عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Sep-2023

"أوسلو" ماتت.. وعلى الإسرائيليين الليبراليين التحالف مع الفلسطينيين ‏

 الغد-ترجمة: علاء الدين أبو زينة ‏‏ ‏

‏ديفيد هيرست‏ - (ميدل إيست آي) 2023/9/6
‏بعد مرور ثلاثين عاما على توقيع اتفاقات "أوسلو"، فإن الدرس الوحيد المستفاد هو أن الحقوق المتساوية بين مواطنين متساوين، الفلسطينيين واليهود، هي وحدها القادرة على وضع نهاية لهذا الصراع.‏
 
 
‏خلقت "أوسلو" نموذجا لجعل الاحتلال غير مؤلم قدر الإمكان للمحتل. السؤال هو إلى متى ستبقى كذلك؟‏
من الواضح، بطريقة مؤلمة، أن احتمال إقامة دولة ‏‏فلسطينية‏‏ إلى جانب دولة تعرِّف نفسها على أنها يهودية، يعادل الصفر. وكعملية كانت تهدف إلى حل هذا الصراع، فإن ‏‏أوسلو الآن ميتة‏‏.‏
ثمة ‏‏700.000 مستوطن‏‏ يقيمون الآن في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ‏‏وليس هناك سياسي‏‏ إسرائيلي أو حركة إسرائيلية في المشهد الراهن تبدو مستعدة لإخلائهم من هناك. بل على العكس تماما. ثمة الضم المتواصل حاضرا بسرعتين: ‏‏الضم‏‏ ‏‏الزاحف‏‏ الذي يفضله طيف واسع من النخبة السياسية الإسرائيلية من الوسط إلى اليمين؛ والضم غدا، كما اقترح "الحزب الديني القومي". وهذه القوة الأخيرة هي التي تجلس الآن في مقعد السائق.‏
‏أما السلطة الفلسطينية، ففقدت ‏‏بوصلتها الوطنية،‏‏ وشعبيتها، ومعناها.‏ وهي موجودة فقط كامتداد للسياسة الأمنية الإسرائيلية. وقد تقلصت قوة شرائها ونفوذها الدبلوماسي في العالم العربي. وعندما قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، فقد حققت ‏‏تعليقا لخطط ضم الأراضي‏‏ في الضفة الغربية، وهو شيء لا معنى له في سياق عمل الحكومة الإسرائيلية الحالية.‏
وسوف نرى كم من بنود قائمة التسوق الخاصة بالسلطة الفلسطينية يمكن أن يحصل عليها وفدها من الرياض. وكما كنتُ قد ‏‏كتبت‏‏ من قبل، فإنني أشك في أن تقوم ‏‏المملكة العربية السعودية‏‏ بالتطبيع مع إسرائيل لمجموعة من الأسباب التي لا علاقة لها بالفلسطينيين، وليس أقلها رغبتها في معرفة إلى متى سيستمر التطبيع الحالي مع إيران.‏
‏ولكن حتى لو حدث ذلك، فإنني أشك في أن السلطة الفلسطينية ستحقق الكثير. يأتي هذا في وقت أصبح فيه الدعم للفلسطينيين في الشارع العربي قويا وصريحا كما لم يكن في أي وقت مضى.‏
ومع ذلك، فإن حقيقة أن سياسة حل الدولتين لم تستطع أن تعمل بطريقة قابلة للتحقق لا تمنعها من الاستمرار في العيش في حضن المجتمع الدولي وكل لاعب رئيسي فيه: الأمم المتحدة، ‏‏والولايات المتحدة،‏‏ ‏‏والصين،‏‏ ‏‏والهند‏‏ ‏‏وروسيا،‏‏ وكل دولة ‏‏أوروبية،‏‏ وكل حزب سياسي داخل تلك الدول. ما تزال كل هذه الجهات تدعو إلى حل الدولتين الذي لا يمكن أن يحدث.‏
لماذا؟ لأن "أوسلو"، كآلية لدعم واقع الدولة الواحدة التي تستمر في الوجود وتتوسع، ليست على وشك الانهيار. إن سياسة تقوم على دعم الحق الحصري في السيادة لشعب واحد فقط في هذا الصراع راسخة؛ دائمة مثل الجدار، والطرق الحصرية، وحواجز الطرق التي تقسم الضفة الغربية إلى عدد لا يحصى من السجون.‏
تستمر "أوسلو" في العيش بمثل إصرار ‏‏بقاء محمود عباس‏‏ البالغ من العمر 87 عاما رئيسا. وتستمر طالما أنه يرفض إجراء انتخابات حرة ونزيهة. وتواصل العيش بينما تحتفظ إسرائيل وأميركا بقبضة صارمة وموجعة على القرار بشأن مَن هو الذي سيخلفه.‏
‏تستمر "أوسلو" في العيش بينما تعمل قوات ‏‏الأمن الوقائي الفلسطينية‏‏ كعيون وآذان لـ"الشين بيت". وتعيش "أوسلو" في كل بيانات المجتمع الدولي مزدوجة المعايير وبالغة المراوغة التي تنطوي على تماهٍ مع العنف. وهي تعيش بينما ينظر الغرب في الاتجاه الآخر عندما يقوم المستوطنون بمهاجمة البلدات العربية تحت حماية الجنود الإسرائيليين.
