مؤتمر ميونخ للأمن.. تحديات دولية وحلول غامضة - علي ابو حبلة
الدستور- انطلقت فعاليات مؤتمر برلين للأمن في نسخته الـ56، لعام 2020 وسط حالة من الغموض والخلافات في عدد من الملفات الدولية، في مقدمتها الخلافات التجارية العالمية، والتغير المناخي. وتستحوذ ملفات الشرق الأوسط الساخنة والتحديات الأمنية المستقبلية أبرز القضايا،وكذلك تحظى صفقة القرن باهتمام كبير في المؤتمر وسط ردود الأفعال المتباينة، وتشكل أزمة ليبيا وسوريا اكبر التحديات التي تواجه قادة العالم المجتمعين في ميونخ، وتتضمن التقرير الأمني تراجع دور واشنطن كقوة أحادية بصفتها الحارس للنظام العالمي،و فشل الاتحاد الأوروبي في تحمل مسؤولياته تجاه الأزمات المشتعلة في العالم مما يدعو للقلق، ويعتبر المؤتمر الذي يعقد سنويا أحد أهم التجمعات الدولية التي تصدر عنها رسائل مهمة عن مستقبل الحياة على سطح الكرة الارضية.
ويحظى المؤتمر بمشاركة دولية واسعة من مسؤولين رفيعي المستوى في مجالات السياسة، والاقتصاد، والدفاع، والاستخبارات، يأتي في مقدمتهم رؤساء ورؤساء حكومات 30 دولة، ووزراء خارجية ودفاع من نحو 70 دولة.
ومن أبرز المسئولين المشاركين في المؤتمر الرئيس الآذري إلهام علييف، والأفغاني أشرف غني، والفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو. كما يشارك عدد كبير من الوزراء مثل وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف، وألمانيا هايكو ماس، وإيران محمد جواد ظريف، ووزاء دفاع ألمانيا أنيجريت كرامب كارنباور، وكندا هارجيت ساجان، وسنغافورة إنغ هين. ويشارك عدد كبير من المسؤولين الدوليين، في مقدمتهم الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، ورئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، والأمين العام لمنظمة الشرطة الدولية يورغن ستوك، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي دافيد بيسلي، ومؤسس فيسبوك مارك زوكربرغ. ويمثل تركيا في المؤتمر وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو. اضافة الى مشاركة نحو 500 من مدراء أهم الشركات الدولية، وأكاديميين، وممثلي منظمات المجتمع المدني.
وأبرز المحاور التي تتصدر أجندة المؤتمر هذا العام، قضايا النظام الليبرالي الدولي، ودفاع الاتحاد الأوروبي عن نفسه، والخلافات التجارية العالمية، والتغير المناخي، والأمن السيبراني، والتنافس الاقتصادي والتكنولوجي بين الدول العظمى ونتائجه المحتملة.
وتكمن أهمية مؤتمر ميونيخ للأمن بكونه منصة فريدة على مستوى العالم يتم خلالها بحث القضايا الأمنية. كما أنه يمنح الفاعلين السياسيين فرصة التواصل عن قرب بشكل غير رسمي. وخلال تصنيفها الجديد وضعت جامعة بنسلفانيا الأمريكية مؤتمر ميونيخ للأمن بمرتبة أهم مؤتمر من نوعه في العالم. ويعقد المؤتمر خلال شهر فبراير من كل عام، وقد انعقد للمرة الأولى عام 1963 وكان يُسمى اللقاء الدولي لعلوم الدفاع، بيد أن المؤتمر غير اسمه لاحقاً إلى «المؤتمر الدولي لعلوم الدفاع»، ومن ثم أصبح اسمه «مؤتمر ميونيخ للأمن».
مؤتمر ميونخ للأمن في 2020. ينعقد وسط تحديات دولية وتناقض في المواقف وحلول غامضة، فتناقض المصالح بين الكبار ما زال يفرض نفسه ورغم الإقرار في تراجع دور واشنطن كقوة أحادية ومحاولة إلقاء العبء على حلف الناتو لملء الفراغ، إلا أن إصرار أمريكا على نهج سياسة التفرد دون النظر لمصالح حلفائها الأوربيين يزيد من مؤشرات الصراع ويغير من قواعد اللعبة. وعليه فنتيجة هذا المؤتمر صفر كبير يبشر بلا نظام عالمي جديد / قديم تعود فيه المنافسة بين القوى الكبرى وتغيب عنه الدبلوماسية والتوافق والغلبة ستكون لسياسة الاستقطاب !وهذا ما أفرزته جلسات المؤتمر من حجم للخلافات بين الولايات المتحدة الامريكية والدول الأوروبية حول الدور الذي تلعبه أمريكا في استقرار الأمن العالمي ونتيجتها تفجر الصراعات في الشرق الأوسط ودول العالم بفعل سياسة التسلط والهيمنة الصهيو امريكية.