عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Sep-2020

هموم المواطن بين منجزات الأعمال وفؤوس الإهمال*محمد عبدالجبار الزبن

 الراي

كلما تكالبت على أحدنا الهموم، انتابه شعور بدوامة دائمة، وذلك أمر لا ينبغي أن يكون، لأنّ الإنسان يعيش التحديات، مع ظروفه كلّها: حُلوها ومرّها، ويتسلّح بما مكَّنَه الله تعالى، من العقل الذي هو سـرٍّ من أسرار هذا الكون، فيواجه تلك التحديات ويجتازها بخبرة أطول، وخطوة أوثق، ليبني حضارته ويخدم ذاته وأمته وإنسانيته.
 
فالعقل يُفرِز ويحلِّل المواقف المتعددة، بأسرع وقت وأتقن إنجاز. والعقلاء متفقون على أنّ العقل السليم يعطي الحلول السليمة، شريطة تشغيله بقدر ووقت كافيَيْن ومناسبين، دونما تأخر عن قطار النجاح، الذي لا ينتظر المسوّفين ولا اللاهين ولا النائمين.
 
ومن هنا كان الوقتُ رأسَ المال، الذي ننجز به العهد والوعد والواجب المنوط بنا، ونحقق بالأعمال الآمال، ونتجنب الإخفاقات التي رأس الهرم فيها الوقوع في المعضلات.
 
ومع الضرورة الملحة للعمل والإخلاص والاجتهاد فيه، نجد أناسًا يعزفون عن مواجهة التحديات، فلا هم يقومون بالأعمال المرضية، ولا يتركون الذين يسهرون لراحة الوطن ليعملوا جهدهم، فهم للإهمال عنوان، وتراهم يقبعون في درجات الدّون، ويعوّلون على الإحباط ويولون بالشكوى فحسب، فهم يشتكون حتى من لا شيء، وللأسف هم يشكلون نسبة عالية في الواقع المرير الذي نعيشه.
 
وإذا تدحرجت الهموم مثل كرة الثلج، التي كلما كبرت كانت تدميرا لا تعميرا، فذلك دليل على عدم تشغيل الوجدان، وضياع البوصلة، وهنا يستلزم حاجتنا لأعمال ينجزها المخلصون ممن يحملون هموم الوطن والأوطان، فيقفون سدًّا منيعًا في وجه المشكلات والتحديات، فيفتتونها، لتصبح في عالم النسيان.
 
وفي الأردنّ.. تحديات من نوع آخر، يستشعر بها العالَم أجمع، مما يستدعي الانتباه الجيّد، والتعامل مع المواقف بجديّة وحزم دونما تراخٍ وإهمال. فالمواطن الذي يحمل همَّه ويبعث في نفسه الأمل، ويقوم بما يقدر عليه من خدمة للدين والوطن من خلال وظيفته ومهنته، ويؤدي الدور الأجمل والأكمل، فذلك إنسان حقق الحضارة بعنوانها الأسمى.
 
فتبديد الهموم يبدأ من داخل كلّ واحد فينا، لأنّ مذاق الإنجاز هو الدواء الشافي، والغذاء الكافي، وبالإنجاز ولو بأقلّ القليل، يعتبر لبنة في البناء المتكامل، فالإخلاص في أداء الوظيفة والصنعة والمهنة، والإتقان في اللمسة الأخيرة للمنتج أو المنجز من العمل، كلّ ذلك مدعاة لزيادة الدخل وتقليل الاستهلاك، ورفع الكفاءة، والتقليل من الاستيراد، مع رفع الدرجة في اليد العاملة الأردنية على سلّم الثقة المحلية والإقليمية والعالمية.
 
إنّ إهمال المهن والصناعات والتطبيق العملي للبرمامج المعدة في المشاريع الصغيرة والكبيرة، وإهمال التكاتف فيما بين الأيدي العاملة وفي الوظيفة، وعدم الاهتمام برفع الأداء الوظيفي وعدم الاهتمام بالتميز، كلّ ذلك ضمن منظومة تؤدي إلى عجز الميزانية وضعف الموازنة العاملة وتقلل دخل الفرد على المدى القريب والبعيد، مما يعكس مستوًى ضعيفا للأداء التجاري للوطن.