"شجرة-shajarah".. منصة أردنية تحتفي بمواهب الشباب المبدعين على يوتيوب
الغد-رشا كناكرية
الشغف في صناعة المحتوى وتنوع المواضيع وطرح أفكار مبتكرة تلبي اهتمامات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ما مكن قناة "شجرة - Shajarah" الأردنية على منصة يوتيوب من الوصول إلى أكثر من 100 ألف مشترك.
تعد قناة "شجرة - Shajarah" مشروعا رياديا يقوده مجموعة من الشباب الأردنيين، الذين يسعون من خلالها لتحقيق أهدافهم عبر تقديم محتوى إبداعي مميز، يعكس براعتهم في نشر المعرفة والثقافة بأسلوب رقمي.
وكما تطرح الشجرة بركتها في الأرض، تطمح قناة "شجرة - Shajarah" من خلال برامجها إلى تقديم محتوى عربي ذي قيمة يثري معرفة المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي.
إن كان الشخص يبحث عن محتوى رياضي، أو أحدث التقنيات، أو التاريخ الأردني والعربي، أو الحكايات القديمة والمعلومات المفيدة، أو من عشاق الشعر العربي، سيتمكن من ذلك في قناة "شجرة - Shajarah” الأردنية. بحسب الشاب عبدالله شحالتوغ، أحد مؤسسي القناة والمشرف عليها.
وفي حديث خاص مع "الغد"، أوضح الشاب شحالتوغ، أن فكرة القناة بدأت في الأشهر الأخيرة من عام 2023، حين كان يعمل في إحدى الشركات. اقترح حينها فكرة إنشاء قناة على منصة يوتيوب كجزء من مشروع خارجي لا علاقة له بالشركة، وبعد نقاش مع صاحب الشركة، وافق على الفكرة، خصوصاً أن الفريق كان يمتلك خبرة جيدة في مجال السوشال ميديا.
أوضح شحالتوغ أنه أصبح هو وصاحب الشركة مسؤولين عن إدارة القناة، وبعد مرحلة التخطيط بدأوا العمل عليها في نهاية أغسطس 2023. وتمكنوا خلال شهر واحد من جذب حوالي 90 ألف مشترك وتحقيق أكثر من 20 مليون مشاهدة في فترة زمنية قصيرة.
ويعمل شحالتوغ حاليا مع فريق مكون من 6 صناع محتوى متخصصين في مواضيع متنوعة، إذ ينتج كل منهم محتوى مصورا في مجاله ووفق اهتماماته الشخصية. مشيرا إلى أنهم تعرفوا على بعضهم من خلال العمل، وكل شخص في الفريق يمتلك شغفا خاصا في مجال معين، ما دفعهم إلى اختيار أن يبدع كل فرد منهم في المحتوى الذي يحب. فالشخص الذي يحب الرياضة، يصنع محتوى رياضيا، وهكذا.
ويؤمن شحالتوغ بأن الشخص الذي يصنع فيديوهات عن شيء يحبه سيخرج المحتوى بشكل أجمل؛ لأنه يمتلك شغفا خاصا به ويعرف كيف يعبر عنه بشكل أفضل. وينطبق الأمر ذاته على من يحب التكنولوجيا، أو التاريخ، أو اللغة العربية، حيث يتخصص كل فرد في إنتاج محتوى حول الموضوع الذي يبرع فيه ويحبّه.
يمكن للمحتوى أن ينتقل بسلاسة إلى موضوعات رياضية، وتاريخية، وثقافية، وفنية، ليشكل سلسلة من مقاطع الفيديو القصيرة التي يطمح الفريق إلى تطويرها في المستقبل لتصبح فيديوهات طويلة ومفصلة.
ويذكر أن جميع الشباب الذين يعملون معه هم وجوه جديدة تحظى بفرصة الظهور الأول من خلال القناة، باستثناء شحالتوغ نفسه، المعروف بلقب "أديغاوي"، والذي يتولى إدارة المنصة والإشراف عليها. إذ يتمتع بخبرة واسعة في صناعة المحتوى ومعروف على منصتي يوتيوب وتيك توك.
كما يشير شحالتوغ إلى أنهم اختاروا التوقف عن نشر المحتوى مع بدء الأحداث في غزة، تضامنا مع الحدث، واستمر توقفهم عن مشاركة أي محتوى حتى نهاية عام 2023.
