عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Sep-2023

ليلة القبض على فردوس*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور

لم أجد عبارة «ثقافية» تبين الإثارة الكبيرة «الهابطة»، التي يعتقد بعضنا أنها موجودة فعلا، في قصة التعديل الحكومي، الذي جرى أمس الأول الثلاثاء، ويتداول بعضنا بشأنها روايات بإثارة مصطنعة، ويتناقل رسائلها حمام زاجل، وتأتي «هداهد» المرحلة بأنبائها اليقينية، فلم أجد ما يقرب الصورة أو إن شئتم يعبر عنها، سوى اسم المسلسل المصري الذي تم عرضه على شاشة التلفزيون الأردني، في ثمانينيات أو تسعينيات القرن الماضي، والذي كان اسمه «ليلة القبض على فاطمة».. ولا أعلم من هي فاطمة أو قصة المسلسل الدرامي، أو نسيتها، وربما كانت البطلة الرئيسية فيه هي الفنانة المصرية «فردوس عبدالحميد»، والله العليم بأن الذي كان يشدنا إليه كمراهقين هي الأغنية في مقدمته (بتغني لمين يا حمام).. 
لا أعلم؛ ما هي قصة الإثارة في موضوع التعديل، والتوقعات والاستنتاجات والتحليلات، والسبوق الصحفية، في موضوع توزير فلان أو علنتان.. ربما من حق النائب عمر عياصرة وحده، أن يتحدث بإثارة وتساؤل، لكن كل تساؤلاته والإثارة الكامنة فيها، لا تطعم خبزا، ولا تغير من الواقع شيئا، ولا أجد شيئا يمكننا الحديث عنه، أو إثارة العجب والتساؤلات حوله سوى سؤال واحد: متى يمكننا التخلي عن ثقافة المحاصصة والإستعراض، حين نتحدث عن سياسة دولة ذات دستور مستقر؟.
توزير النواب، كان امرا طبيعيا، لكنه روّج آنذاك لكثير من فنون الإستعراض والإبتزاز السياسي، فكان كل النواب تقريبا، مستوزرين، وانعكس هذا التفكير على حياتنا السياسية والاجتماعية، وأصبح الهم الوطني والمصلحة العليا، أمرا ثانويا، حيث كانت تندلع الأزمات بين الحكومة والنواب، وتنعكس على أداء السلطتين، فجاء توجه الملك آنذاك بعدم توزير النواب حاسما، أوقف مهرجان الاستعراض والحوار الفائض عن الحاجات كلها، وانخفضت إلى حد التلاشي أخبار وتصريحات وتحليلات من فصيلة (اشتروه وباعوه..)، التي (سطلونا بها وبأسئلتها الأسبوعين الماضيين).. 
هذا أكثر تعديل سألني السائلون عنه وعن أسمائه المتوقعة، حتى أن (سواقين ومراسلين) في مؤسسات ومكاتب كثيرة، استعرضوا بدورهم بسُلطة الأسرار والأخبار والتسريبات.. وأخذ عنهم كثيرون هذه الأخبار العظيمة!.
إن كان المطلوب هو إشغال الأبطال ومناضلي الإستعراض بهذه القصص، فقد حدث، وراجت بين الناس «سواليف» منقولة عن الخارقين الذين يعتبرون أنفسهم (مستودعات أسرار الدولة).. وجاء المساء، فأوت طيور الهدهد إلى شاشات هواتفها، وكلهم قرأوا بل شاهدوا الوزراء الجدد (بحلفوا).. يؤدون القسم الدستوري أمام جلالة الملك.. وتم إلقاء القبض على «فاطمة».
متى نرتاح من إثارة روايات التعديل والاستيزار، ونقدم البرنامج والخطة أكثر مما نطارد الأشخاص فنحسدهم أو نحقد عليهم، أو نشغل الرأي العام بالمناكفات وأدبياتها الهابطة؟.. هذا هدف منشود من أهداف ديمقراطية كثيرة، نحتاجها من وراء السعي لترسيخ الأحزاب في المجتمع، وإفساح الساحة لهذه المؤسسات السياسية كي تقود الشأن العام من عمق القاعدة الشعبية، ومن رحم مطالبها وهمومها، وحتى يحدث هذا سنبقى نتساءل بسخرية: 
بتغني لمين..
 يا حمام!.