عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Jan-2019

عطلة ما بین الفصلین.. ”استرخاء“ للأبناء و“استثمار“ من الآباء لتقویة المهارات

 مجد جابر

عمان-الغد-  تنتظر سعاد عبدالله انتھاء آخر أیام الامتحانات، وبدء عطلة ما بین الفصلین بفارغ الصبر، والسبب ھو ابنھا الذي یعاني قصورا في بعض المواد، وتخطط لاعطائھ دروسا خصوصیة من أجل تقویتھ بمادة الریاضیات التي ما یزال حتى الآن یجھل الكثیر من قواعدھا ومتأخرا عن باقي طلاب صفھ.
تقول سعاد أن ابنھا في الصف السادس، وما یزال یجھل حل الكثیر من المسائل أو فھم بعض القواعد الأساسیة، ما جعلھا تبحث عن حل سریع لإبنھا، بعیدا عن أیام ضغط الدوام المدرسي.
وتضیف أنھا اتفقت مع معلمة دروس خصوصیة من أجل أن تتفرغ لھ بھذه العطلة التي تستغرق قرابة الشھر، وتعید تأسیسھ من البدایة، لكي یستطیع التقدم للصفوف القادمة.
وفي الوقت الذي ینتظر فیھ الطلبة ھذه العطلة بفارغ الصبر من أجل الترویح عن أنفسھم، والتخلص من ضغوط المدرسة والالتزامات الدراسیة؛ ینتھز الكثیر من الآباء الفرصة لغایة تحسین مستوى أداء أبنائھم في المدرسة وتقویتھم، والوقوف عند أسباب الضعف وتدني العلامات.
سلمى عبدالله ھي واحدة أخرى اكتشفت أثناء اصغائھا لطفلیھا خلال دراستھما سویا وھما في
الصف الثالث والرابع؛ بأن مخارج الحروف لدیھما غیر صحیحة على الاطلاق، وأنھا في الفترة الماضیة ركزت فقط على اللغة الانجلیزیة واختیار مدرسة قویة لھذا السبب، غیر انھا لم تتوقع أن تكون لغتھما العربیة ضعیفة بھذا الشكل.
لذلك أخذت القرار بأن تكرس عطلة ما بین الفصلین من أجل تقویتھما والعمل على تحسین طریقة النطق باللغة العربیة، وبالرغم من أن ھذا القرار أغضب طفلیھا وشعرت بالحزن لأنھما انتظرا العطلة بفارغ الصبر، غیر أن ساعتین من وقتھما یومیاً لن یؤثر كما تقول، كما أنھا وعدتھما بالذھاب إلى أماكن ترفیھیة عدیدة في حال تحسنت مھاراتھما باللغة العربیة.
وستلجأ سلمى للاستعانة بمعلم للغة العربیة، كذلك قد قامت بشراء العدید من القصص والكتب اللافتة والمھمة والمناسبة لأعمار ابنیھا، ستتشارك معھما القراءة لتقویة اللغة لدیھما.
أما عایدة فقد شعرت بالصدمة من نتیجة امتحان ابنھا في الصف التاسع بمادة الفیزیاء والتي كانت متدنیة جداً، وھو الأمر الذي أغضبھا وأشعرھا بالتقصیر فكیف وصل ابنھا لھذه المرحلة من الضعف.
وتشیر إلى أنھا قامت بتسجیلھ مع مجموعة من الطلبة الآخرین لأخذ دروس مشتركة مع مدرس
الفیزیاء بعد مرور أیام على العطلة، لتقویتھ في المادة، وذلك خوفا من أن یواجھ مشكلة في الصفوف المتقدمة، مبینة أن العطلة والإجازات أمور یمكن تعویضھا بالأوقات القادمة.
وتذھب الاختصاصیة النفسیة والخبیرة بشؤون الأطفال الدكتورة أسماء طوقان إلى أن الاجازة بین الفصلین لیس فقط اللعب وقضاء الوقت على التلفاز والترفیھ والتسلیة، إذ أن الھدف منھا أیضا التخفیف من ضغط الدراسة أثناء الدوام المدرسي والمساعدة في معالجة التدني بمساقات معینة لدى الطلبة.
وتبین أن الاجازة ھي فرصة كبیرة للطفل بأن یتعلم بحریة ودون وجود قیود وقوانین مدرسیة، فیمكنھ أن الاستفادة بمجالات جدیدة ھو یرغب بھا وبطریقة جاذبة، وذلك یسھم في اكتسابھا وتعلمھا بشكل أسرع. ویأتي ذلك عبر التخطیط المسبق للاھل مع أبنائھم حتى لا یتفاجأ الطفل بذلك وقت اجازتھ وبالتالي تكون ردة فعلھ عكسیة.
إلى ذلك، ینبغي تنظیم برنامج یومي یتعاون الأھل فیھ مع أطفالھم، واستغلال الاجازة بكل ما ھو مفید، وأن یكون شاملا ومطبقا على الجمیع ولیس على واحد فقط حتى لا یشعر الطفل بالنقص أو التمییز بینھ وبین أخوتھ.
ووفق طوقان، فإن أغلب الأطفال ینتظرون الاجازة بفارغ الصبر من اجل الاستمتاع في وقتھم والتخلص من الواجبات المفرطة علیھم، لذلك على الأھل استخدام اسلوب التحبیب، وكذل الاستعانة بالألعاب المسلیة والترفیھیة والتي یكون الھدف منھا تعلیمیا دون أن یشعر الطفل بذلك، وبھذه الطریقة یكون جمع بین اللعب والتعلم.
إلى ذلك، فإن قراءة القصص العلمیة المفیدة والمناسبة لأعمار الأطفال وعمل مسابقات فیما بینھم تساعد في تحفیز الذاكرة وزیادة التركیز وصقل المھارات، واعطاء مكافأة مثلا لمن یكسب منھم، بحسب طوقان.
الألعاب التعلیمیة التي یمكن استخدامھا مع الأطفال المعجون أو الصلصال وعمل أشكال معینة من خلالھ وتشكیل الأحرف والمجسمات، كذلك الالتفات للألعاب التي تنمي التركیز عند الطفل والذكاء مثل الشطرنج والتركیب والمیكانیك فمن خلالھا یتم تحفیز عقل الطفل وتطویره.
والعطلة بین الفصلین ھي جزء من طریقة الوالدین في إدارة وقت العائلة، وفق الاختصاصي الأسري والتربوي أحمد عبدالله، وھذا الوقت یخضع لقانون ولا یترك للصدف الیومیة، ففي حین أن الأبناء متشوقون للعطلة فلا ینصح الآباء بفرض مھمات دراسیة علیھم.
ولا یحبذ عبدالله استغلال الإجازة بمھمات دراسیة بل ھي فرصة الآباء بأن یعلموا أبناءھم المزید من المھارات الإجتماعیة والبیتیة، فلو كان ھناك تقصیر دراسي من قبل الأبناء فإن تعویضھ یكون أیام الدراسة ولیست في العطل من ھذا النوع.
ویعتبر أنھ لا بد من أن تكون تربیة الأبناء متوازنة بمعنى أنھا تشمل البعد الأكادیمي والاجتماعي، مبینا أن عطلة الشتاء فرصھ مناسبة للمھارات الحیاتیة، واستغلال الأوقات بأنشطة مشتركة ومفیدة بین الأباء والأطفال والتي تعود بنتائج ایجابیة.