عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Aug-2019

«الطريق إلى مكة» رواية جديدة للأديب فتحي سلامة
 
عمان - الدستور - جاء الكتاب القصصي «الطريق إلى مكة» للروائي والقاص فتحي سلامة، يضم مجموعة من الخواطر والمذكرات وقصص قصيرة – رغم تصنيفها على الغلاف أنها رواية - موصولة جميعًا بخيط واحد يدور حول المشاعر المقدسة للرحلة الإسلامية الكبرى، وبطبيعة الحال يشغل «المكان» بطولة الموضوعات والقصص، سواء بحكي الصلة الوجدانية بين شخوص تلك القصص والأماكن المقدسة، وكان الملمح الأوضح هو عشق هذه الشخصيات للعودة مرات ومرات إلى تلك الأماكن العاطرة، وهو الأمر المركوز في وجدان الناس والحس الشعبي والإيماني علي سواء: أن من يذهب إلى هناك يعشق العودة مرات مرات، ويسكب قلب المسلم قطرات اللوعة وهو يفارقة ويدعو الله تعالى أن يعيده إليها من جديد.
وتحكي القصص أن هناك صعوبات لكنها لا تمنع المحب من رجاء قلبه، مثل مصاعب السفر والمكوث في المطارات، وفوضى العرب على طائراتهم وفي مطاراتهم وتنظيمهم في مفارقة ذكية يلمح لها القاص أن الحج والعمرة لهما جوانب حضارية يغفل عنها المسلمون إلا من رحم ربي، فمثلاً البائع للحقائب الذي لم يدل مجموعة من الحجيج على مكان مبرة محمد علي وهي الاستراحة الخاصة بوزارة الأوقاف المصرية وهم يعانون أشد المعاناة بعد رحلة شاقة، بينما اللوحة أمام المحل تدل أن المبره تعلو هذا المحل، وانظر ماذا يقول: «رأيت أمامي محلًا لبيع الحقائب وقد علق بضاعته في كل مكان، إنه استعراض لكل أنواع حقائب تايون التي تبدو جميلة ...». 
فمن كلمة «تايون» ندرك أننا شعوب مستهلكة تعيش عالة على ما ينتجه غيرها، أما تعبير «التي تبدو جميلة» فهي معبره في سياقها وتلقي بظلال على أكثر من تأويل، منها مثلاً أن الحقائب الجميلة هي التي تكون من إنتاجنا نحن كما يجب ان نكون نحن الحجاج والمعتمرين الذين يعبدون الله تعالى وينتجون ولا يعولون علي غيرهم، ويوجد تأويل آخر: أنها صناعة متعجلة طالما تجد من يشتريها ثم لا يعود.
خط جميل آخر في الموضوعات وهو ملمح الفرج بعد الشدة، وأن صدق اللجوء إلى الله يثمر فرجاً قريباً، وان حزمة الأفراح تأتي سواسية، ففي لحظة الفرج تأتي التأشيرة في أكثر من قصة، ويأتي الخبر المفرح أيضا بالذهاب إلى مكه والمدينة، وكأن الفرج مكافأة للحاج مصحوبة بركابه ودربه، مثل قصة (المدد.. المدد) عن رجل فقد نقوده وتاه عن فندقه الذي فيه بناته، ومثل الرجل الذي تاه في فرانكفورت في قصة «إلي إيلين مع تحياتي» وغيرها.