الغد
انطلقت، أمس، في مؤسسة عبد الحميد شومان، أعمال ملتقى استعادة الشعر "من الآباء الأولين إلى الألفية الجديدة"، الذي تنظمه المؤسسة بالتعاون مع مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، بمشاركة نخبة من النقاد في العالم العربي.
ويشتمل الملتقى الذي يستمر يومين، على عدد من الجلسات النقاشية، بالإضافة الى أمسيتين شعريتين.
ويبحث الملتقى في راهن ومستقبل الشعر العربي، كما يلقي الضوء على جملة من القضايا، خصوصا اتجاهات القصيدة الحديثة، وانكسار المنبرية، وطبيعة التواصل بين الأجيال الشعرية، ودور النقد، وغيرها من المواضيع.
وفي كلمة لها خلال افتتاح أعمال الملتقى، أشارت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان فالنتينا قسيسية، إلى أن هذا الملتقى يعكس التزام المؤسستين المشترك بدعم الثقافة العربية واستشراف مستقبلها. وقالت "اليوم، نفتح نقاشا يتجاوز الشعر العربي ليشمل واقع الشعر في العالم بأسره، حيث تتردد في الأوساط الأدبية والثقافية مقولة أن هناك أزمة كبيرة تعصف بالشعر، ليس العربي فحسب، بل تتعداه إلى العالمي، وهي بالتأكيد ليست أزمة شعراء، بقدر ما هي أزمة تعبر عن المفهوم العام لوظيفة الشعر في حياة البشر".
ولفتت قسيسية إلى أننا كعرب، ومفهومنا عن هويتنا بأننا "أمة من الشعراء"، بحسب وصف الناقد الدكتور خالد الكركي، فإن الشعر سيظل حاضرا في وجداننا وحياتنا ما دام هناك من ينطق بلغة الضاد. كما أننا على يقين أن الشعر العربي غالبا ما يصحح مساره، ويقترح أشكالا ومضامين تتماشى مع لغة العصر الذي يعيش فيه. رأينا ذلك في التحولات التي شهدها خلال الفترات الجاهلية والإسلامية الأولى، ثم الأموية فالعباسية ففترة المماليك والأندلس، وصولا إلى اليوم. لقد مر الشعر العربي خلالها بفترات لم تكن مبدعة، ولكنه كان سرعان ما يصحح مساراته ليظل تعبيرا عن وجداننا.
وأكدت قسيسية حرص مؤسسة عبد الحميد شومان، على بناء شراكات مع مؤسسات محلية وعربية، تلتقي معها في الأهداف والرؤى والطموح، منوهة إلى أن "شراكتنا مع مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، هي من الشراكات التي تمتد عبر سنوات طويلة، نفذنا خلالها العديد من الندوات والملتقيات والفعاليات".
من جهتها، أكدت الدكتورة فاطمة الصايغ عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، في كلمتها، أن هذا الملتقى يعد منصة ثقافية فريدة تسهم في تعميق الحوار الفكري وإثراء المشهد الثقافي العربي.
وأشارت إلى أن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية تؤمن بأهمية التعاون الثقافي بين المؤسسات العربية، وبالدور الحيوي الذي تؤديه الثقافة في تعزيز القيم الإنسانية، والتقريب بين الشعوب، ونقل تجاربها وآمالها. وفي هذا السياق، يمثل هذا الملتقى نموذجا راقيا للشراكة الثقافية والتواصل المعرفي.
وناقش الملتقى في جلسته الأولى، أمس، التي أدارها الدكتور زياد الزعبي، ورقة عمل قدمها الدكتور مصلح النجار بعنوان "أين القصيدة.. أين النقد؟"، بالإضافة إلى ورقة عمل قدمها الدكتور علي جعفر العلاق وحملت عنوان "اتجاهات القصيدة في الألفية الجديدة".
وتضمنت الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور عماد الضمور، ثلاث أوراق عمل؛ الأولى قدمتها الدكتورة فاطمة قنديل بعنوان "ماذا تبقى من إرث رواد القصيدة الحديثة"، فيما قدم الدكتور مبارك الجابري ورقة بعنوان "انكسار المنبرية وصعود الصمت"، مثلما قدم الدكتور حبيب بوهرور ورقة عنوانها "مستويات الوعي التجريبي في الشعر العربي المعاصر.. خطاب انطولوجي أم متطلب سياق".
ويواصل الملتقى أعماله اليوم؛ حيث ستناقش الجلسة الأولى التي سيديرها الدكتور ناصر شبانة، أوراق عمل يقدمها كل من الدكتور جمال مقابلة بعنوان "انقطاع التواصل بين الأجيال الشعرية"، والدكتور سلطان العميمي بعنوان "جوائز الشعر.. وهج الماضي وبريق الحاضر"، والدكتور سعيد يقطين بعنوان "عندما يستقيل الشعر من الصخب".
وتتضمن الجلسة الثانية التي سيديرها الدكتور محمد عبيدالله، أوراق عمل يقدمها الدكتور عبدالواسع الحميري وتحمل ورقته عنوان "ثورة داخل الثورة الشعرية"، وصبحي حديدي وحملت ورقته عنوان "أصواتهم في أصواتنا (قصيدة النثر بين الشرق والغرب)"، فيما قدم الورقة الأخيرة في الملتقى الدكتور هايل الطالب، وهي بعنوان "تحولات الشعرية العربية في الألفية الثالثة.. قصيدة النثر واللغة المدججة بالحياة (بريق من مروا من هنا) أنموذجا تطبيقيا".
يشار إلى أنه يشارك في الأمسية الشعرية الأولى مساء اليوم كل من الشعراء: غسان زقطان، إبراهيم محمد إبراهيم، حسين درويش، سوسن دهنيم، سعد الدين شاهين، في حين سيشارك في الأمسية الشعرية مساء اليوم؛ الشعراء: مها العتوم، صالحة غابش، عمر جاسم السراي، الدكتور حسن نجمي، محمد بن خضر الغامدي.