‏سلطة فلسطينية مشلولة‏
في الوقت الحالي، تقوم إسرائيل -التي ليست لديها أي نية لاستئناف المفاوضات- بإبقاء السلطة الفلسطينية المشلولة حية على أجهزة دعم الحياة. لماذا، قد يسأل المرء؟ لأنه من مصلحة دولة يهودية توسعية بوفرة أن تبقى السلطة الفلسطينية موجودة.‏
طالما ظلت السلطة الفلسطينية موجودة، فإن الحدود الشرقية، حيث إسرائيل أكثر هشاشة وعرضة للخطر، ستكون هادئة. وكما هو واقع الحال، ‏‏أعلن‏‏ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيعزز السياج بجدار. وطالما ظلت السلطة الفلسطينية موجودة، فإن منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني سيظلان مجرد قشور فارغة لذواتهما السابقة. ليس من مصلحة إسرائيل أن تُحَل السلطة الفلسطينية. فالسلطة الفلسطينية تلعب دورًا رئيسيًا في إبقاء الاحتلال غير مؤلم قدر الإمكان للمُحتل.‏ 
‏كان اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل في العام 1993 كارثة على القضية الوطنية الفلسطينية. مع وجود "أوسلو"، لا يمكن أبدًا أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية تتألف من ممثلين عن جميع الفصائل الفلسطينية. كما لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات مناسبة، لأن فصيلا فلسطينيا واحدا فقط هو الذي لديه مقعد على الطاولة. 
أما بالنسبة لإسرائيل، فالعكس هو الصحيح -أكثر أو أقل. فقد ارتفع عدد الدول التي تعترف بإسرائيل من ‏‏110 دول في العام 1993 إلى 166 دولة اليوم‏‏. وهذا يمثل 88 في المائة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.‏
‏وفي الفترة منذ "أوسلو"، زاد عدد المستوطنين في الضفة الغربية ب‏‏أربعة أضعاف‏‏، مرتفعاً من 115.000 إلى 485.000، باستثناء القدس الشرقية. وقد اختفى حق العودة كمطلب فلسطيني أساسي. ‏
‏هل كانت "أوسلو" لتحقق أبدًا دولة فلسطينية قابلة للحياة؟ أشك في ذلك.‏
الآن، كان هناك العديد من المشاركين النزيهين وذوي المعرفة العميقة في مؤتمر مدريد الذي عُقد في العام 1991 الذين سيختلفون معي ويقولون أن "‏‏مدريد" ‏‏تعرض للخيانة بثمانية أشهر من المفاوضات السرية التي كانت جارية في العاصمة النرويجية.‏
‏لديّ مصدر واحد فقط للادعاء بأن "مدريد" كان محكومًا عليه بالفشل حتى قبل أن يبدأ. مصدر أردني يستحق الاستماع إليه.‏
"لن تكون هناك دولة فلسطينية"‏
‏صادفت ‏‏عدنان أبو عودة‏‏ كرجل عجوز، وما يزال يحظى بتقدير كبير في عمان ويتجول في سيارة رسمية ويدخن السيجار الرفيع. ‏
