الغد
المُتابع لما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءات عسكرية على عدة دول عربية، يخرج بنتيجة واحدة، لا يوجد غيرها، تتمثل بأن الأمن القومي العربي بات مُستباحًا من قبل كيان إرهابي، يصول ويجول في أكثر من دولة عربية، وبمعنى أصح يعيث فسادًا وتدميرًا بست دول عربية وإسلامية.
آخر تلك الاعتداءات، والذي يبدو لن يكون الأخير، جراء جنون الإرهابي الأوحد، حاليًا في العالم، رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، كان ما تعرضت له العاصمة القطرية الدوحة، يوم الثلاثاء الماضي، من عدوان غاشم استهدف، على حد زعم الكيان المسخ، اجتماعا لقادة حركة المُقاومة الإسلامية (حماس).
الغطرسطة الصهيونية وصلت إلى درجة عُليا، تغنت معها بأن نفذت عدوانها على الدوحة بالتنسيق مع دول أُخرى، في صورة توحي بطريقة أو أُخرى بأنه لا حدود للإسرائيليين في تجاوز القواعد.
ما يدل على صدقية هذه الكلمات، هو ما قامت به الشقيقة قطر من جهود مُضنية من أجل عقد اتفاقيات لوقف العدوان العسكري الغاشم الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي قارب العامين، لا بل إن الدوحة كان لها الفضل البشري الأكبر في إتمام صفقات تبادل الأسرى، ولولا جهودها لما كان الأسرى الإسرائيليون ينعمون بين أهاليهم الآن.
فبعد كُل ذلك «الخير» والجهود المُضنية، تتلقى الدوحة (مدينة المُفاوضات) ضربة عسكرية من قبل الكيان المسخ، في صورة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي ماض في تنفيذ، كُل ما يخطر على باله، غير آبه بالقوانين أو المواثيق الدولية، ولا بمُعاهدات أو اتفاقيات، أيًا كان نوعها، فضلًا عن أن هذا العدوان هو استهداف جديد لدولة جديدة، وهذه المرة في عمق الخليج العربي.
إسرائيل بفعلتها تلك، توجه رسالة حازمة، لا مزاح فيها، وبلا أي مواربة، بأنها قادرة على ضرب أي عاصمة عربية، وفي أي وقت تشاء.. وهذا بالفعل ما أكده رئيس البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) عندما نشر فيديو لقصف الدوحة، قائلًا «إن هذه رسالة للشرق الأوسط بأسره».
الخوف ليس من الوصول إلى قول «الدور على من يوم غد»، وإنما الخوف، أو بمعنى أصح الرُعب، بأن يصل المواطن العربي إلى مرحلة ينتظر فيها دوره لاستقبال عدوان أو اعتداء، أو ساعة يُضرب بها من قبل عدو، إذا لم يضع له العرب حدًا، سيُصبح السيد الأوحد في هذه المنطقة، والكلمة الأولى والنهائية ستكون لمُتطرفيه، الذين يتباهون بقتل أطفال رُضع، ونساء ثكالى، وشيوخ لا تقدر على الحراك.
العرب مُطالبون اليوم، بتعاون عربي حقيقي، تُرى نتائجه على أرض الواقع، فإن كان العرب لا يستطيعون إنشاء اتحاد، يشتمل على مُختلف المحاور العسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، فعلى الأقل تكوين تحالف يردع «السُعار» الصهيوني.. أقول ردع، بمعنى رد أي عدوان عسكري إسرائيلي على أي دولة عربية.