عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    31-Aug-2020

(عمان السينمائي).. أطياف من الإبداعات الجمالية والدرامية

 عمان - الرأي - مع تفشي فيروس «الكورونا»، لجأ القائمون على العديد من المهرجانات العربية والدولية الى الاعلان عن الغاء او تاجيل البعض منها، تماشيا مع إجراءات الوقاية المعمول بها في مواجهة هذه الجائحة، بيد أن القائمين على مهرجان عمان السينمائي الدولي/ الفيلم الاول، تمكنوا من اقامة الدورة الأولى، التي ستختتم فعالياتها بعد غد الأربعاء.

استحدث القائمون على المهرجان وسيلة عرض نادرة في عالم المهرجانات السينمائية هي «سينما السيارات»، استوعبتها ثلاث صالات مكشوفة في منطقة بوليفارد العبدلي، مثلما جرى اقامة سلسلة من العروض المكشوفة/الصيفي في الباحة الخارجية من مقر الهيئة الملكية للافلام وهي الجهة المنظمة للمهرجان، جرى فيها مراعاة التباعد بين المتفرجين.
بالتوازي مع العروض، احتضن المهرجان النسخة الأولى من أيام عمّان لصُنّاع الأفلام الذي يشمل ندوات وورش عمل ولقاءات مع مختصين في هذا القطاع، ضمت جلسات على الإنترنت وأخرى شخصية، بالإضافة إلى منصتي عرض لمشاريع الأفلام الطويلة، واحدة لصانعي الأفلام الأردنيين والعرب المقيمين في الأردن الذين يطورون مشاريعهم؛ والأخرى لصناع الأفلام العرب الذين لديهم مشاريع في مرحلة ما بعد الإنتاج.
ويتضطلع برئاسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية العربية الطويلة المخرج الصربي سردان غولوبوفيتش صاحب فيلم «المصيدة» الحائز على عدة جوائز وفيلمه الأحدث «الأب» الذي عُرض في مهرجان برلين السينمائي الدولي السبعين هذه السنة ولاقى أصداء مميزة، والى جانب غولوبوفيتش، هناك النجمة الأردنية الممثلة والمنتجة صبا مبارك المعروفة بأدوارها العديدة والبارزة في الأفلام والمسلسلات العربية، وكذلك صارم الفاسي-الفهري، نائب الرئيس التنفيذي لمهرجان مراكش السينمائي الدولي والمدير التنفيذي للمركز السينمائي المغربي.
وتضم عضوية لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية العربية الطويلة المخرج الأردني المعروف محمود المسّاد، صاحب الفيلم الروائي الطويل «ان شاء االله استفدت» الذي لاقى استحسان النقاد وفيلم «إعادة خلق «الحائز جوائز عالمية، والكاتبة والمنتجة المصرية نادية كامل، التي اشتهرت بفيلم «سلطة بلدي»، والمخرجة والفنانة الألمانية أندريا لوكا زيمرمان التي تترأس لجنة التحكيم هذه الدورة.
وترأست المخرجة العراقية ميسون باجه جي لجنة تحكيم الأفلام العربية القصيرة الى جانب الزميل ناجح حسن والمخرج الأميركي براندت أندرسون لاختيار أفضل فيلم روائي عربي قصير، في حين ترأس لجنة تحكيم أيام عمّان لصنّاع الأفلام المخرج اللبناني هادي زكاك، أحد أبرز صناع الفيلم الوثائقي العربي، وهناك المنتجة التونسية لينا شعبان منزلي، ومن أعمالها الإنتاجية السابقة فيلمي «نحبك هادي» و«ولدي» اللذين حصدا جوائز عديدة في مهرجانات عالمية، والمخرجة المصرية-الفرنسية والفنانة البصرية جيهان الطاهري، مدير عام مؤسسة الأفلام الوثائقية ?دوكس بوكس) في برلين، بالإضافة الى مهند البكري مدير عام الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.
