عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Feb-2021

غولة الذهب تطاردنا*رمزي الغزوي

 الدستور

لا يحقُّ لأي متابع أن يسأل عن السبب الذي يجعلنا نعتقد جازمين أن كلَّ حفرية حكومية في أي مشروع كان، أو في أي مغارة كشفت بفعل انهيار شارع، لا بدَّ أن ينتج عنها صناديق ذهبية تختفي حال وضع اليد عليها؟.
 
لا أحد يسأل عن سبب هذا الاعتقاد لأن الكل يعلم كيف يعشّشُ الذهب بكامل بريقه وحكاياته وأساطيره في خيالنا الشعبي حتى بتنا لا نرى وجه الأرض إلا قشرة تغطي كنوزاً تمتد بين أماني الحنين ومعاني المستحيل.
 
قبل يومين انشغل المخيال الشعبي عبر مواقع التواصل بكميات الذهب المسحوبة من المغارة التي ظهرت عقب انهيار شارع في منطقة العالوك. ولا أحد صدق أن لا ذهب خرج من هذه المغارة سيما بعد اغلاق المنطقة أمام حركة المرور وهذا يذكرنا بما حدث قبل اشهر قليلة بمشروع العباراة وسط البلد واكتشاف حمام روماني قديم. 
 
فمن تابع ويتابع مواقع التواصل؛ سيسمع ما لا يهضمه عقل أو لا يتقبله منطق، وسيرصد كيف تنامت كميات الذهب المستخرجة حتى وصلت إلى عشرات الصناديق المتخمة، وهذا يحيلنا إلى قضية ذهب عجلون في منطقة هرقلة قبل سنوات وكيف شاط الخيال إلى أن الكمية المستخرجة تقدر بحمولة عشرات الشاحنات، مع أن أبعاد الحفرة لا تتجاوز المتر في مترين.
 
نعرف تماماً كيف تتفاقم حكايات (اللقيا) والخبايا والدفائن وقصصها التي يزخر بها موروثنا الشعبي العامر. ونعلم كيف تتزايد لتصبح مثل حكاية الأفعى المقتولة التي تزاد طولاً كلما انتقلت قصة قتلها من لسان إلى لسان.
 
لا ألوم الناس فهم في أغلب الأحيان يبحثون عما عما يدغدغ عواطفهم وأمانيهم وأحلامهم. ولا يوجد حديث يسيّل اللعاب ويثير حنين المستحيل مثل أحاديث الذهب والكنوز في باطن الأرض، سيما بعد انعدام فرص الحصول عليه من ظاهرها. الذهب غولة تطاردنا.