بعد الانتخابات الاردنية يسقط بظلاله على المجتمع الاردني مكونا بيئة متفاعلة، على الرغم من مناخات كورونا الاحترازية، هذه الانتخابات التي يعول عليها انتقال المجتمع الاردني من بيئة الى بيئة اخرى كما يعول عليها في المساعدة في تحريك الاسواق الاعلامية والاعلانية والتجارية، كما في بث روح تفاعلية في المجتمع الاردني.

 

اذن الانتخابات النيابية وان كانت من صلب اهدافها انتخاب ممثلين للشعب للمجلس النيابي وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية تجاه صناعة القرار الا ان ظروف انعقادها في اجواء كورنا تفرض قواعد جديدة لنهج المشاركة فيها في التصويت والترشيح، فالموضوع بات موضوع تحد بين المجتمع الاردني وبين وباء كورونا ومقتضياته الصحية، وهذا ما بحاجة الى وعي وادراك لطبيعة المرحلة واهمية الانتخابات النيابية فيها.

 

ومع تفاعل الاحزاب السياسية بالايجاب مع العملية الانتخابية، تكون الاحزاب قد اضافت للمشهد الانتخابي 

 

طابعا جديدا وسمة جديدة على الرغم من عدم اجراء تعديل ولو شكلي على قانون الانتخاب لكن حرص الاحزاب على إنجاح المشهد الانتخابي في هذة الظروف السياسية بالغة التعقيد كان الدافع والمحرك الرئيس لها لتقديم قوائمها الحزبية في الانتخابات.

 

وهذا ما ينتظر ان يسهم في اضافة نوعية للمشهد الانتخابي، فالاحزاب تمتلك ادوات قادرة وامكانات شبابية منظمة مما سيمكنها من المساهمة بفاعلية في المشهد الانتخابي من خلال اغنائه بالخبرات الضرورية اللازمة لتحقيق اهداف المشاركة وحسن التمثيل، فالاحزاب تعتبر المكان الامثل للتأهيل واعداد القادة للعمل العام لذا يعول عليها بتقديم نموذج يضيف للمشهد الانتخابي الكثير من الايجابية، هذا اذا ما استطاعت ايجاد روافد مالية ترفد احتياجاتها للعملية الانتخابية من اعلانات وتنظيم الفعاليات اضافة الى عملية تنظيم الفرق الشبابية اللازمة للعملية الانتخابية ومستلزماتها الاعدادية واللوجستية.

 

اذن نحن على ابواب مرحلة انتخابية قد تحدث نقطة اطلاق للعمل الحزبي والنيابي اذا ما احسن استثمار هذه البيئة الحزبية والانتخابية قد التشكيل، والامل ما زال يحدونا في المجتمع الاردني ان تقوم الاحزاب السياسية باخذ دورها في المشهد السياسي والانتخابي وعلى كل المستويات، تجسيدا للرؤية الملكية في الاوراق التي حملت عنوان نحو تشكيل حكومات برلمانية حزبية..