عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Nov-2021

ماذا يعنى إعلان إيران امتلاكها اليورانيوم المخصب؟*د. شهاب المكاحله

 الراي 

أعلنت إيران في الرابع من نوفمبر ٢٠٢١ أنها تمتلك ٢٥ كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب. فماذا وراء الإعلان؟
 
ففي السادس عشر من نوفمبر ٢٠٢١ رفضت إيران أن يقوم وفد من وكالة الطاقة الذرية بالتفتيش على أحد المواقع المعروف باسم «تيسا» بعد أن تمكنت إسرائيل من اختراق أجهزة التخصيب في الموقع ما عطل المفاعل النووي لمدة ساعات قبيل استئناف العمل به والتلويح بقدرات إيران المتزايدة لإنتاج كمية أكبر من اليورانيوم المخصب في الأسابيع القادمة.
 
فهل تكون تلك النسبة من التخصيب ذريعة لحرب مع إسرائيل؟
 
يبدو أن الأمور تسير في هذا الاتجاه والدليل على ذلك التحذير الذي وجهته الحكومة البريطانية في ١٦ من نوفمبر ٢٠٢١ لرعاياها من زيارة لبنان إلا للضرورة القصوى حيث لفتت الحكومة إلى وجدود مخاوف من مخاطر عدم الاستقرار في لبنان.
 
والإشارة الثانية هي تلك التي ألمح إليها في ٣١ أكتوبر ٢٠٢١ عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود، تساحي هنغبي، أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي بين إيران والقوى الكبرى، فـ«يجب على إسرائيل ضرب إيران بحلول نهاية العام»، مضيفاً أن «الحكومة ستحصل على الدعم الكامل من حزبه في هذا الشأن».
 
وأوضح هنغبي أن «إيران باتت تشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل وأن الليكود يقدم الدعم الكامل لحكومة بلاده إذا تم اتخاذ قرار بضرب طهران. فنحن نقترب من مفترق طرق قرار بشأن القضية الإيرانية. إذا لم يكن هناك اتفاق بين إيران والقوى العالمية، علينا مهاجمة إيران بنهاية عام 2021». كما أن وصول القاذفة الأميركية «بي-1 بي لانسر» القادرة على حمل قنابل ثقيلة خارقة للتحصينات ولشن ضربات على المنشآت النووية الإيرانية هو الإشارة الثالثة.
 
وفي نهاية سبتمبر الماضي، استعرض رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق عاموس يدلين التحديات والمخاطر التي تواجه تل أبيب. وأضاف أنه على إسرائيل العمل على نزع سلاح إيران النووي وتعميق التنسيق مع الولايات المتحدة بشأن الخيارات المشتركة والمستقلة للقيام بذلك، وهذه هي الإشارة الرابعة.
 
حرب الطائرات والصواريخ وما بعدها سيكون الهدف منها تحريك كافة أوراق الشرق الأوسط. فيبدو أن تل أبيب تحسب حساباتها للضربة الخاطفة حتى وإن لم تكن بضوء أخضر أميركي لإجبار إيران على التراجع من العراق وسوريا. لكن اعلان إيران حصولها على ٢٥ كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب سيخلط الأوراق أكثر، فهل سيزداد التوتر لمستوى الرد العسكري ورد الفعل؟
 
ففي حال شنت إسرائيل هجوما عسكرياً خاطفاً بطائراتها على المفاعلات النووية الإيرانية، فهل ستكون إيران جاهزة للرد المباشر أم أنها ستعمد إلى تحريك الوكلاء للرد؟ كل هذه الأسئلة بدأت الاستخبارات الإسرائيلية بوضع حساباتها لها استعداداً للسيناريوهات القادمة على المنطقة.
 
فقد نشرت مؤخراً دراسة أماطت اللثام عن التقديرات الاستراتيجية والتحديات وسيناريوهات الحروب التي قد تخوضها إسرائيل في الأشهر القادمة ومنها اندلاع حرب مع إيران على أكثر من جبهة. لكن هذا الصراع بين إيران وإسرائيل مرهون بسياسات الدول الكبرى ومعركة تصفية الحسابات بينها.