عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Aug-2019

لعلكم تتفكرون - إبراهيم العسعس
 
الدستور - الذي لا يَحتملُ غيرَهُ .. 
أمَّا عطاءُ الدنيا فلا تنتظرْ عطاءً بعينهِ تُحدِّدهُ حاجاتُكَ ورغباتُكَ على مُقتضى عقلِكَ وفهمِكَ ولا يُقرِّرُهُ توقُعكَ لحركةِ ( رحمتِهِ ) في الوجود فالوجودُ يتحركُ على مُقتضى العدلِ والحكمةِ واللطفِ والرحمةِ مُجتمعةً .. 
على أنَّهُ لم يتحيَّر مَن تحيَّرَ إلا لأنهُ يفهمُ الرحمةَ في حُدودِ جَهلِهِ البشريِّ لا في طَلاقةِ عِلمِهِ سبحانهُ إذ ربَّما أعطاكَ ما لم تطلب رحمةً بك وإذ ربَّما مَنعكَ ما طلبتَ رحمةً بكَ ! وهل يستوعبُ الجهلُ المُطلقُ فعلَ العلمِ اللامحدود، والحكمةَ المُطلقةَ ؟ أم هل يَتَّسعُ طلبُ الرحمةِ المُقترنِ برغباتِ وحاجاتِ اللحظةِ لاستيعابِ الرحمةِ الشاملةِ المُتحررةِ من حدودِ الأزمانِ الثلاثةِ ؟ 
تأدب في طلباتكَ وتوقعاتكَ، حتى تتعلمَ كيف تتحركُ أسماؤهُ في الوجود 
تعرَّفْ عليهِ تنسجمْ .... تعرَّفْ عليهِ ترتَحْ ... أليسَ قد تَعرَّفَ إليكَ بأسمائهِ ؟ فاعرفْهُ بفهمها ..
 
القواصِم والنَّواقض ... 
كان كِبارُ الأُمَّةِ يدركونَ أنَّ مَـقتـلَ الدِّينِ مِمَّن يَتحدثونَ باسمهِ مِن داخلهِ ولقد أطلقوا على هذه الظاهرة اسم : قاصمة الظهر أو ناقضة عرى الإسلام ، فقال عمر رضي الله عنه : « إنَّـما تُـنـقَـضُ عرى الإسلامِ عروةً عروةً إذا نشأ في الإسلام مَن لا يعرفُ الجاهليةَ « . 
وقال عليٌّ رضي الله عنه : « قَـصَمَ ظهري اثنان : عالمٌ مُتَـهَـتِّـكٌ، وجاهلٌ مُـتَـنَسِّكٌ «، وتبعهُم الكبارُ الذين اتبعوهم بإحسانٍ فتجدُ في تضاعيف دُرَرِهم قاصِمةً هنا، وناقِضةً هناك. 
وكان ينبغي أن تستمر سلسلةُ القواصم والنواقض في عصر تداخلت فيه الألوان، وتقاطع فيه الحق مع الباطل ( في الظاهر ) كما لم تتداخل الألوان، واشتبه الباطل مع الحق كما لم يحدث في عصرٍ سابق، وعليه ... سنجتهدُ في وضع اليد على قواصمَ أخرى على قَـدْرِ الوُسعِ، وبما يسمحُ به الزمن ...
قصمَ ظهري اثنان : 
من يعرفُ بلا وَعيٍ،
ومن يتحدَّثُ بلا منهجٍ 
مُتهورٌ يُسمِّي حَركتَهُ بالإسلام شجاعة 
وجبانٌ يُسمِّي حَركتَهُ بالإسلام حِكمةً 
رجلٌ ضاقَ بالتقليد فَكَسَرَ بابَ الاجتهاد 
وآخرُ استاءَ من ذلك فَضَاعَفَ الأقفالَ 
إنما تُنقضُ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروة عندما يُحصَرُ مفهومُ ( العملِ الصالح ) في الطُّقوس من صلاةٍ وصيامٍ.