عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Aug-2019

یوم عرفة.. روحانیات تغلف البیوت بانتظار فرحة العید
منى أبو حمور
عمان –الغد-  في یوم عرفة، ترفع الحاجة أم محمود أكفھا إلى السماء مرددة ”لبیك اللھم لبیك.. لبیك لا شریك لك لبیك“، ولا یتوقف الاستغفار والدعاء لعائلتھا وأحبتھا ولأمة المسلمین أجمع، بأن یعم
الخیر في كل مكان.
منذ بدایة الیوم، لا تتوقف أم محمود وأبناؤھا عن الدعاء، وھم یشاھدون الحجاج یصعدون لـ“عرفة“، فتعم أجواء روحانیة كلھا ذكر وتكبیر واستغفار.
وتتوحد مشاعر المسلمین إیمانا بھذا الیوم، وتجتمع القلوب على طلب الرحمة والمغفرة، ولسان
حالھم ”لبیك اللھم لبیك.. لبیك لا شریك لك لبیك.. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شریك لك“.
ووسط أجواء دینیة واجتماعیة، تجتمع أسرة الحاج أبوسلطان على مأدبة الإفطار بعد صیام یوم عرفة، یجتمع خلالھا شباب العائلة للاتفاق على ترتیبات الیوم الأول من عید الأضحى المبارك.
ویعتاد الستیني أبوسلطان في یوم عرفة من كل عام أن یجمع أفراد أسرتھ لقضاء لیلة العید سویا
بعد صیام یوم عرفة، لترتیب جدول زیارات الیوم الأول، حیث یتفقدون أرحامھم وأقاربھم بعد الانتھاء من صلاة العید.
وتستعد معظم العائلات في لیلة التاسع من ذي الحجة لصیام یوم ”عرفة“، بأجواء دینیة ومشاعر
روحانیة، یرافقھا ترقب لحجیج الدیار المقدسة، ومتابعة تحركاتھم في أدائھم فریضة الحج لھذا العام.
في حین تصدح أصوات التلبیة عالیا في البیوت وسط دعاء الآباء والأبناء، وكذلك في معظم شوارع وأحیاء المدن بیوم عرفة المبارك، فتضفي جمالا وروحانیة على ھذا الیوم المبارك فیستشعر الصائم عظمة الحجاج وروعة الشعور بالعبادة، وفق أبوعلي.
ویقول ”بالرغم من أن التلبیة تبدأ منذ الیوم الأول من ذي الحجة، إلا أنھا ممیزة في یوم عرف ومختلفة“، فما إن ینتھي صیام عرفة حتى تبدأ مآذن المساجد والمحلات والبیوت برفع أصوات
التلبیة فتعیش العید في یوم عرفة.
وما یمیز عید الأضحى، بحسب السبعیني أبوعلي، روحانیات عرفة وعظمة عبادة الحج والأضحیة؛ حیث یقضي یوم عرفة في المسجد یصلي ویدعو الله ویقرأ القرآن، ملازما الذكر والتكبیر طوال الیوم.
وإلى جانب الأجواء الدینیة التي تمیز یوم عرفة عن باقي الأیام، تمضي سعاد إدریس معظم وقتھا
في ترتیب البیت وتجھیزه لاستقبال زوار العید وتحضیر حلوى العید والقھوة.
وتقول ”الحج عرفة وبالنسبة لنا أیضا العید عرفة“، بالوقت الذي یحضر الاستففار والذكر والتكبیر
طوال الیوم. فرحة یوم عرفة لا تختلف عند معظم الأطفال الذین اعتادوا كعائلاتھم صومھ، كما عبدالله الذي یصوم منذ 3 أعوام مثل باقي أفراد عائلتھ، ثم یتوجھ بعد الإفطار مع والده إلى بیت جده لحضور ترتیبات العید.
ویشارك عبدالله (13 عاما) أبناء الحي في تكبیرات العید في المسجد المجاور لمنزلھ، وھو تقلید
اعتاد علیھ وأطفال الحي منذ وقت طویل.
ومن جھتھ، یقول أخصائي علم الشریعة الدكتور منذر زیتون ”إن ”عرفة“ ھو أعظم یوم في التاریخ
یجتمع الناس فیھ بأقدس رقعة في الأرض لتقوم بما فرضھ الله ”الحج“، ویترك فیھ الحجیج الدنیا
والمادیات ویكتفون بملابس الإحرام بدون مظاھر التزین فیجعل الناس سواسیة، یسعون طلبا لرحمة
الله تعالى“.
ویقول زیتون ”في ھذا الیوم یكون جمیع الحجاج على الصعید نفسھ والمكان ذاتھ ولا یجوز أن تغرب الشمس إلا والحجیج جمیعھم قد صعدوا إلى عرفة“.
ویضیف ”صیام عرفة سنة لمن لم یكن على عرفة، فیشعر الصائمون بوحدة في العبادة وبحالة واحدة مع الحجاج الذین یفرحون عند صباح العید بالإفطار والنزول عن عرفة“.
وفي عرفة یكون الذكر والتكبیر للحجاج وغیر الحجاج، بحسب زیتون، فیشعر الجمیع بعظمة ھذا الیوم، إلى جانب المكانة الدینیة، وتتوحد مشاعر المسلمین طوعا وإیمانا با عز وجل والحرص على القیام بكل ما من شأنھ أن یجعلھم على نبض دین واحد رغم توزعھم في شتى بقاع الأرض.
ویشیر زیتون إلى فضل صوم عرفة؛ إذ یغفر الله ما تأخر وما تقدم من الذنوب، فمن المحبب في ھذا الیوم الإكثار من الذكر والقراءة، إلى جانب التكبیر والدعاء وطلب العفو والمغفرة والصلاة على رسول الله صلى الله علیھ وسلم.
في حین ینوه أخصائي علم الاجتماع الدكتور حسین الخزاعي إلى عظمة یوم عرفة الدینیة والقیمة
الاجتماعیة النابعة منھا، فھذه المناسبة فضائلھا كبیرة تجمع الناس على حب الله ومرضاتھ وتوحد
قلوبھم على عبادتھ.
كذلك، تبدأ العائلات بمراجعة أعمالھا وسلوكیاتھا وإصلاح خلافاتھا الاجتماعیة، فتتقرب إلى الله عز
وجل من خلال فعل الخیر.
ویقول الخزاعي ”في عرفة كل الأعین تتوجھ إلى حجیج بیت الله یعیدون روحانیات شھر رمضان بصیام عرفة واجتماع الأسرة والأرحام على طعام الإفطار، فضلا عن الأجواء الجمیلة والفرح الذي یسكن قلوب الكبار والصغار وعائلات الحجاج التي تبدأ منذ یوم عرفة بالتزیین والتحضیر لاستقبال الحجیج بعد إنھاء مناسكھم“