عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Jan-2019

شباب يتجهون للعمل بوظيفتين بظل تزايد الأعباء الحياتية

 

عمان – الغد – غلاء المعيشة.. الالتزامات العائلية.. توفير مبلغ لاتمام الزواج.. أسباب عدة دفعت الشاب مؤيد عبدالله (28 عاما) للبحث عن عمل آخر، بالإضافة لعمله الأساسي كموظف في إحدى الشركات الخاصة، مما يوفر له دخلا جيدا يمكنه من تسديد هذه الالتزامات.
يقول مؤيد، اتجهت للعمل المسائي في أحد المطاعم منذ خمسة أشهر، وأصبحت أعول على الراتب الذي اتقضاه جراء هذا العمل لتسديد العديد من المصاريف، لذا لا يمكنني الاستغناء عنه أو تركه لأي سبب من الأسباب.
يضيف مؤيد، أشعر بالإرهاق والتعب جراء دمج عملين، كما أنني انقطعت عن الأصدقاء والمعارف، وأتلقى كلمات النقد دوما منهم، لكن، “ليس باليد حيلة”.
طموحات الشباب لا تقف عند حدود، فهم الذين يملكون العزم والارادة، فتراهم تواقون إلى مزيد من تحقيق الذات من خلال البحث عن أكثر من فرصة عمل يوميا، ومن أجل رفع مستوى الدخل، حتى يعينهم على تسديد العديد من المصاريف والالتزامات.
من جانبه، يقول اخصائي علم الاجتماع الدكتور حسين خزاعي: “العمل في أكثر من مجال يجلب المال والسعادة، ويقود إلى الاستقلالية، ويقضي على الثقافات السلبية في المجتمع، عند الحاجة للعمل بأكثر من وظيفة”.
ويضيف الدكتور خزاعي، “من يعمل في أكثر من مجال يجد لذة أكثر في العمل، طالما لديه قدرة وطاقة، ومثل هؤلاء يشكلون العنصر الاساس في تقدم الأمم والشعوب”، مبينا، أن كثرة الأعباء الحياتية أصبحت تحتم على العديد من الشباب وحتى الكبار التوجه للبحث عن عمل آخر.
الشاب فارس يجمع بين عملين أيضا، ويقول، “العمل في أكثر من مجال ما هو إلا على حساب راحتنا، وعلى حساب جوانب اخرى مثل العلاقات والمناسبات الاجتماعية، حيث اننا سنكون كل البعد عن زيارة الاقارب واداء الواجبات سواء كان ذلك في الفرح أو الترح”.
هناك العديد من قصص النجاح التي صاغها شباب آمنوا بقدراتهم، ومنهم فادي مصطفى ويبين، “في ظل الظروف الاقتصادية وغلاء الحياة المعيشية، تتطلب البحث عن فرصة عمل أخرى، وهذا ما اقوم به بعد عودتي من عملي الصباحي، بحيث أتجه مباشرة للعمل “كاشير” في سوبر ماركت، من أجل تأمين دخل آخر يسدد متطلبات والتزامات الحياة”.
ويعلق الحاج عواد على عمل أبنائه بأكثر من وظيفة، بأن الشخص الذي لا يعمل تراه أكثر ميلا للكسل وقليل الحيلة والجهد، ولكن الأشخاص الجادين هم الذين يشقون طريقهم بعرق جبينهم ويحققون مساحات من النجاح في خضم الحياة، يصلون الليل بالنهار.. جهدا خارقا سعيا لتحقيق أهدافهم النبيلة في الحياة، ويبحثون عن مستقبل زاهر لهم ولأسرهم في المستقبل.
الشاب الجامعي سالم يقول، لولا عملي في المساء بمحل لبيع الاجهزة الخلوية بعد وظيفتي، لما تمكنت من تسديد التزامات مادية عديدة، فدخل واحد لا يكفي، وهذا مما دفعني للبحث عن مصدر دخل آخر، يعينني لتأمين المتطلبات، بعيدا عن الاستدانة وغيرها.
ويؤكد الخبير الاقتصادي طارق الصرايرة، “العمل الدؤوب يحتاج إلى الاخلاص، فالجادون والمخلصون يجدون أنفسهم بالعمل، ويزداد سرورهم بالإنتاجية.
ويضيف الصرايرة، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء الأسعار نرى الكثير من الشباب الذين يبحثون عن دخل آخر سواء بالعمل بوظيفة أخرى أو الاتجاه إلى التجارة الحرة، وكل هذا لزيادة الدخل الشهري أو اليومي للشخص حتى يستطيع العيش بكرامة، ومن يريد العمل بأكثر من مجال يجب عليه أن يخلص في العملين، وأن يكون على قدر عال من المسؤولية، لأنها أمانة.