في بداية عام 2024، بدأوا بتحميل مجموعة من الفيديوهات لتنشيط القناة، إذ قرروا الاستمرار نظرًا لأن المحتوى الذي يقدمونه يحتوي على معلومات مفيدة ومعرفة قيمة. وبالفعل، تمكنوا من الوصول إلى 100 ألف مشترك وحصلوا على درع يوتيوب.
ويشير شحالتوغ إلى أنه تم إنشاء حسابات للقناة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك إنستغرام، وفيسبوك، وتيك توك، وتيليجرام، بهدف مشاركة الفيديوهات واستقطاب أكبر عدد من المتابعين وزيادة المشاهدات. حاليا، حققت القناة أكثر من 35 مليون مشاهدة خلال فترة زمنية قصيرة.
بحسب شحالتوغ، تسعى قناة "شجرة" إلى تحقيق عدة أهداف، أولها كان الوصول إلى 100 ألف مشترك، وقد حققوا هذا الهدف بنجاح. أما الهدف الثاني فيركز على إنتاج فيديوهات قصيرة بمحتويات متنوعة من قبل عدة صناع محتوى، وذلك لجذب أكبر عدد من المتابعين وبناء قاعدة جماهيرية واسعة. أما الهدف الثالث، الذي يعملون عليه حاليا، فهو إنتاج برامج طويلة.
ويشير شحالتوغ إلى أن لكل سلسلة من البرامج هدفا خاصا؛ فسلسلة التاريخ، على سبيل المثال، تهدف إلى تقديم التاريخ بشكل جذاب، مع دمج الشعر العربي وتاريخ الأردن والمنطقة العربية لتعريف المتابعين بأصالة اللغة والتاريخ معا، مؤكداً أن كل برنامج يحمل رسالة يسعون لتحقيقها.
ويذكر شحالتوغ أنهم واجهوا صعوبات في البداية، حيث لم يكن لدى الجميع خبرة في التصوير، مما جعل البعض يتردد في الظهور أمام الكاميرا. لذلك، كان شحالتوغ حاضرا معهم في كل التفاصيل لإرشادهم حول كيفية التعامل مع الكاميرا والتحدث أمامها. وبعد توجيههم وتحفيزهم، تشجع الجميع وبدأوا بالإبداع، ومع ارتفاع المشاهدات لبعضهم، ازدادت لديهم الرغبة في الإنتاج، حيث نشأ نوع من التحدي والمنافسة الإيجابية.
ووفق شحالتوغ إلى أن كل صانع محتوى يعمل معهم الآن لديه برنامجه الخاص، وفي حال انضمام شخص جديد سيكون له برنامجه الخاص أيضا، مؤكداً أن الشباب يتمتعون بشغف كبير تجاه ما يقدمونه، وكل منهم يسعى لترك بصمته الفريدة.
يؤكد شحالتوغ أن الربح المادي لم يكن هدفا للقناة، حيث يقول: "المادية لم تكن مهمة؛ نحن نعلم أن هذا مشروع طويل المدى، وبالتأكيد سيحقق أرباحًا في المستقبل، لكن القناة لم تُنشأ بهدف ربحي بل لنصنع ما نحب ونبرع فيه".
ويشدد على أن هناك خططا طموحة يعملون عليها حاليا لضمان استمرار القناة في التوسع والانتشار. ويبين أن الأهداف التي تحققت سابقًا كانت مكتوبة ومخططا لها، مما يعزز ثقتهم بأنهم يسيرون في مسار سليم وواضح، وسيتابعون هذا النهج. كما يطمحون إلى أن يصبحوا شركة إنتاج كبيرة، لا تقتصر فقط على صناعة فيديوهات قصيرة، بل يهدفون أيضا إلى إنتاج برامج ضخمة تحقق نجاح كبير قد يصل إلى العرض على التلفاز.
وعن اختيار اسم "شجرة" للقناة، يوضح شحالتوغ أن الاسم كان يحمل أهمية كبيرة بالنسبة له، إذ أراد أن يبتكر شيئ مميز وملفت يتناسب مع فكرة القناة. فالقناة تشبه الشجرة، وسلاسل البرامج التي يقدمونها هي فروع من هذه الشجرة المثمرة. ويضيف أنه في المستقبل، سيحمل كل برنامج شعار القناة مع اسم البرنامج الخاص به.