عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Oct-2020

العرب والضوء في نهاية النفق*د. عبدالرزاق الدليمي

 الدستور

كان للعراق  علاقات مميزه مع الاتحاد السوفيتي توجت بتوقيع اتفاقية للصداقة والتعاون والتحالف مع الاتحاد السوفيتي 1972 وتلك الاتفاقية تلزم السوفيت ومن بعدهم الدولة الاتحادية الروسية بدعم العراق والوقوف معه في كثير من الحالات والظروف التي اقرتها الاتفاقية وملاحقها وتعديلاتها الى ان الشيء المؤسف والمحزن ان القيادات الروسية تحديدا لم تعط تلك العلاقات والمصالح مع العراق سيما الاقتصادية منها وهي بارقام كبيرة اي اهتمام وهنا يظهر واضحا ان هناك اتفاقات او تنسيقات بين الجانبين الامريكي والروسي لتقسيم النفوذ بينهما في المنطقة حيث تعتبر الولايات المتحدة ان العراق خط احمر لها في حين سوريا اصبحت خط شبه احمر للروس وهذا ماظهر واضحا في السنوات الاخيرة حيث نزلت روسيا بكل ثقلها في سوريا في محاولة لمنع سقوط نظام الاسد.
روى لي احد الاصدقاء (عراقي) انه سأل السفير الروسي في احد العواصم العربية اثناء دعوة غداء اقامها السفير على شرفه في عام  2005   لماذا لاتستغلون الفرصة في العراق وتدعمون المقاومة العراقية  لانهاء الاحتلال الامريكي للعراق سيما والامريكان في اضعف حالاتهم نتيجة الضربات الموجعة التي توجهها اليهم المقاومة العراقية فكان الجواب كما يقول الصديق مفاجئا حيث كانت اجابة السفير(انه ليس من مصلحتنا انهاء او اضعاف الولايات المتحدة الامريكية لان ذلك سيخلق فوضى في التوازن ويقوض النظام الدولي؟؟!!).
 في منتصف تسعينيات القرن الماضي وفي خضم اجواء الحصار الظالم على العراق كانت القيادات الروسية تبعث بين الحين والاخر مندوبين رفيعي المستوى الى العراق وكان من ابرزهم بريماكوف الذي ربما اصبح ملما ومتخصصا بما يخص قضية العراق وفي احدى زياراته في وقت كانت الادارات الامريكية المتعاقبة تريد لي ذراع العراق واجباره على تقديم اكبر قدر ممكن من التنازلات.
ان ما اشرنا اليه في حالة العراق ينطبق على اغلب الدول العربية التي اختبرت ما سمي بالربيع العربي وهذا ما لمسته في أثناء زياراتي متكررة لبعض الاقطار التي عاشت ارهاصات تلك الاحداث حيث دفعني فضولي الاعلامي الى ان احاور بعض الناس البسطاء هل فعلا انهم فعلا لمسوا تغيرا كانوا يتأملونه وكان الجواب متقاربا في كل تلك الدول(لقد اصبح بامكاننا ان نعبر عن ارائنا بشكل افضل ولكننا خسرنا فرصة العيش الكريم فكانت الاسعار ميسرة لنا كفقراء واصبحنا نعيش حالة الكفاف بعد تلك التغييرات) وكانوا يتاملون ان يروا الضوء في نهاية النفق الا النفق ربما حسب تقديرهم اصبح اكثر عتمة والطريق للخروج منه بات اطول.