عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Feb-2019

نادین لبکي: ”کفرناحوم“ کان واجبا ولیس خیارا
بیروت -ترى المخرجة اللبنانیة نادین لبكي التي ینافس فیلمھا الاجتماعي ”كفرناحوم“ للفوز بأوسكار أفضل فیلم أجنبي الأحد المقبل في ھولیوود، أن المعركة الأصعب بدأت للتو في محاولتھا إحداث تغییر في بلادھا.
وكان فیلمھا المؤثر حول الفقر والصمود في أوساط البؤس في بیروت فاز بجائزة لجنة التحكیم
في مھرجان كان في أیار(مایو) الماضي ووقف الحضور مصفقا لمدة 15 دقیقة بعد عرضھ. ویتناول ”كفرناحوم“، قضیة الأطفال المھملین والمحرومین من أوراق ثبوتیة في لبنان.
وتأمل لبكي التي ترشحت للانتخابات البلدیة في بیروت في 2016 ،أن تضاف جائزة الاوسكار إلى رصید الفیلم من المكافآت وتساھم كذلك في تعزیز تأثیره على المجتمع.
وقالت لبكي في مقابلة أجرتھا معھا وكالة فرانس برس في مكتبھا في بیروت ”لقد انطلق الحدیث
الآن وھذا كان ھدفي أن أحدث ھذه الصدمة وأباشر ھذا النقاش“.
وتنوي المخرجة البالغة 45 عاما أن تستغل شھرتھا المتزایدة لتحریك الوضع في بلدھا.
وھي أكدت ”أشعر بأنھ واجب ولیس خیارا وھذا ما سنباشر بھ قریبا جدا... سنعرض الفیلم على
الحكومة وننظم طاولات مستدیرة مع قضاة ومحامین“.
وأضافت ”قد یكون لذلك تأثیر كبیر وقد لا یكون، لكن علینا أن نحاول“.
ّ وقد غیر الفیلم وھو الثالث لھا، حیاة ممثلیھ الذین كان عدد كبیر منھم یواجھون المصاعب نفسھا
مثل شخصیاتھم، خلال تصویر الفیلم الذي استمر ستة أشھر.
ویتتبع فیلم ”كفرناحوم“ الصبي زین الذي یفر من عائلتھ عندما تُرغم شقیقتھ سحر على الزواج
من رجل یكبرھا سنا في مقابل المال.
وقد أخذتھ الاثیوبیة رحیل التي تعمل في لبنان من دون إجازة عمل تحت جناحیھا. وھو سیھتم
بابنھا الصغیر یوناس عند توقیفھا وزجھا في السجن.
والتشابھ بین شخصیات الفیلم وحیاة أبطالھ، ملفت جدا.
فوالدة یوناس الحقیقیة وفي الفیلم أوقفتا خلال التصویر وكانتا في السجن عند تصویر مشاھد الطفلین وھما متروكان في شوارع بیروت.
وفي الفیلم یحلم زین بالھروب یوما من البؤس والانتقال إلى السوید.
وقد انتقل اللاجئ السوري الذي یلعب دور زین في الفیلم للإقامة في النروج بحیث حصل على اللجوء بمساعدة الأمم المتحدة مع عائلتھ في منزل مطل على البحر.
وقالت لبكي ”لا أعرف لماذا حصلت ھذه الأمور، ربما لأن نص الفیلم كان مستوحى من الواقع إلى حد بعید وكان من المحتم أن یحصل ذلك“.
ویرتاد زین المدرسة الآن فضلا عن أطفال آخرین في الفیلم.
وقد حقق كفرناحوم انجازات جدیدة للسینما اللبنانیة وتلقى دعما قویا من النجمة الإعلامیة الأمیركیة أوبرا وینفري وآخرین.
قد رشح الفیلم للفوز بجوائز أوسكار وغولدن غلوب (الولایات المتحدة) وسیزار (فرنسا) وبافتا (بریطانیا).
لكن بعض النقاد اعتبروا أن الفیلم یفرض مسارا معینا على المشاھدین ویرغمھم على التعاطف أمام ھذا البؤس الاجتماعي العارم.
إلا أن لبكي شددت على أن كبت المشاعر لیس جزءا من ثقافتھا.
وأوضحت ”كأن یرید الناس ولا سیما النقاد أن تكون كل الأعمال السینمائیة من كل انحاء العالم متشابھة. ینبغي السماح لكل بلد بالتعبیر عن ھویتھ الخاصة“. وأضافت ”من المؤلم جدا أن أسمع
كلاما من قبیل (التلاعب بالمشاعر) و(بوفرتي بورن) (إباحیة الفقر) خصوصا أن الفیلم لا یرتكز على الكثیر من الخیال فكل ما جاء فیھ واقعي“.
وأرادت المخرجة الناشطة أن تحدث صدمة في الجمھور لیتحرك وتعبئة صانعي القرار في لبنان حیث یشكل اللاجئون السوریون ربع سكان لبنان فیما الثقة بالسلطات متدنیة.
ّ وأكدت لبكي ”یأتي الناس إلي والدمع في أعینھم ویقولون (لقد غیرتني إلى الأبد) و (لم أعد أنظر
إلى طفل أراه تحت الجسر بالطریقة نفسھا) و (أرید أن أتحرك بھذا الصدد( و(كیف یسعن المساعدة؟“
وأعتبرت أن نیلھا جائزة أوسكار في 24 شباط (فبرایر) سیدعم مساعیھا بإحداث فرق.
لَم نستخدم كلمة مؤثرین؟ المشاھیر ھم مؤثرون إن أعجبھم ذلك أم لم یعجبھم وختمت قائلة وعلیھم أن یستخدموا ھذا التأثیر بالطریقة الفضلى“. -(ا ف ب)