عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Apr-2020

«المنسي في الكولاج» للعراقية ضحى الحداد… لوحات من زمن الحرب

 

 ميسلون فاخر
 
القدس العربي - يأتي الديوان الأول «المنسي في الكولاج» للشاعرة والإعلامية العراقية ضحى الحداد معبّراً عن تجربة حياتية وأدبية لافتة، أيدته العديد من المقاربات والدراسات في الصحف والمواقع الرقمية. تبدو التجربة الشعرية في الديوان أصلب مما تختزله ذاكرة الأحداث، جهات الشتات، وثنائيات عدة، تشظي المعنى في حياتها، بين حلمين، وهويتين، زمنين، وطنين، داخلي، وخارجي، وحيث تظهر احتمالية المجاز المخفف مختلفة، بأوجه ورؤى. وقد حررها اقتصاد اللغة من فرط ضيقه، متوسمة شموسا داخلية تبتل بها ظلال نسيان كثيرة، ومحشورة بأزمنة اللحظة، إذ يتخللها أسى شفيف لبلاد النخيل وإنسان الصراع والحرب كنتيجة تحتمل دوما نزاع الوجود والعدم، لكنها بالنسبة للكاتب، أو الأديب، حلمه في الانعتاق والحرية.
 
اختزال الدهشة
 
تبرز ثيمة شعرية مغايرة، تتقصد الشاعرة من خلالها خلق مفارقة، تختزل دهشة صور وتعانقات نصية لقصائد كثيفة الحضور، تأخذ غالبا أبعادا واستلهامات مختلفة للوجع، تضع قصيدة اللحظة في امتداد تجربتها، وتأثيرات مصادرها الأولى، حيث أن لبيئة العراق الشعرية، على مدى أشكال وأجيال وتجارب دور في جعل قصيدتها آسرة بمضمر دلالتها.
 
في ما يُشبه الرؤيا
 
في الكثير من نصوص الديوان ما يشبه قصيدة الرؤيا، مبثوثة في تداخلات بصرية، تبدو وتذوي كفراغ مادي لانهائي، قصيدة يجتهد متلقيها للتحديق بلغة مشبعة بظلال معتمة للذاكرة العراقية، النسيان كما تراه الشاعرة يصلح كذاكرة مجازية، يمكن تطويعها كقصائد حاضنة لأشتات كثيفة بالأسى تعكس تراجيديا غائرة بجرح الأرض والإنسان ..
مكان تحت الشمس ـ جل ما أرغب
كم أشتهي سرابا
كوني كما عهدتك أنا ـ والأيام ـ كوني
 
الأسلوب الشعري
 
كما يشع النص بكثافة حلم يثب محلّقاً في ما يشبه بواقعية سحرية وصور سيريالية الحرب، حين تعكس تهكمات لحظية لشاعرة ترسم لتضعنا في موازنة خبرية كإعلامية تزاوج الشعر بالخبر، ودراما الحدث الغائر كجرح لا يندمل ..
انطلاق مكوك الفضاء دسكوفري
ـ انطلاق فرق الموت في شوارع بغداد
عاجل: الممثل توم كروز يتزوج أسطوريا
تقرير: مئتا امرأة عراقية تترمل يوميا.
وحينا كمن يواكب ضجة الارتباك وفوضى الوباء المتواترة :
«اكتشاف دواء يقلّل من احتمال تضخم البروتستات»
اكتشاف مقابر جماعية تقلّل من احتمال التضخم السكاني .
تحيل ذلك الى مقاطع ملونة كتعبير عن موقفها الفني والموضوعي حيال واقع الصراع والحروب الملتبسة في جسد العراق، وبجرأة تنادي وتزار وكأنها جثة ملقاة على أرصفة بغداد
 
يا زمن المومسات
 
لأستر عري الشرف!
أحتاج تاريخا من الشراشف
أعضو ذكري كل ما يميز أمتنا؟
مع أننا لم ندرك سن الموت ـ باغتتنا الحياة
ذات حرب
طلب مني الغزاة
أن أقول بأني: منجم
كي يبدأوا في جسدي أعمال تنقيب
كذلك تتوافر تجربة الشاعرة على موسيقى متناغمة بشعر يتكاثف كمفردات تتفجر بوجه واقع لا يحتمل المزيد، كما في نص بعنوان (تورم زمن)
ونختتم بهذا المقطع ..
هم: توهموا شيبتك استسلاما
وصمتك: أسرارا سريّة
وابتسامتك: حنقا وطنيا
وحين أمروا المسدس
آنّت الطلقة
ونزف المطر
 
٭ كاتبة عراقية