ويقدم المهرجان للافلام الفائزة جائزة السوسنة السوداء بالاضافة الى جوائز نقدية، وهناك جوائز عينية ومادية، لصناع الافلام المتنافسين في قسم (أيام عمّان لصنّاع الأفلام) لفئات المشاريع قيد التطوير والمشاريع في مرحلة ما بعد الإنتاج.
وتتنافس على جوائز المهرجان لأفلام الروائية الطويلة العربية كل من الفيلم اللبناني «1982 «لوليد مؤنس، والفيلم التونسي «بيك نعيش» إخراج مهدي البرصاوي، والفيلم الجزائري «أبو ليلى» إخراج أمين سيدي بومدين، والفيلم الفلسطيني الاردني المشترك «بين الجنة والأرض» إخراج نجوى نجار، والفيلم العراقي «شارع حيفا» إخراج مهند حيال، والفيلم السعودي «آخر زيارة» إخراج عبدالمحسن الضبعان، وهناك الفيلمان المغربيان «سيّد المجهول» إخراج علاء الدين الجيم و«نساء الجناح ج» إخراج محمد نظيف، بالاضافة الى الفيلم السوداني «ستموت في العشرين? إخراج أمجد أبو العلا.
وفي مسابقة الفيلم الوثائقي الطويل يتنافس على جائزة السوسنة السوداء الأفلام التالية: «كوميدي في مأساة سورية» إخراج اللبناني رامي فرح، «بيروت المحطة الأخيرة» إخراج اللبناني إيلي كمال، «فتح االله تي في، ١٠ سنوات وَثورة لاحقاً» إخراج التونسية وداد زغلامي، «إبراهيم إلى أجل غير مسمى» إخراج اللبنانية لينا العبد، «في المنصورة، تفرقنا» إخراج الجزائرية دوروثي ميريام كيلو، «نحن في سجونهم» إخراج المغربي عز العرب العلوي، «مجانين حلب» إخراج السورية لينا سنجاب، «نوم الديك في الجبل» إخراج المصري سيف عبد االله، وفيلم «الشغلة? إخراج المصري رامز يوسف.
وهناك تسعة أفلام عربية من النوع الروائي القصير تتنافس على جائزة السوسنة السوداء هي: «آدم» إخراج السوري محمد المرادي، «الخروج» للمغربي ياسين الإدريسي، «هدى» للأردنية مي الغوطي، «رام» إخراج سعيد عامر (من سلطنة عُمان)، «وحيد القرن» إخراج االبنانية ياسمينة الخطيب، وفيلم «جلدة» إخراج الاردني هادي شتات، «عودة الروح» للعراقي مهند الطيب، والفيلم الاردني «أحن إليك، أحن إلي» إخراج فارس رجوب، بالاضافة الى فيلم «الفخ» إخراج المصرية ندى رياض.
في النتيجة لقد إتسمت عروض الدورة لمهرجان عمان السينمائي الدولي / اول فيلم، بتلك الأطياف البديعة من الاشتغال السينمائي الذي يتأسس على جهود شباب مندفعين ياتجاه تحقيق صور وقراءات مفعمة بمفردات من اللغة السمعية والبصرية تكشف عن تناقضات ذاتية واجتماعية وسياسية في اكثر من بيئة اجتماعية تبدو من الخارج انها بمعزل عما يحيط العالم بأسره من احداث، مثلما هناك من تصدى بالكاميرا في تقديم رؤى عن انهيار العلاقات الانسانية وتفككها، وعن الوحدة والعزلة التي تحيط بافراد وجماعات وتوقهم في الانفلات عن واقع مزنر بالازمات.
كما عاينت الأفلام المشاركة الوانا من العبث والجنون والانسلاخ عن قيم ومباديء وافكار معرفية واستبدالها بحالات من الانقياد وراء المادة والتشبث بحمى الاستهلاك والصرعات الضاربة في الجنون والادمان وفي حلقات من التطرف والارهاب والاحتلال والتسلط للانقضاض على كل ما هو انساني ونبيل، وكل ذلك في افتتان بليغ بلغة السينما والدراما، هي بإختصار من بين احدث انجازات السينما العربية الجديدة في العامين الاخيرين، جميعها لا تنفك عن تناول جوهر الاشياء وتداعياتها ملخصة واقع مأزوم، والعاب من الغش والفساد والخداع والتي تغرق فيها شخ?يات في ازدحام من العلاقات المتباينة داخل تفاصيل العيش اليومي.