عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Jul-2019

دعکم من الصغائر - بن – درور یمیني
 
یدیعوت أحرنوت
 
نحن في الصیف. ویحتمل أن یكون ھذا ھو الوقت المناسب للنقاشات الجدیة. ولكن حملة الانتخابات
ھي موضوع جدي. أو، على الاقل، ھذا موضوع یفترض أن یكون جدیا. وما الذي رأیناه في الایام
الاخیرة؟ منافسة على فتح الزجاجات بضربة كراتیھ ما. یحتمل ان یكون ھذا ایھود باراك ھو الذي
بدأ. وانجر الآخرون وراءه. ولیس مثل ھذه الترھات من ھذا النوع كي تنسینا بأن ھناك بضعة
مواضیع جدیة على جدول الاعمال.
لقد وصلت حملة الانتخابات السابقة، وھذا كان قبل وقت قصیر حقا، الى ذرى من التبخیس الذاتي
للقیمة. فلم یصل أي موضوع جدي الى البحث الجدي. وسیطرت الاحابیل. وكانت التشھیرات ھي
المادة الاساس. فھل احد ما یتذكر شیئا عن الدین والدولة؟ عن التعلیم؟ عن التسویة السیاسیة؟ عن المستوطنات؟ اذا كان ھناك شيء كھذا، فقد كان في الھوامش. لم یكن ھناك أي قول جدي.
والموضوع الذي حظي بأشد الاھتمام كان نتنیاھو وقضایا الفساد. وھذا لیس فقط لم یضر بھ بل
خدمھ. ھذا ما یریده. كل خصومھ وقعوا في الفخ ذاتھ.
والآن، یجدر بنا ان ننتبھ، فالشخص الوحید الذي ینجح في دفع موضوع جدي الى جدول الاعمال
ھو افیغدور لیبرمان. لا حاجة لأن تؤید آراءه السیاسیة، ولكنھ الوحید الذي یطرح على جدول
الاعمال الاستسلام للاصولیین كالموضوع المركزي. یمكن أن یقال عنھ انھ متھكم. یحتمل، ولكن
من العبث یأتي العبث. عندما ینشغل الآخرون بفتح الزجاجات، بالكلیشیھات وبمسألة من فاسد اكثر،
یعرض لیبرمان على الاقل موضوعا جدیا مع امكانیة كامنة لتغییر الخریطة السیاسیة لدولة اسرائیل.
مسألة الفساد ھي الاخرى جدیة، ولكن الانشغال بھا لیس فقط لا یضر بنتنیاھو بل انھ یساعده. لأن
كثرة الانكشاف في الایام الاخیرة یتبین لمؤیدي نتنیاھو كمرحلة اخرى من الملاحقة من جانب
وسائل الاعلام. بعض من ھذه الانكشافات محرجة، لیس لنتنیاھو بل العكس. فھي تثبت ادعاءه بانھ
یلاحق على توافھ. تحقیق شامل عن مروحیة قیل أنھ صادق علیھا حین تبین في الغداة انھ لم یكن لھ ضلع في ذلك. ھذا الانشغال بالصغائر یعمل كالسھم المرتد. كما أنھ یخدم نتنیاھو ویثبت ادعاء
الملاحقة ویمنع الانشغال بمواضیع اكثر جدیة مثل الاستسلام للاصولیین، مثل الزحف نحو الدولة
ثنائیة القومیة، مثل العجز الاقتصادي، مثل التصدي السلیم لحماس. كل ھذه المواضیع – یوك.
المروحیة والسیجار ھما الاساس.
ھكذا بحیث أن الاعلام ایضا ملزم بمحاسبة النفس. كفى.. للاعلام دور. وھو لا یفترض أن یكون
یسارا او یمینا في ھذا السیاق. ینبغي ویجب أن یطرح المسائل الجدیة التي تؤثر على مستقبلنا
جمیعا. نحن لا یمكننا أن نواصل الادمان على التوافھ والصغائر. وھو لا یمكنھ أن یحرر السیاسیین
من المواضیع الجدیة.
ھذا موضوع لم یفت أوانھ بعد. فثمة ما یزال اكثر من شھرین. حملة الانتخابات السابقة كان ینبغي
أن توضح لنا بأنھ ما كان محظورا . محظور السماح لھم. والمسؤولون لیست علیھم فقط، بل على
الاعلام ایضا.