عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Sep-2020

كلمة حق في حضرة سعد حجازي الأكاديمي الملتزم*د. عدنان مساعدة

 الدستور

احترام جلال الموقف، يحتّم علينا أن نكتب  كلمات مدادها الوفاء والصدق في حق أخ كبير وعالم جليل وأكاديمي طبيب أعطى للتدريس الجامعي هيبة ووقارا وحكمة وادارة حصيفة وفكرا نيّرا وعطاء لا حدود له وانتماء صادقا للمكان والزمان. وهكذا هو سعد حجازي الطبيب الانسان ورجل المروءة والمتواضع الذي غمر الناس بلطف معشره وعفة لسانه وجود نفسه الذي ما عرف يوما الا العطاء في مهنته الانسانية التي أحب.
وللأمانة كان استاذنا الدكتور سعد كبيرا في أخلاقه وتصرفاته وحكمته وتواضعه الكبير واخلاصه ومن البناة الاوائل لجامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية التي قدّم لها الشيء الكثير وكان مدرسة في الادارة الناجحة، اضافة الى حرصه الكبير وايمانه المطلق بالرسالة الكبيرة المناطة بالاستاذ الجامعى ضمن رؤية شمولية ثاقبة، وأذكر هنا مقولة له في احدى الاجتماعات « أن يدي ترتجف ألف مرة قبل التوقيع على تعيين عضو هيئة تدريس في الجامعة نظرا للمسوؤلية العظيمة الملقاه على عاتقه التي لا تقتصر على التدريس والبحث العلمي فحسب، وانما تتعدى ذلك الى اعداد جيل قوي مسلح بالعلم والمعرفة ومنتم وصادق تجاه وطنه وأمته».   
كما كان متابعا  وله حضور قوي في المنتديات ومن المثقفين بفكره الحضاري والموضوعي، وأشير هنا الى رحلة في ستة عقود التي كتبها بعنوان «في دفتري» التي سجل فيها يومياته وهو على مقاعد الدراسة في مدينة اربد تعكس الوعي المبكر والثقافة الأصيلة التي يمتلكها منذ نعومة أضفاره، وكم كان مشجّعا وداعما ايجابيا يرفض السلبية والتثبيط، وأذكر هنا، عندما نلتقي في مناسبة ما، كان يحفزّني على الكتابة والاستمرار فيها ويقول الكتابة والكتاب خير وعاء للانسان المتطور بعقله وفكره، وكان غالبا ما يبادرني بالاتصال هاتفيا مشجّعا على ما أكتب حينا وناصحا وموجّها حينا آخر...فلله درك أيها الأستاذ الجليل المحب للناس والخير فنلت بذلك محبة كل من عرفك وفاء لك أيها الوفي النبيل.
رحل الأكاديمي المتميز سعد حجازي الطبيب الانسان والشهم الأصيل صاحب المواقف النبيلة التي يشهد له الجميع فيها، والكل يذكر مواقفه الانسانية التي تتسم بالحكمة وحب الخير وصدق السريرة. نعم، أن ألسنة الخلق هي أعمدة الحق، واليوم أيها المغادر الوفي تنعاكم جامعة العلوم والتكنولوجيا التي قدمتم لها جلّ العطاء استاذا متميّزا فيها ورئيسا قائدا لمسيرتها العلمية بتواضع العلماء وقوة الأمناء الصادقين، مخلصا لوطنكم وأمتكم في مواقف عزّ نظيرها التي تحترم كرامة العلم والمعرفة، وينعاكم طلبة العلم وتلاميذك الذي كنتم لهم النبراس المضيء لتستمر قافلة البناء والعطاء حيث آمنتم أن طلبة العلم هم قادة مستقبل الوطن والأمة وهم الامتداد الحقيقي لاساتذتهم في كل مكان وزمان.
ومن هنا، وتقديرا لارث ابن الاردن البارالذي قدّم لوطنه بايثار وصدق الصادقين، فانني أدعو الى تكريم استاذنا الكبير بتسمية احدى القاعات التدريسية باسمه في جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية، والجامعة الاردنية التي بدأ مسيرته الاكاديمية فيها، كما ادعو بلدية اربد الكبرى لاطلاق اسم احدى شوارعها أو منتدياتها الثقافية باسمه، هذه المدينة التي نشأ فيها وكان وفيّا لها كباقي مدن المملكة التي لها في قلبه الكبير المكانة العالية. ورحم الله أستاذنا الكبير أبا عمر في رحاب الله الأوسع من رحابنا، والى روحك الطاهرة نقرأ الفاتحة وعليها الطمأنينة والسلام.