عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Feb-2021

من أوراق المئوية: الخوري طانيوس ضرغام شاعر الشرق الكبير للبيت الهاشمي الكبير*محمد يونس العبادي

 الراي

إن سيرة الملك عبدالله الأول طيب الله ثراه ليست سيرة سياسية فحسب بل في ثناياها سيرة لأديب وسياسي، عاصر زمنه بصلابة مؤمناً بمشروعه ورؤيته ذلك أن مكانة الأسرة الهاشمية في أفئدة الكثيرين من العرب منحتهم حق القيادة والزعامة المستندة إلى مشروعيتهم المتعززة بانتمائها للرسول (صلى الله عليه و سلم).
 
والملك المؤسس، هو الأديب الذي يدرك معنى المشاعر العربية في أفئدة المثقفين والأدباء، فهو الرجل الموسوعي الذي استطاع أن يُكون محوراً بين السياسيين والأدباء ورجالات الدين وشيوخ العشائر وحتى الناس البسطاء مسخراً تلك المنظومة من العلاقات لخدمة العروبة وآمالها مدركاً دور الهاشميين كسدنةٍ للعروبة والتحرر والتطلع لبناء الانسان ذاك أنهم سليلو تلك الخصال الطيبة الممتدة عبر الزمان.
 
ومن بين أوائل الصحف التي ترعرعت والامارة الناشئة صحيفة الأردن، التي تأسست في حيفا عام 1923م ثم رحل بها صاحبها خليل نصر إلى عمان في حزيران 1927 م، لتواصل صدورها في كنف الإمارة، ومن بين أوراق تلك الأعداد يطل شاعرنا الذي عشق الأردن قيادةً وشعباً وتراباً، إنه الشاعر الخوري يوسف بن ضرغام صالح ضرغام و(الملقب بطانيوس) والمولود عام 1884م في بلدة عبرين التابعة لمدينة البترون اللبنانية.
 
وصاحبنا شاعرٌ ولغوي مرجعٌ وجليس للشعراء والكتاب، وسيم كاهن عام 1912م لرعيته وواصل حياته معلماً للغة العربية في لبنان في مدارس منها: مدرسة الأخوة المريميين ومدرسة ال العلم في داريا, ثم انتقل الى مدارس فلسطين و شرقي الأردن و عمل في كنائسها و مدارسها.
 
وهو شاعر كان على صلة بالملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، ونعته بــ «شاعر الشرق الكبير للبيت الهاشمي الكبير»؛ وذلك كما تشير صحيفة الأردن في عددها المؤرخ في 8 تشرين الأول عام 1930م, ونفس العدد يشير الى أن شاعرنا تولى منصب مدير المدرسة الوطنية في عمان.
 
أما عن أشهر قصائده تلك التي وصف بها حنينه وشوقه للأردن والمسماة بقصيدة «تحية للشرق» التي نظمها بعد غياب دام ثلاثة أشهر, ويقول فيهـا:
 
إيه أمير الشرق ما
 
في الشرق إلا مخلصون
 
عرب أشاوس من نصارى
 
في البلاد ومسلمين
 
عدوا القلوب على هواك
 
مدلهين ومولهين
 
قتل الحنين نفوسهم
 
والنفس يقتلها الحنين
 
يسترقبون لقاء الأمير
 
مُكبريـن مهلليــــن
 
هذه القصيدة التي تناول فيها الضرغـام أجزل التعابير التي تحكي سجايا سمو الأمير فالضرغام بقدر ما كان شاعراً بقدر ما كان محباً للإمارة, وأميرها, ليرفدها و هي في مهدها كلمات حب وكأنها قطـافٌ من نسيم الأرز تستودع حباً في صفحات ماضيها وحاضرها وأيامها القادمات, لتبقى تحكي على مر الأجيال وفاءً لوطنٍ بادله الضرغام حباً بحب.
 
وإن مر التاريخ كل عام علينا مستذكرين مناسبة الاستقلال في أيامٍ كان الأمير ومن ورائه شعبه يحاولون انتزاعه بتعديلٍ للمعاهدة المعقودة مع بريطانيا, وبما يمنحهم متسعاً من التصرف بشؤون دولتهم تحضر قصيدة «يا ابن الحسين» وهي إحدى قصائد الضرغام في مدح الأمير ونظمها بمناسبة تعديل على المعاهدة المعقودة مع بريطانيا, ومطلعها:
 
الى (ابن حسين) كعبة المشرق التي
 
على ربهــا صلى الاله وسلما
 
الى شمم البيت العتيق روعـــــــة
 
المقام ومجاد العظيم وزمزما
 
فمن كان في ظل الأمير ثراؤه
 
يعيش فوق ما يهوى كريماً ممنعاً
 
تسلمها يا خير من قد تسلما
 
وخير فتى عرش الامارة قد سما