عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Feb-2019

شعلة للانتقام - عمیرة ھاس
ھآرتس
 
اُلغد- یكثر بیني غانتس من ذكر والدتھ، الناجیة من الكارثة، وأنھا شجعتھ على مواصلة القتال في
غزة، لكن ألا یتوقف عن ارسال الغذاء لسكانھا. ولكن علینا التوضیح: إسرائیل لم ولا ترسل الغذاء للفلسطینیین، فھم یشترونھ بأموالھم. ویقول غانتس، والدتي تشمئز من الجنرالات ومن حروبھم ضد الفلسطینیین ومن الاتجار بذكرى القتلى الیھود.
اذا كانت لبیني غانتس الشجاعة، لیسافر بنفسھ إلى لاھاي، إلى المحكمة الھولندیة اللوائیة ھناك.
القاضي سیكون علیھ حسم ھل للمحكمة صلاحیة البحث في الدعوى المدنیة ضد رئیس الأركان
السابق، حول جریمة حرب في غزة في 2014 ،قتل ستة اشخاص من عائلة واحدة في عملیة
قصف. محامیة غانتس ستقول إنھ لا صلاحیة للمحكمة، لذلك فإن القاضي یجب علیھ رفض الدعوى تماما. وبشكل عام لغانتس حصانة لأنھ فعل ما فعلھ من اجل دولة إسرائیل في إطار وظیفتھ الرسمیة. لھذا، أیضا إسرائیل تقوم بتمویل تمثیلھ القضائي.
دعوى بشأن جرائم حرب ضد اشخاص معینین، شغلوا وظائف رسمیة، ترتكز على رؤیة أن الشخص وحتى الجندي، وبالتأكید القائد الاعلى، ھو مخلوق یمكنھ التفكیر، لذلك ھو مسؤول عن افعالھ. ھو لیس مجرد شخص ینفذ الاوامر. دعوى مدنیة بشأن جریمة حرب حدثت في دولة اخرى، ترتكز على رؤیة وجود قیم عالمیة وقانون دولي، لذلك تحق المحاكمة على خرق ھذا القانون في دولة ثالثة.
إذا كانت لبیني غانتس الشجاعة فھو سیغادر لیوم أو یومین، مقعده الجدید في الكنیست (أو في الحكومة) ویقف في لاھاي أمام المدعي اسماعیل زیادة. ولكن حتى لو لم یحضر غانتس، سیلتقي ھناك مساران للجوء، الظلم والصدمة. اوروبا اوضحت لوالدي غانتس، من موالید ھنغاریا ورومانیا، بأنھ غیر مرغوب فیھما. في الحقیقة، ھما لا یستحقان الحیاة. ھما لم یقتلا ووصلا إلى البلاد. في البلاد انتصرنا، ونحن نواصل الانتقام ممن لیس لھم أي علاقة بالطرد من اوروبا وقتل الیھود.
غانتس ولد في القریة التعاونیة كفار أحیم على اراضي القریة الفلسطینیة المدمرة كستینا. ووالدا
زیادة ولدا في الفالوجة، التي اجزاء من كریات غات مبنیة الیوم علیھا. المسافة بین كستینا والفالوجة ھي 18 كم. المسافة بین الفالوجة ومخیم اللاجئین الذین ولد فیھ زیادة، البریج، ھي 40 كم. في شباط 1949 وفي اطار اتفاق الھدنة مع مصر، انسحب اللواء المصري الذي كان محاصرا في ”جیب الفالوجة“. وقد بقي فیھ فقط سكان القریة، وقریة عراك المنشیة وألف لاجئ فلسطیني من قرى اخرى. عدد من سكان الفالوجة ھربوا قبل ذلك بسبب القصف الإسرائیلي في
تشرین الاول 1948 .الادارة العسكریة التي انشئت لیس فقط منعتھم من العودة، بل فعلت كل ما في وسعھا من اجل تخویف الذین بقوا، بھدف أن یھربوا. المبادر لعملیة التخویف كان یغئال الون وادیرت من قبل یتسحاق رابین.
بكلمات اخرى، إسرائیل اوضحت لوالدي وجدي زیادة أنھم لا یستحقون مواصلة العیش في المكان الذي ولدوا فیھ، وعائلاتھم سكنت فیھ خلال مئات السنین، واذا كانوا یرغبون في استمرار العیش علیھم البحث عن مكان آخر.
قطاع غزة الآن ھو معسكر تجمیع، لكنھ لیس مثلما كان معسكر التجمیع النازي برغن برزن.
الفروق واضحة ومعروفة. ”المقیمة بصورة غیر قانونیة“ تعارض المقارنات التي لا تستند إلى معلومات. المعلومات التي تتم من اجل التحریض، لكن أیضا تعارض خلق تسلسل ھرمي في المعاناة، التي سواء بصورة مباشرة أو غیر مباشرة تبرر كل معاناة لا تصل إلى ”الذروة“ (التي نحن الیھود نحدد ما ھي). استخدامنا ھنا لمفھوم ”معسكر التجمیع“ یرتكز إلى الحاجة للتحرر من عقدة اللغة في الفترة النازیة.
في قطاع غزة المحاصر والمغلق مثل معسكر محدد ومعزول، یتم تركیز ملیوني شخص في اكتظاظ من أعلى حالات الاكتظاظ في العالم. 70 في المائة منھم ھم من احفاد اللاجئین الذین طردناھم من بیوتھم. في ظل غیاب حریة الحركة محكوم علیھم بحیاة البطالة، الفقر، الخراب، الامراض، التلوث، الكآبة، عدم وجود اموال صالحة والاعتماد على الھبات الآخذة في التضاؤل، ھذا حتى بدون القصف والاقتحامات العسكریة.
برغن برزن كمعسكر اعتقال، وبعد ذلك كمعسكر تجمیع للیھود وقتلھم، تم تفكیكھ بعد أربع سنوات على اقامتھ، عند ھزیمة الرایخ الثالث. معسكر التجمیع في غزة عالق في ظروف صعبة وتزداد قسوة منذ ثلاثة عقود تقریبا.
لإسرائیل ھدف سیاسي في تحویل غزة إلى معسكر تجمیع كبیر: فصلھا وفصل سكانھا عن الفلسطینیین، من اجل أن تتشكل ككیان سیاسي منفصل، بدون تاریخ أو جذور أو انتماء. كرئیس للأركان كان غانتس شریك كامل في ھذه السیاسة الاجرامیة، بما في ذلك قتل والدة اسماعیل زیادة وزوجة شقیقھ وابن شقیقھ واخوتھ الثلاثة.