانية في العام 1945، حيث اتجهت نحو العلم والاستثمار بالإنسان الياباني، بكل عدل ومساواة، بعيدًا عن أي اعتبارات أُخرى.. فكان أن أصبحت هذه الدولة بعد عدة أعوام في مصاف الدولة المُتقدمة في أكثر من مجال، ومثالًا يضرب به المثل.
فلماذا لا نسير على خطى اليابان؟، ونبدأ الاستثمار فعليًا بالإنسان العربي، بشكل عام، وتبدأ الدول العربية بوضع خطط وإستراتيجيات من أجل أن نصل إلى مراحل مُتقدمة في المجالات كافة، أو على الأقل في المجالات الأساسية كالتعليم والصحة والتكنولوجيا.. ما هو المانع من جعل جُل الميزانيات مُخصصة للتعليم والصحة وشبكات مواصلات وطُرق مُتقدمة، على أن لا نُغيب أو نبتعد عن تسليح الجيوش وتحديثها وتطويرها.