عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Mar-2019

”أبو عواد“ یودع ”حارته“ بعد 45 عاما من العطاء الفني

 

إسراء الردایدة
عمان-الغد-  برحیل الممثل القدیر نبیل المشیني یوم أمس، فقد المشھد الفني الأردني قامة كبیرة، وإنسانا سجل حضوره ومكانتھ، وجسد أدوارا درامیة مھمة ما تزال حاضرة في عقول المشاھدین.
واشتھر المشیني بشخصیة ”أبو عواد“ في مسلسل حارة أبوعواد، وھو الذي تربع على عرض الكومیدیا الأردنیة في ثمانینیات القرن الماضي، ودخل بیوت الأردنیین لیرسم البھجة والابتسامة على وجوھھم.
المشیني، كان الشخصیة الأكثر شھرة على شاشة التلفزیون الأردني، بأدواره الكومیدیة التي رصدت مظاھر الحیاة الاجتماعیة في الأردن. وتمتع بشخصیة ساخرة ومتجھمة خاصة فیما یتعلق بالكشرة التي یتصف بھا الأردنیون.
ودخول المشیني لساحة الفن لم یكن محض صدفة فھو ابن اسحق المشیني الذي عمل في الاذاعة الأردنیة التي تأسست في الضفة الغربیة وكانت تحمل اسم ”إذاعة القدس العربیة“، وكان شقیقھ الذي رحل مبكرا ممثلا أیضا، وھو أسامة المشیني وكان من أشھر أدواره شخصیة ”أبي فراس الحمداني“.
وعن رحیل المشیني بین نقیب الفنانین المخرج حسین الخطیب في تصریح خاص لـ ”الغد“ ان الساحة الفنیة الأردنیة والعربیة فقدت واحدا من أھم قاماتھا، فھو من اوائل الممثلین الكومیدیین والدرامیین في الأردن، ورسم البھجة على وجوه الجمھور الذي تابعھ وما یزال یتابعھ حتى الیوم.
ولفت الخطیب الذي اعتبر رحیل المشیني ”خسارة فادحة“، إلى أن ھذا الفنان عانى في الشھرین الأخیرین من مرض الزمھ الفراش إثر عملیة خضع لھا.
المشیني ساھم بتأسیس أول مسرح خاص مستقل وعرض فیھ مسرحیاتھ وأعمالھ، فضلا عن مشاركتھ العربیة خاصة في الأعمال البدویة، وھو شخصیة فریدة لن تتكرر، وإضافة نوعیة ولاعب رئیسي في الحركة الفنیة التلفزیونیة.
وكان المشیني یمیل للتلفزیون، وانطلق كمعد للبرامج في الكویت، وعمل في المسرح الذي كان یعشقھ، فأسس مسرح أسامة المشیني في العام 1973 ،وھو أول المسارح في عمان، ولكنھ اقفلھ لاحقا لضعف موارده المادیة وضعف الاقبال الجماھیري علیھ.
والمشیني في مسلسلھ الشھیر ”حارة ابو عواد“ الذي انتج في العام 1981 اشتھر بجملتھ ”شي غاد“ انذاك، وابرز فیھ العلاقات الاجتماعیة بین الأحیاء والحارات للطبقة الوسطى التي ظھرت بعد فورة النفط، وتخللھا نقد سیاسي ببعد كومیدي جعلھ قریبا من القلب.
ُنتج آخر جزء من ھذا العمل في العام 2008 ،حیث أصبح المسلسل یعالج القضایا الحدیثة واتسم بالطابع العائلي لذلك سمي بـ ”عیلة أبو عواد“. وفي العام 2017 ،وأنتج جزء كرتوني، عرض في موسم رمضان على شاشة التلفزیون الأردني، وكان من بطولة نبیل المشیني ونادرة عمران.
كما قدم المشیني جملة من الأعمال التاریخیة والبدویة والدرامیة، ابرزھا مسلسلھ التاریخي:
”المفسدون بالأرض“ بمشاركة نجوم عرب، وآخر ھو ”وضحة وابن عجلان“ في 1975 و ”الحجاج“ و“راس غلیص“ في العامین 1976 و2003 ″وصولا لـ ”شجرة الدر“ و“عودة أبو تایھ“، و“وعد الغریب“ و“عطر النار“، و“عیون علیا“، ”نمر العدوان“ و“توم الغرة“ وغیرھم.
وفي المسرح قدم عددا لا بأس منھ من المسرحیات التي عالجت قضایا اجتماعیة، جاعلا من الفن مرآة لمجتمعھ، مثل المسرحیة الكومیدیة ”قربة مخزوقة“، و“آه یا دسكي“. كما شغل المشیني موقع رئیس نقابة الفنانین وعین في مجلس الأعیان العام 2003 ،وبرحیلھ ترك ارثا للاجیال اللاحقة الذین بامكانھم التعرف على شكل الحیاة وملامحھا وكیف تغیرت، وھي محاور حرص المشیني على رصدھا في أعمالھ فضلا عن انخراطھ في مسلسلات تظھر الوجھ السیاحي للأردن وثقافتھ.