اكتسبت ريادة الأعمال الاجتماعية وهي أحد فروع ريادة الأعمال أهمية كبيرة لأن لها أغراض اجتماعية ومالية على حد سواء، وأصبحت آلية ضرورية لمكافحة الإقصاء الاجتماعي وتنشيط المناطق المحرومة وتوفير فرص العمل ومعالجة المشاكل الاجتماعية. حيث أن هناك علاقة قوية بين ريادة الأعمال الاجتماعية وقضايا التنوع الاجتماعي والتنمية الاقتصادية. أصبحت ريادة الأعمال الاجتماعية ظاهرة ذات صلة لأنها تحل المشكلات الاجتماعية الحرجة التي أهملتها الحكومات أو فشلت في معالجتها. في الواقع، أصبح لهذا النوع من ريادة الأعمال آلية ضرورية لتقديم المساعدة في المجالات التي يعتبرها القطاع الخاص غير مربحة. جاءت ريادة الأعمال الاجتماعية لمحاربة الإقصاء ألاجتماعي وتنشيط المناطق المحرومة، وتوفير فرص العمل للعاطلين عن العمل، وتقديم منتجات وخدمات مبتكرة بشكل عام لحل المشكلات الاجتماعية التي يهملها القطاعان العام والخاص.

 

 

تعرف ريادة الأعمال الاجتماعية على أنها ممارسة ومجال للبحث الأكاديمي بتوفير فرصة فريدة للتحدي والتساؤل وإعادة التفكير في المفاهيم والافتراضات من مختلف مجالات الإدارة وأبحاث الأعمال، وهي شكل مثير للاهتمام من ريادة الأعمال التقليدية لأنه على عكس الريادة التقليدية، فإن ريادة الأعمال الاجتماعية غير موجهة نحو الربح وتعطي الأولوية للعمل الجماعي بهدف تعظيم الرفاه الاجتماعي. إن أهمية ريادة الأعمال الاجتماعية تكون بتنمية الاقتصادات الناشئة بهدف خلق القيمة الاجتماعية لتصبح نهجاً أساسياً في المناخ الاقتصادي، إن ريادة الأعمال الاجتماعية تعتبر رد فعل على عدم المساواة الاجتماعية في البلدان الأكثر فقراً. هناك أربعة أبعاد ومنظورات لريادة الأعمال الاجتماعية: الشرعية، والابتكار، والطبيعة غير الربحية، والحوكمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن العنصر الرئيسي الذي يميز ريادة الأعمال الاجتماعية عن الأعمال الخيرية أو الإحسان، هو خلق قيمة اجتماعية مستدامة مشمولة في مثلث الاستدامة أي الاجتماعية والاقتصادية والقيمة البيئية، وذلك لأن الجهات الفاعلة الاجتماعية المُشاركة تعمل كمحفزات ومحركات للتغيير داخل القطاعات التي تعمل فيها، مما يتيح التنمية المحلية المستدامة أن تكون فاعلة في مجتمعاتها وقطاعاتها.

 

على الرغم من الاهتمام المتزايد بريادة الأعمال الاجتماعية إلا أنها لا تزال في بداياتها، حيث أن ريادة الأعمال الاجتماعية لا تزال مفهومًا غير واضح تماماً ويحتاج لدمج الرؤى والنظريات والأساليب لبلورة هذا المفهوم. هناك سلوكيات متشابهة ما بين ريادة الأعمال التقليدية وريادة الأعمال الاجتماعية، مما يوفر سبباً لتحديد الافتراضات في ريادة الأعمال الاجتماعية ونشاط ريادة الأعمال، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كلاً من نشاط ريادة الأعمال وقابلية تشغيل ريادة الأعمال الاجتماعية هما من أهم المواضيع في ريادة الأعمال الاجتماعية. ولا تزال القدرات الديناميكية والإبداع المشترك والاستثمار الاجتماعي من بين أمور أخرى دافعة ورئيسية وتعتبر خطوط معرفية للإبداع المشترك والإجراءات الاستراتيجية. إن أهمية ريادة الأعمال الاجتماعية تعتبر كبديل للمساهمة في القضاء على الفقر والحد من الفوارق الاجتماعية وتضييق فجوة الوصول إلى الفرص. ومن ثم فإن الانعكاسات العملية تتجلى في النمو الكبير لريادة الأعمال الاجتماعية، مما يدل على زيادة الاهتمام والاعتراف بأهمية هذا المفهوم كوسيلة لمعالجة المشاكل الاجتماعية والبيئية الناشئة.