‏كان أبو عودة، الذي توفي العام الماضي، في يوم من الأيام مستشارًا للشؤون الفلسطينية ووزيرًا للإعلام. وقد ذهب ‏في آذار (مارس) 1991 إلى واشنطن لمقابلة وزير الخارجية الأميركي آنذاك، جيمس بيكر... ‏وروى أبو عودة قصة اجتماعه مع بيكر بشيء من التفصيل. ‏
‏بدأ الأمر بشكل مشؤوم. كانت مهمة أبو عودة هي معرفة ماذا كانت نية جورج بوش الأب من دعوته إلى مؤتمر دولي يعقد في ‏‏مدريد‏‏. ‏
‏قذفه بيكر بالترهات طوال 15 دقيقة وأنهى حديثه بقوله: "هل كنتُ واضحًا؟" قال أبو عودة لا، وبقي جالسًا بثبات في مقعده. كانت هناك ساعة في غرفة وزير الخارجية مرتبطة بساعة موجودة في غرفة الانتظار. وكانت تدقّ كل 15 دقيقة. وكل مرة تفعل، تظهر سكرتيرة لترافق أبو عودة إلى الخارج. 
رفض أبو عودة أن يتزحزح. واستمر بيكر في الحديث 15 دقيقة أخرى. ودقت الساعة مرة أخرى، وظهرت السكرتيرة مرة أخرى. ومع ذلك، لم يكن أبو عودة قانعًا. وعندئذٍ قال بيكر قاصفًا: "ماذا تريد"؟ وأجاب أبو عودة: "أريد أن أعرف نهاية اللعبة". وعندئذٍ أمر بيكر سكرتيرته بالخروج للمرة الثانية.‏
‏"انظر يا سيد عودة، سأقول لك شيئًا واحدًا كوزير للخارجية. لن تكون هناك دولة فلسطينية. يمكن أن يكون هناك كيان أقل من دولة؛ أكثر من حكم ذاتي. حسنًا؟ هذا هو أفضل ما يمكن أن نحصل عليه من الإسرائيليين".‏
ولم يكن ذلك خبرًا جديدًا للأردنيين. في العام 1981، جاء المستعرب الروسي يفغيني بريماكوف، الذي كان في ذلك الحين مدير "‏‏معهد الدراسات الشرقية" التابع لأكاديمية العلوم في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية‏،‏ والنائب الأول لرئيس ‏‏لجنة السلام السوفياتية‏‏، إلى مكتب أبو عودة وقال له بصراحة: "عدنان، انسَ الأمر، لن تكون هناك دولة فلسطينية".‏
جيل جديد من المقاومة‏
‏خلقت "أوسلو" نموذجًا لجعل الاحتلال غير مؤلم قدر الإمكان لقوة الاحتلال. والسؤال هو: إلى متى سيبقى الأمر كذلك بينما تشتعل النار تحت أقدام المُحتل بقوة كما لم تكن في أي وقت؟‏
‏كانت الحرب العربية الإسرائيلية في العام 1948 قد استمرت تسعة أشهر. وقبل ذلك، كانت العصابات الإرهابية اليهودية، مثل "الهاغاناه" و"الإرغون"، قد قتلت رؤساء القرى وأجبرت الفلسطينيين على المغادرة. وفي الإجمال، استغرق الأمر نحو عام لإجبار ‏‏700.000 فلسطيني على الخروج من ديارهم والعيش في المنفى‏‏، في الحدث الذي يعرف بـ"النكبة".
