عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Nov-2020

العروبة والعرب وأحلام الوحدة*بسام ابو النصر

 الدستور

هل العروبة كلمة غريبة وساذجة وأنها ضرب من المستحيل حين نفكر بتوحيد وحداتها المترامية في أكبر قارات العالم، والذين ينتمون إليها يحلمون بوجود واحد ودولة واحدة، وهل الحالمون بالوحدة أصبحوا مرضى نفسيين، وأن الأجيال الجديدة تفكر بطريقة أخرى تماما وأنها امنت بالأمر الواقع، وهل العالم يُجهزعلى ما تبقى من المشروع ألذي راودنا قبل أكثر من 50 سنة حينما كانت مصرهي ( أم البلاد ) ورئيسها هو زعيم القومية العربية وعندما كانت سوريا والعراق هي الرديف الأقوى للقومية العربية وعندما كان العدو الصهيوني هو العدو الوحيد والخطر الوحيد والكيان الذي زُرع لتفتيت المفتت.
 
 ولم نكن نعرف أن ما يختبئ كان صاعقة على عقولنا وقلوبنا، فاليمن الذي توحد ذات شتاء قد تشظى إلى عشرات القطع، وسوريا شريكة المشروع القومي إنقلبت على نفسها وبدات تأكل صغارها، والعراق الموحدة في مطلع السبعينيات والمنتصرة نهاية الثمانينات صارت دويلات داخل دولة على أساس طائفي وصار العرب هو اسم طائفة فيها ما يذكرنا بالامارات ألتي انفصلت عن الدولة العباسية ولم يعد إرتباطها بالخلافة إلا الدعاء للخليفة على منابر المساجد، وحدث ولا حرج عما يحدث في ليبيا، وكأن الربيع العربي كان مؤامرة على العرب والنظام العربي وحتى على ما تبقى من الكيان العربي، وأن المشروع الإيراني الفارسي بدأ يحقق نتائج صادمة، فهي تقاتل في العراق باسم الحشد الشعبي، وتقاتل في سوريا ولبنان باسم حزب الله والحرس الثوري وتقاتل في اليمن باسم الحوثيين، وربما أن العداء بين الفرس والعرب قد إنعكس على علاقتهما في ظل الإسلام، وكأن النظام العالمي أراد لإيران أن تكون هي حصان المنطقة مرة اخرى.
 
 واصبحت الأردوغانية رديفا للخلافة العثمانية التي أرقت أوروبا وكان لها دور كبير في أسلمة أوروبا، ولذلك يقوم الغرب بترويض الاسلام السني ومعظمه في العالم العربي، من خلال تسييد النموذج الايراني الفارسي، وهذا لا يعني أن نقوم باستعداء الشيعة العرب الذين تشاركنا معهم المصير في العراق والسعودية واليمن وعُمان والبحرين وسوريا ولبنان والكويت ولذلك علينا أن نجد الوسيلة في حوارعربي يشترك به السنه والشيعة لقطع الطريق على الغرب وإيران وإعطاء مصر دوراً محوريا مع السعودية في الوقوف امام المخطط الذي تسوقه الينا امريكا وروسيا وايجاد حلول منطقية في سوريا والعراق تاخذ مستقبل هاتين الدولتين للتعايش السلمي العربي.
 
 وربما يكون من المهم التساؤل عن غياب الجامعة العربية أو تغييبها في قضايا الدول النازفة في العراق وسوريا واليمن، وترك الامر للامم المتحدة والمنظمات الدولية ذات الصلة والتي على رأسها صندوق النقد الدولي ومنظمات اليونسكو واليونيسيف والتي تساهم بشكل كبير في التأثير على منظومة القيم والتراث اللتين تشكلان عناصر توحد الوطن العربي، وتسيطر على هذه المؤسسات الدولية كل من روسيا والولايات المتحدة ودول الإتحاد الأوروبي التي يتهمها الشارع العربي في التامرعلى النظام العربي وإيجاد كل المبررات للاجهاز عليه. 
 
 إن ما يجمع العرب في 22 دولة عربية الكثير من العناصر فاللغة والمصير والدم واللغة والجغرافيا وهذه العناصر كافية لوجود دولة عربية واحدة وعلى القائمين على المناهج أن يؤسسوا لجيل متفهم بهذه العناصر وأن نضع أمامهم الوسائل الفاعلة للوصول إلى هذه الوحدة وأيضا العوامل التي تحاول إيجاد الفتنة بين الدول العربية للحيلولة دون قيام الوحدة وربما أن قيام الهياكل القومية ستسهم مستقبلاً في قيام الوحدة، وستبقى العروبة هي المفردة العاطفية والتي تعادل الوطن في التعامل مع أي قطر فيها، وأن لا ننسى أن العنصر العربي والذي خرج من الجزيرة العربية وما يربطه فيها من عوامل روحية حيث هناك مهوى أرواحهم «الكعبة « ولذلك فهناك عوامل روحية تربط العرب.