عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Oct-2024

في لوحاته وجدارياته.. الخطيب يجسد محطات تاريخية وإنجازات وطنية

 الغد- أحمد الشوابكة

 يعتمد رئيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، الفنان التشكيلي الدكتور إبراهيم الخطيب على الأسلوب التجريدي التعبيري لإيصال أفكاره وانفعالاته، مستخدما ألوانا قوية وضربات فرشاة حادة وغير منتظمة. 
 
 
يرتكز هذا الأسلوب على أشكال مجردة، تمنح الفنان حرية تصوير ما يتخيله من الواقع أو الخيال بأسلوب جديد تماما. 
 
الخطيب يقدم أعماله بطريقة تتيح للمشاهد تفسيرها بحسب نظرته الخاصة، مع التركيز على استخلاص جوهر الأشياء والتعبير عنها من خلال أشكال موجزة تنطوي على خبرات فنية عميقة.
والخطيب، عضو هيئة التدريس في كلية الفنون والتصميم بالجامعة الأردنية، يسعى لتقديم إبداعاته على المستويين المحلي والدولي، بعد أن نجح في ترسيخ مكانته على الساحة التشكيلية الأردنية من خلال أعماله.
ويكرس التشكيلي جهوده لتقديم رؤية جديدة للطبيعة والأماكن، إذ يؤمن أن الفن يجب أن يكون مساحة للتفاعل المستمر بين الفنان والجمهور، وهو ما يتحقق في فن الجداريات. 
وينتمي الخطيب إلى المدرسة الواقعية، التي يعتبرها من أقوى المدارس الفنية في التعبير، لما تتطلبه من قدر عال من التصوير المتنوع الذي يسمح للجمهور بمشاهدة وتأمل الأعمال من زوايا متعددة، وفق إحساسهم وثقافتهم.
ويعتمد على الفكرة كأساس لأي عمل فني يقوم به، إذ يرى أن العمل الفني الذي يفتقر إلى الفكرة، يفقد جزءا كبيرا من عنصر الدهشة. ويفضل الاتجاه نحو المدارس التي تمزج بين التجريدية والتعبيرية. 
ويؤكد أن الفن التشكيلي المبني على فكرة واضحة هو المحرك الأساسي لإنتاجه واستمراره في تقديم أعمال تثير إعجاب المتذوقين لهذا الفن، الذي يعنى بالجمال والإبداع واللغة البصرية.
يوضح الخطيب أن الفن التشكيلي يحمل في طياته معان جمالية وإبداعية، كما يرتبط بالحس المرهف للفنان. وفي أعماله، يركز على تناغم الألوان وتحويراتها، ويستفيد من الديناميكية والعضوية التي تستلهم الطبيعة، بهدف إعادة تصوير مقنعة لمكوناتها مثل الحقول، الجبال، السهول، السماء، والامتداد الواسع للأرض. ولهذا، يلجأ إلى المزج بين الواقع والتجريد من دون طمس معالم الأشياء وخصائصها الظاهرة، وفق ما ذكره في حديثه لـ"الغد".
ويستقي إنتاج نصوصه التشكيلية من الطبيعة والمكان، وله تجارب عديدة في تصوير المناظر الطبيعية في الأردن. ويلفت إلى أن فن الجداريات ليس فنا سهلا، إذ يتطلب دقة وتناسقا في الألوان والزوايا والأبعاد. 
ويشارك الخطيب أحياناً طلبة كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية في تنفيذ الجداريات، حيث يوجههم في استخدام الأدوات ويعلمهم كيفية تطبيقها على الجدران التي يرسم عليها أعماله.
ويرى أن الفنان الحقيقي لابد أن يكون له أسلوبه الخاص، ما دام يمتلك الموهبة، ولديه من العلم ما يكفيه ليؤسس أسلوبه ومدرسته الخاصة به.
ويتقن الخطيب فن جداريات الفسيفساء الزجاجية، حيث حولها إلى لوحات ملونة تعكس تاريخ الدولة الأردنية منذ تأسيسها، مقدما إياها لعشاق الفن التشكيلي، بما تحتويه من لمسات جمالية فائقة الدقة. 
ومن أبرز أعماله، جدارية "بانوراما الثورة العربية الكبرى"، التي تم نصبها على جدار رئاسة الوزراء. وأنجز الخطيب هذه الجدارية بمشاركة عشرة من طلابه في كلية الفنون والتصميم بالجامعة الأردنية، وبلغ طولها 20 مترا، واستغرقت أربعة أشهر لإتمامها. 
تصور الجدارية، عبر فسيفساء الزجاج الملون، سلسلة من المشاهد التاريخية التي تروي قصة الثورة العربية الكبرى، وصور الخيل والبندقية، وصولاً إلى نتائجها في تحقيق الاستقلال والوحدة تحت الراية الهاشمية، وآفاق المستقبل.
ويقول الفنان الخطيب: "إن الجدارية تحوي في ثلثيها على البناءات والعناصر ذات الدلالة على مسيرة الدولة، فيما يحوي الثلث العلوي سماء الأردن عاكسا المستقبل والحرية والأمل، ويظهر في الجدارية ما جرى منذ 100 عام إلى اليوم، حيث جيش الثورة العربية الكبرى بسلاحه وقصر الملك المؤسس في معان وسكة الحديد، خروجا إلى المشاهد العامة: الجامعة الأردنية، مطار الملكة علياء الدولي، ميزان القانون، العدل والدستور، البرلمان، قصر رغدان.
وبمناسبة ستينية الجامعة الأردنية ومئوية الدولة، نفذ جدارية فسيفساء الزجاج بطول 10 أمتار وارتفاع مترا ونصف، استخدم نحو 40 ألف قطعة من الزجاج المعشق، حيث تضمنت الجدارية تشكيلا لأبرز معالم الأردن والجامعة الأردنية، وتم الانتهاء من تعليقها وعرضها على جدار عمادة شؤون الطلبة في الجامعة الأردنية.
إضافة إلى ذلك، فإنه قام بتنفيذ العديد من الجداريات التي تزين برسومات في مناطق عدة بالأردن، والتي تهدف إلى المساهمة في التعريف بالمعالم الرئيسية والعامة التي تتميز بها هذه المناطق.
ودرس الفنان إبراهيم الخطيب البكالوريوس في كلية الفنون الجميلة- جامعة اليرموك، وماجستير فنون تشكيلية – جامعة اليرموك، ودكتوراه من كلية الآداب/ فلسفة – الجامعة الأردنية.
شارك في العديد من المعارض الجماعية لرابطة الفنانين منذ العام 2005، وشارك في العديد من المعارض الدولية ومن أهم هذه المعارض:
(فنانين من العرب)، في اليابان وهو من ضمن ستة فنانين أردنيين العام 2007.
وشارك في معرض جدارية الوفاء في بيروت العام 2007، ومعرض فن أردني معاصر في (مصر، الجزائر والبحرين) العام 2007، وله مشاركة في (الهند وفلسطين) العام 2008.
وأيضاً في معرض (فصول) لأربعة فنانين في جاليري المشرق في عمان العام 2007، ومعرض (مكان أنسان) لخمسة فنانين العام 2007، ومعرض (أرض) لثلاثة فنانين في جاليري الأورفلي العام 2008.
له معرض شخصي بعنوان (القدس في عمان)، في جاليري الأورفلي العام 2014. وحاز جائزة تصميم شعار كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية. وكذلك الجائزة الدولية، "جائزة جمال بدران" في الفن التشكيلي.