في العام 1967، في ‏‏حرب الأيام الستة‏‏، اجتاح الجيش الإسرائيلي كل شيء أمامه في غضون أيام. وكانت النتيجة عدم مغادرة الفلسطينيين على نفس النطاق السابق. ‏‏وفشلت خطة‏‏ ديفيد بن غوريون الأصلية القائمة على الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي بأقل عدد ممكن من الفلسطينيين. وتعيش إسرائيل اليوم مع التداعيات.‏
‏لم تؤد عواقب "أوسلو" سوى إلى تعميق فشل بن غوريون فحسب. ففي حين زاد عدد المستوطنين أربعة أضعاف، زاد عدد الفلسطينيين أيضًا، في الأرض الممتدة من نهر الأردن إلى البحر.‏
‏ثمة تكافؤ في عدد اليهود والفلسطينيين الذين يعيشون بين النهر والبحر، وفقًا لعلا عوض، مديرة مكتب الإحصاء المركزي للسلطة الفلسطينية. هناك ما يقرب من سبعة ملايين نسمة في كل مجموعة.‏
‏والآن، يتشكل بسرعة جيل جديد من المقاومة، وهو أيضا رد فعل على "أوسلو". ‏لم تعط "أوسلو" أي دور للفلسطينيين الذين لم يغادروا عندما تم إعلان إسرائيل دولة. وما يزال ‏‏فلسطينيو 1948‏‏ الآن جزء لا يتجزأ من القضية الوطنية الفلسطينية، وكذلك حال المقدسيين. منذ العام 2021، عاد الشعب الفلسطيني ليكون شعبا واحدا مرة أخرى، ويصبح "الخط الأخضر" أكثر ضبابية باطراد. 
لقد عرف الناس الذين لم يكونوا قد وُلدوا بعد في العام 1993 أن "أوسلو" لن تحررهم. وهم ينخرطون الآن في مقاومة مباشرة، ويعرفون تمام المعرفة أنهم تعرضوا للخيانة والخذلان من القيادة التي قادتهم إلى "أوسلو" ومن المجتمع الدولي على حد سواء.‏
‏ولا تقل أهمية عن ذلك المقاومة السلبية التي يظهرها المزارعون في تلال جنوب الخليل، أو شعفاط في القدس، أو في أي مكان يرفض فيه الفلسطينيون تحت ضغط لا يطاق من المستوطنين والجيش مغادرة أراضيهم. ولا يهم عدد المستوطنات الموجودة إذا رفض الفلسطينيون المغادرة. ‏
الصراع من أجل السيطرة على إسرائيل‏
‏بينما يتعمق الاحتلال، تظهر انقسامات عميقة بين المحتلين. تلاميذ إسحاق رابين يفقدون السيطرة الآن على المجتمع الإسرائيلي. قبل "أوسلو"، كانت هناك روايتان -واحدة فلسطينية وأخرى إسرائيلية- أما الآن فهناك ثلاث روايات على الأقل. ثمة معركة مميتة تدور بين "الصهيونية الليبرالية" والحركة "الدينية القومية".‏
‏ثمة صراع من أجل السيطرة على إسرائيل.‏ وهو واحد من المؤكد أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، ‏‏إيتمار بن غفير،‏‏ ‏‏في وضع يسمح له بكسبه‏‏. وقد أوضح الكاتب اليهودي الأميركي، بيتر بينارت، هذه النقطة في آخر فيديو له من نيويورك. وقال لليبراليين إنهم ما لم يصنعوا قضية مشتركة مع الفلسطينيين، الذين تم استبعادهم من الاحتجاجات ‏‏ضد الإصلاحات القضائية‏‏، فسوف يسحقهم اليمين الاستيطاني.‏
وبينارت واحد من عدد من الصهاينة الليبراليين السابقين الذين رأوا الأحداث وهي تعيد المتعقبين إلى نفس النقطة في دائرة "‏‏أوسلو" الشرسة.‏ ويقول، كما يقول يهود آخرون مثله، أن حل الدولة الواحدة مع حقوق متساوية بين مواطنين متساوين، فلسطينيين ويهود، هو وحده الذي سينهي هذا الصراع.
