عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Sep-2022

الروابدة : لا نجاح للديمقراطية في أي دولة دون أحزاب قوية

 الدستور

قال رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عبد الرؤوف الروابدة ان تمثيل المواطنين الاردنيين في البرلمان «مشوه»، موضحا ان التمثيل الذي لا يقوم على التعددية الحزبية والاحزاب هو «تمثيل مشوه».
وبين الروابدة ان الديمقراطية «التي ما تزال افضل ما اخترعه الانسان للحياة على الرغم من بعض سيئاتها» تقوم على التعددية.. وقال: «اذا ما في تعددية سيشوه تمثيل الناس.. الاف القوى تشوه تمثيل الناس. عندما لا يكون لدي احزاب حقيقية يتشوه تمثيل الناس ويتم اللجوء الى العلاقات الانسانية التقليدية.. العشائرية والمناطقية والجهوية والطائفية والدينية والموقعية.. هذه مؤثرة على التمثيل. وخلص الى ان «تمثيل الشعب لم يعد تمثيلا مثاليا مع سيادة الابعاد المذكورة.. ولا يوجد دولة بالعالم تنجح فيها الديمقراطية دون تعددية واحزاب حقيقية وقوية».
وفسر الروابدة رؤيته بالقول «الديمقراطية هي جزء من نظامنا الدستوري؛ فنظام الحكم الاردني نظام نيابي ملكي، اذن هو يتكون من مؤسسة العرش ومن الشعب الاردني، والشعب يعبر عن نفسه بان يكون له ممثلون». لكنه استدرك ان المشكلة في غياب التعددية والحزبية الحقيقية.
واستعرض الروابدة، خلال ندوة نظمها «صالون السبت الثقافي: القراءة حياة» مساء أول أمس السبت في مركز الحسين الثقافي برأس العين «هكذا افكر: اراء ومواقف» بتنظيم من دائرة المرافق والبرامج الثقافية بامانة عمان، تجارب الاحزاب الاردنية منذ عودة الديمقراطية، معبرا عن عدم تفاؤله بالعمل الحزبي «في ظل تشتته وغياب البرامجية».
واوضح : «الاحزاب لدينا كل منها يمثل اتجاها؛ منها الديني ومنها القومي واليساري وغير ذلك، لكن لا يوجد احزاب برامجية».. وتساءل مستنكرا ان كان هناك حاليا حزب اردني لديه برنامج يحل مشاكل الأردن.. «ومشاكلنا معروفة وهي الفقر والبطالة والطاقة والمياه والتعليم والصحة... الخ».
ورغم تاكيده على اهمية الاحزاب في العملية الديمقراطية فانه لا يرى ان الاحزاب الحقيقية موجودة حتى الان، وثمة عشرات الاحزاب الصغيرة والمتقاربة بالفكر والسياسة ودون برامج او توحيد. لم تنشا في الاردن احزاب سياسية.. ما عندنا احزاب اشخاص.. او اخرى قائمة على ايديولجيات.
واقترح ان يكون هناك هيئة مستقلة للاحزاب، لا تقبل ترخيص حزب جديد ان كان هناك حزب قائم يتفق مع المتقدم ببرنامجه، ولتطلب منه الانضمام للقائم. وقال: «اما ان تكثر عدد الامناء العامين ورؤساء الاحزاب فلن يعمل ذلك عملا حزبيا».
كما راى ان الحزب الذي لا يستطيع ايصال نائب للبرلمان «عليه أن يروِّح»، موضحا ان قانون الانتخاب نص على «عتبة» لتفوز القائمة، «فلو صوت مليونا ناخب مثلا فالعتبة هنا 50 الف صوت يحتاجها الحزب ليوصل نائبا. منْ من احزابنا القائمة يمكن ان يحصل على هذه الارقام؟ الحزب الذي لا يستطيع ان يوصل نائبا للبرلمان عليه ان «يروّح».. «مش يشتري نائبا بعد ان يفوز الأخير»، وهذا قد حصل سابقا ان احزابا اشترت نوابا بعد نجاحهم.. ليس هذا الهدف . نحن نتحدث عن قدرات الحزب على الارض.. ان يكون قادرا على انجاج نائب.
واستعرض الروابدة ما اورده في كتابه حول الهوية الوطنية الاردنية، وما شابها من التباسات وتطورات تاريخية، وبين «عندما قامت الدولة الاردنية اقيمت على اسس أكبر من حجمها بكثير. الامير عبد الله الاول رحمه الله عندما جاء الى الاردن لم يكن في نيته انشاء دولة في الاردن بل دولة بلاد الشام باقطارها الأربعة. لذلك اسماها «الشرق العربي» وبقي هذا الاسم حتى عام 1927، واسمى جيشه الجيش العربي. والحكومات فيها شكلها عرب وليس اردنيو المولد منذ 1921 حتى 1946.. اذن الصفة عروبية».
واضاف ان «الامر الثاني ان الصدر الاردني فتح لبلاد العرب كلها، لذلك لن تجد قطرا عربيا الا له جالية في الاردن، ووئدت الهوية الوطنية.. اقول لم تغب بل وئدت لان ما اعتمد هو العروبة، ففي كل قطر عربي قامت هوية وطنية الا الاردن، لذلك اذا ما قال الاردني انه اردني اتهم بالاقليمية».
وشدد على ان ان البلد الوحيد الذي مورست فيه المواطنة باقصى الدرجات هو الاردن «فمن عام 1921 حتى 1965 مورست المواطنة وهي المساواة والحق المطلق والمشاركة لكل الناس كقاعدة عامة وانشئت الاحزاب. والاحزاب التي انشئت في بلادنا كانت احزاب عقائد ايديولجية لم تؤمن بالوطنية».
واستدرك ان الاردن «مارس هذه المواطنة العروبية إلى ان تغيرت الى أردنية وطنية، لأسباب خارجة عن إرادة الاردنيين.. والسياسي في الاردن لديه مشكلة، فامامه مجموعة اعدام اذا تحدث.. والسوري عندما يتكلم عن سوريته فذلك مفهوم وعندما يتحدث عن فلسطين فمهوم عن «ايش بحكي»، الاردن لازم يفسر كل كلمة اردني وشو كلمة فلسطين».
واكد الروابدة ان «الاردني هو كل مواطن يحمل الجنسية الاردنية، بغض النظر عن دينه وعرقه واصله ومنبته.. والفلسطيني هو كل من يقيم على ارضه فلسطين ولا يتمتع بالجنسية الاردنية». واضاف «دائما اقول ليس لدينا فلسطينيون في الأردن، لدينا أردنيون من أصل فلسطيني.. ولدينا أردنيون من أصل سوري أو من اصل شركسي او عراقي.. من شتى الاصول والمنابت».
وزاد ان «هذا المنطق هو المربوط بالهوية الوطنية التي ما عاشت عندنا حتى منتصف الستينيات.. لم نعش هذه الهوية الوطنية.. خضعنا لهذه الاحزاب الايديولجية التي مزقتنا كعرب الى هويات فرعية كل يحملها لوحده.. والاصل ان الهويات الفرعية موجودة في كل نظام . لا نستطيع ان نقول للمسيحي انك ليس لك هويتك الفرعية المسيحية وكذلك المسلم وايضا الشركسي .. وهويات فرعية للسلط واربد والطفيلة والكرك وباقي المناطق.. وواحدة من اصل فلسطيني».
واستدرك مشددا : «لكن لا يجوز ان ترتفع هذه الهوية الفرعية لتصبح وطنية.