عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Sep-2022

دلالات الخطاب الملكي في الأمم المتحدة*

 الراي 

تحرص الدبلوماسية الأردنية، على المشاركة سنوياً في كل مداولات واجتماعات الأمم المتحدة، من منطلق دور الأردن وحضوره الفاعل عالمياً، ليقدم جلالة الملك خطاباً يسمع العالم من خلاله مواقف الأردن تجاه مختلف القضايا على الساحتين الاقليمية والعالمية، مضامين خطاب جلالة الملك كانت مستوحاةً من فهم وإدراك عميقين، وقراءة متفحصة للوضع العالمي المضطرب، وقضايا المنطقة وتحديات المرحلة، في ظل التباين والتنافس المحموم بين دول العالم، حرص جلالة الملك على المطالبة وبشكل صريح بإعادة بناء رسم ملامح المستقبل، على نحو يحقق الأمن والاستقرار والسلم العالمي، ويضع العالم أمام مسؤولياته تجاه تحقيق الوئام بين الشعوب، ويؤسس لمرحلة جديدة يسودها الاستشراف والإنتاج والاستقرار السياسي.
 
لم يكن الخطاب الملكي نمطياً تقليدياً، بل كان مباشراً ودخل في العمق، وحمل دلالات ومضامين، تؤشر في جوهرها الى إن الفهم الخاطئ، وتغليب المصالح الذاتية وصراعات القوى والاطماع تثقل كاهل المنطقة وكالعادة حمل الخطاب الملكي أمام الامم المتحدة، عناوين الحكمة والعقل والفهم العميق لما يدور في العالم، وسبل الخروج من ذلك، وتجاوز التحديات، وهي سمات تميز بها صوت الأردن القوي دوماً تجاه مختلف القضايا، بوصلة الخطاب اتجهت وبقوة إلى تمسك الأردن بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بهدف رعايتها والمحافظة عليها واتجهت البوصلة أيضاً الى القضية الفلسطينية.
 
وكالعادة عند حديث جلالة الملك أمام مختلف المنابر العالمية فهو الصوت العربي الوحيد القوي الذي يحمل ملف القضية الفلسطينية كأولوية القضايا الوطنية، من حيث التأكيد على أن غياب العدالة وعدم إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة يؤدي حتماً إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، حيث ان لهم الحق قانونيا وسياسيا وأخلاقياً في إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشرقية ونظراً لما يشهده العالم من توتر، وما لذلك من تأثير على الأوضاع الاقتصادية، فقد قدم الخطاب الملكي رؤية واضحة وصريحة تؤكد اهمية تفعيل التعاون الاقتصادي، وإيجاد شراكات حقيقية على مستوى الإقليم، لمواجهة ما يشهده من مشاكل تتمثل بالفقر والبطالة وغياب العدالة، واهمية توفير الأمن الغذائي، والشباب وقضاياهم حاضرون دوماً، وفي سلم أولويات واهتمام جلالة الملك، حين شدد الخطاب على اهمية دراسة مستقبل الأجيال القادمة، مطالبا بأهمية ان يتم تأمينهم، بعالم مختلف أوسع افقاً وأكثر عدالة، يسوده النمو الاقتصادي المستدام، والفرص الواعدة وفرص عمل أكثر وأفضل للشباب.
 
إذن أولويات عديدة حملها خطاب جلالة الملك، أكدت أن جلالته متابع وباهتمام لكل ما يشهده العالم من تطورات، وخلص الخطاب الى اهمية عدم تجاهل ناقوس الخطر الذي يدق في العالم والمنطقة، الأمر الذي يحتم تحقيق مستقبل أفضل لتجاوز كل هذه التحديات.