عمان-الغد- تمیل الشخصیة الاعتمادیة إلى الاعتماد على الآخرین شعوریا أو لا شعوریا للحصول على ما ترید، أما الشخصیة المستقلة فمدارھا على ”الشعور بالمسؤولیة والقیام بحقھا“.
والشخصیة الاعتمادیة لدیھا افتقار تام إلى الثقة بالنفس، ولیس لدیھا قدرة على القیام بالأعمال الخاصة بھا، بمفردھا، بدون الاعتماد على الآخرین؛ حیث تطغى علیھا مشاعر العجز الشامل، مما یجعلھا غیر قادرة على اتخاذ القرارات أو إیجاد الحلول لأبسط المشاكل.
مظاھر الشخصیة الاعتمادیة البحث عن القوة في الآخرین: لابد من وجود شخصیة قویة یعتمد علیھا، وإلا فلن یشعر بالأمان.
الاعتمادي یستجدي العواطف: طریقتھ في التعامل مع الآخرین ”الظھور بمظھر المسكنة“ لاستدرار عطفھم، ویمیل إلى تضخیم ما یعاني منھ، والتقلیل مما لدیھ من مكاسب، حتى یزداد ما یمنحونھ لھ.
الخوف من الحریة، فالاعتمادي یھرب من الحریة، لأن الحریة تعني ”مسؤولیتھ عن أفعالھ الخاصة“، وھو ھارب من ھذه المسؤولیة لیسقطھا على الآخرین.
قراراتھ في ید غیره: غالباً ما تكون قراراتھ الخاصة في حیاتھ ”تخصصھ الدراسي، زواجھ، عملھ..“ نتاج أوامر من یتولون أمره، ولیست نتاج رغباتھ وأفكاره الخاصة.
یخشى الوحدة والعزلة: لأنھ یستمد قیمتھ وطاقتھ للحیاة من اتصالھ بالآخرین، التي تقوم على التأمل والتفكر في الطاقات الخاصة لھ، وكثیراً ما یھرب منھا إلى صحبة الآخرین..
ِّ أي ُ آخرین!! الاعتمادي م َّسیر من قبل الآخرین.
التبعیة والمسایرة للآخرین: نتیجة ضعف استقلالھ الشخصي، یمیل الاعتمادي إلى أن یكون مسایرا ویتبع آراء الآخرین، فھو في المدرسة یدور حول مدرس قوي، وفي العمل تابع للمدیر أو الشخص الأقوى فیھ، وفي شؤون الحیاة العامة تابع لما تملیھ علیھ وسائل الإعلام المسیطرة.
تعتمد ھذه الشخصیة دوما على الآخرین في كل كبیرة وصغیرة، وعدم التقدم خطوة واحدة في أي شيء بدون استشارة الآخرین.
أصحاب الشخصیة الاعتمادیة أكثر عرضة للإصابة بمرض الاكتئاب واضطرابات القلق والتوافق والتعرض لحالة نفسیة قد تؤدي إلى الاكتئاب والعزلة بعیدا عن الجمیع، وغالبا ما تبدأ أعراض الشخصیة الاعتمادیة في مرحلة البلوغ المبكر. ویشعرون بالسلبیة والتقلیل من قدراتھم والشك الذاتي والتشاؤم وافتقارھم التام للثقة بالنفس، مما یجعلھ یعاني من صعوبة البدء في مشاریع جدیدة أو القیام بأمور بمفرده بدون مساعدة أحد، وذلك بسبب الشعور بالعجز الدائم وعدم الارتیاح.
التنشة الأسریة والشخصیة الاعتمادیة
في اضطرابات الشخصیة المختلفة أنماط أساسیة من أنماط التعامل الوالدي الخاطئ:
الحمایة الزائدة: من فرط حب الوالدین للطفل وحرصھما علیھ، فھو ممنوع من الخروج إلى الشارع، ممنوع من السفر، ممنوع من اللعب، یسیر وفق خطوط حددت لھ مسبقاً، لیس بدافع التسلط علیھ، وإنما الحمایة لھ والبحث عن شخصیة قویة تحمیھ كلما تعرض لموقف جدید.
التسلط الوالدي: یمیل الأب المتسلط إلى أن یرسم لأبنائھ حدود سلوكھم، وخیاراتھم في الحیاة ”دراستھم، علاقاتھم، مواعید طعامھم ونومھم ولھوھم“، وھو یتجاوز الحد الأعلى لتعویدھم على التنظیم حتى یبلغ الحد الذي یرید من أن یكونوا جمیعاً نسخة لھ محققین طلباتھ.
الإھمال: حین ینشأ الطفل في أسرة مھملة لھ، یصبح باحثا عن الحب من كل سبیل، فإذا وجد الحب بشرط أن یبیع استقلالیة شخصیتھ ضحى باستقلالھ من أجل الشعور بكونھ محبوباً، وكثیراً ما نرى ذلك في سلوك المراھقین الذین یسلكون كما یرید ”رفاقھم“ أن یفعلوا، لكي ینالوا تقدیرھم واعترافھم.
التعلیم بالنموذج الاعتمادي: إذا كان للطفل أب أو أم أو أخ أكبر أو اعتمادي، فإنھ یمیل إلى تقلیده، لاسیما إذا وجد أن لسلوكھ الاعتمادي نتائج إیجابیة من خلال الحصول على المكاسب وتجنب العقوبات.
استشاریة العلاقات الأسریة والتربویة
رولا خلف