اللعبة انتهت.. ونتنياهو إلى المحاكمة*م. مهند عباس حدادين
الراي
لم يكن يعلم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو انه بعد حرب دامت أكثر من 13 شهرا شن خلالها حربا دموية على غزة والجنوب اللبناني بأنه سيقدم للمحاكمة الشهر القادم، لإرتكابه جرائم سابقة وهي خرق الثقة وقبول الرشاوي والإحتيال،حيث لم يشفع له ما قام به في حرب غزة والجنوب اللبناني، فهو الذي أضر بالسياسة الإسرائيلية من خلال تطرفه وتطرف حكومته التي لجأ إلى تشكيلها بوزراء متطرفين،أحرجت هذه الحكومة حلفاءها الغربيين قبل أن تحرج العالم بأفعالها التي لا تنتمي إلى القوانين البشرية،فقد فشلت هذه الحكومة في تحقيق الأهداف التي خطط? لها من حرب غزة والجنوب اللبناني،فلم يجلب الأمن لشمال إسرائيل ولا إسترداد المحتجزين في غزة والقضاء على حماس، فانقلب السحر على الساحر بعد أن إطاح بجميع العاقلين من المسؤولين المدنيين والعسكريين الذين كانوا يخدمون معه، وحاول اللعب على الحبلين الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة،وربط تصرفاته العسكرية على الأرض بالتدخل السياسي الغربي لينقذه من ورطته في إخفاقه العسكري، فلم يكتفي بمستنقع غزة بل دخل مستنقع الجنوب اللبناني ليلهي القضاء الإسرائيلي وخصومه السياسيين عن التفكير بالقضايا المنظورة بحقه في القضا? الإسرائيلي،بإطالة الوقت وحلمه بتحقيق الأهداف التي رسمتها مخيلته لتشفع له وتعفيه من المحاكمة.
فبعد أن تورط نتنياهو في الجنوب اللبناني وبدأت إسرائيل تتعرض لهجات صاروخية شرسة من حزب الله، حرك من تحت الطاولة السياسة الغربية لتنقذ إسرائيل من الدمار وحرب الإستنزاف التي قد تمتد لشهور قادمة،من خلال مسودة إتفاقية لوقت القتال في الجنوب اللبناني.
إن نجاح ترامب في الإنتخابات الأمريكية سينهي اي تفكير للإستمرار في حرب غزة والجنوب اللبناني وقد عين ترامب موفد لمنطقة الشرق الأوسط وآخر لأوكرانيا من اجل إنهاء الحرب في المنطقتين مطلع العام القادم، فتزامن الحرب الأوكرانية مع حرب غزة جعلت من تعقيداتهما أثرا مباشرا على الولايات المتحدة والدول الغربية من الناحية الإقتصادية وبالتالي كان القرار بإيقافهما من قبل الإدارة الأمريكية القادمة.
ما قام به نتنياهو خدم القضية الفلسطينية دون دراية، حيث كان ملفها في الأدراج لأكثر من سبعة عقود،واصبح ترامب الآن على المحك،والعالم كله بإنتظار الخطوة التي تلي إيقاف حرب غزة والجنوب اللبناني لتصب في صالح حل القضية الفلسطينية والتي إقتنع العالم الآن في حل الدولتين اكثر من اي وقت مضى،رغم مناداة الحكومة الأسرائيلية المتطرفة بضم الضفة الغربية العام القادم للتشويش على أي أفق سياسي للحل، فهل يعقل ان تغرق إسرائيل بمستنقع ثالث وهي بحاجة ماسة للخروج من مستنقعين سيؤديان إلى إنهيار إسرائيل اذا استمرت لشهور قادمة؟ فالمس?حة السياسية توسعت وستبدأ قريبا لإنقاذ إسرائيل من الورطة وخصوصا المستنقع الثاني التي غاصت به وهو حرب جنوب لبنان،حيث لم يبق عاقل في العالم يصدق رواية هذه الحكومة المتطرفة،فلو كانت هذه الحكومة بغير شخص نتنياهو،لكان الرد الأسرائيلي على السابع من اوكتوبر في غزة كما هو الرد في حروب غزة السابقة خلال الأعوام السابقة،ولما تورطت إسرائيل والغرب وعلى رأسهم للولايات المتحدة بهذه الحرب التي تعددت جبهاتها وكادت أن تشعل الإقليم وتقوده الى اللامجهول،حيث تزامنت مع حرب أوكرانيا وضاعفت من السلبيات على الإقتصاد الأمريكي والأور?بي والإسرائيلي،ليبدأ بعدها ترامب بمخططاته السابقة التي عمل عليها اثناء فترة حكمه السابقة،لكن اعمال حكومة إسرائيل المتطرفة برئاسة نتنياهو،أثرت سلبيا على اي خطط أمريكية سابقة في المنطقة وخدمت القضية الفلسطينية لأنها اصبحت حقيقة بانها قضية محورية تتشابك معها جميع الخطط الإقتصادية والعسكرية والتحالفات الإقليمية المستقبلية، لقد انتهت لعبة نتنياهو القذرة ولم يتبق أي أوراق بين يديه بعد إنكشافه في الداخل الإسرائيلي ولدى حلفائه،وسيذهب الى المحاكمة الشهر القادم.