يقول بينارت أن محاربة اليمين الديني من جهة، ‏‏وقصف جنين‏‏ من جهة أخرى هو رهان خاسر. وهو محق.‏ إن ما يسمى بالجناح الليبرالي للجيش والشاباك والقوات الجوية سوف يبتلعه اليمين الديني إذا لم يتحالف بشكل كامل مع القضية الفلسطينية. في الوقت الحالي، لدى اليمين الديني كل الزخم والشباب إلى جانبه. ‏
‏ثم، من هو الذي سيكون أكثر عرضة لإغراء مغادرة ساحة المعركة والتوجه إلى أوروبا؟ الفلسطينيون أم اليهود الأشكناز بجوازات سفرهم الأوروبية؟ سوف يكون الأشكناز ‏‏هم الذين يفرون من إسرائيل‏‏ إلى الولايات المتحدة وتركيا وأوروبا. ‏
‏بعد أن أعلنت البرتغال أنها ستسمح بدخول أحفاد اليهود السفارديم الذين كان أجدادهم قد طردوا بعد "محاكم التفتيش"، تقدم ما يقرب من 21.000 إسرائيلي بطلب للحصول على جوازات سفر برتغالية، أي أكثر من عدد المتقدمين للحصول عليه من ‏‏مستعمرة البرتغال السابقة، البرازيل‏‏.‏
ببساطة، الفلسطينيون لن يختفوا -لكن الليبراليين الإسرائيليين يمكن أن يفعلوا. ‏
‏معركة إرادات‏
‏بطبيعة الحال، وبالقدر الذي يتعلق بالفلسطينيين، ما هو الفرق بين التيارين الإسرائيليين حقًا؟ ‏الفرق الوحيد بالقدر الذي يهم الفلسطينيين بين بن غفير وبيني غانتس هو السرعة التي يجب أن يستمر بها الضم أو التوسع الإقليمي. يريد بن غفير ضم الضفة الغربية غدًا. أما غانتس فأكثر من سعيد بالمضي قدما في تطبيق تكتيك "شرائح السلامي"**.‏
وكلاهما إجراء لا يمكن نقضه لا رجعة فيه. لا أرض ولا مبنى تتم إعادتها للفلسطينيين أبدًا. ‏‏وحتى عندما قام أرييل شارون ب‏‏سحب 88.000 مستوطن‏‏ من 21 معسكرًا في قطاع في العام 2005، تم توطين ضعف هذا العدد في الضفة الغربية في العام التالي. ولم ينخفض العدد الإجمالي للمستوطنين. لقد ازداد فحسب.‏
‏إن هذا الصراع هو معركة استنزاف ومعركة إرادات. لم تكن "أوسلو" فترة راحة، وإنما تم استخدامها  كسلاح آخر في الصراع. وهي اليوم تخدُم كدرس ملموس حول ما لا يجب فعله.‏
سوف تتفاوض إسرائيل فقط عندما لا تعود قادرة على الحفاظ على مستوى القوة المطلوبة على أساس يومي وليلي لفرض هيمنتها على حياة الأغلبية الفلسطينية. وقد يتطلب الأمر انتفاضة أخرى وعقودًا من الزمن للوصول إلى تلك النقطة.‏
‏ولكن عندما يحدث ذلك، لا يمكن أن يكون هناك سوى حل واحد -دولة واحدة لجميع شعوبها التي فيها تعيش على قدم المساواة.‏
عندها فقط سوف توجد دولة فلسطينية حقًا. عندها فقط سينتهي كابوس الاحتلال، وكابوس "أوسلو"، حقًا.‏
 
‏*ديفيد هيرست David Hearst: المؤسس المشارك ورئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي".وهو معلق ومتحدث في المنطقة، ومحلل لشؤون المملكة العربية السعودية. كان كاتبًا بارزًا في صحيفة الغارديان البريطانية، وكان مراسلاً في روسيا وأوروبا وبلفاست. انضم إلى صحيفة الغارديان قادمًا من صحيفة "سكوتسمان"، حيث كان مراسلاً لشؤون التعليم.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: Oslo is dead. Liberal Israelis must make common cause with the Palestinians
هامش المترجم:
**‏تكتيكات‏‏ تقطيع السلامي، أو ‏‏هجمات السلامي‏‏، هي ممارسة تقوم على استخدام سلسلة من الإجراءات الصغيرة المتعاقبة لإنتاج إجراء أو نتيجة أكبر بكثير كان من الصعب، أو غير القانوني، القيام بها دفعة واحدة.‏‏ ‏ويستخدم الكيان الاستعماري في فلسطين هذا التكتيك لضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية بالتدريج بطريقة "الضم الزاحف" عن طريق أجهزة  الدولة أو المستوطنين بإشراف ومساعدة الدولة.