عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Apr-2021

هجوم السفينة يبدو كتصعيد مقصود ضد إيران

 الغد-هآرتس

 
ينيف كوفوفيتش وعاموس هرئيل
 
السفينة الايرانية “سافيز” التي اصيبت في يوم الثلاثاء الماضي بانفجار لغم بحري في البحر الاحمر، العملية التي نسبتها وسائل الاعلام لاسرائيل، اعتبرت “السفينة الاساسية” لحرس الثورة الايراني. الحادثة جاءت استمرار لسلسلة عمليات ضد السفن الايرانية في البحر المتوسط والبحر الاحمر، وهذا هو الهجوم الثاني الذي كتب عنه في الشهر الاخير، منذ النشر في “وول ستريت جورنال” عن “الحرب البحرية” التي شنتها اسرائيل ضد ايران.
الاهداف السابقة التي نسبت لاسرائيل كانت سفن عملت في تهريب النفط من ايران الى سورية لغاية تمويل السلاح لحزب الله، والى جانبها السفن التي قامت بتهريب السلاح لهذه المنظمة الشيعية. ولكن الهدف الحالي هو هدف استثنائي في اهميته وعلاقته المباشرة بحرس الثورة الايراني، ويبدو كتصعيد متعمد. ربما أن الامر يرتبط بهجمات ايرانية في شهر شباط وشهر آذار، التي وجهت ضد سفن تجارية بملكية شركات اسرائيلية في بحر العرب بين شواطئ الهند والخليج الفارسي.
مصادر في الادارة الاميركية قالت أمس لصحيفة “نيويورك تايمز” إن اسرائيل ابلغت واشنطن بأثر رجعي على الهجوم، وابلغتها بأن هذا نفذ من قبل سلاح البحرية الاسرائيلي. ولكن في جهاز الامن اختاروا عدم التطرق الى التقرير. ربما تكون المعلومات التي وصلت الى الصحيفة والتي جاءت استمرارا لما نشر في “وول ستريت جورنال”، تعكس عدم رضى الولايات المتحدة عن الهجمات الاسرائيلية، في الوقت الذي تستأنف فيه الاتصالات بين ايران والدول العظمى حول عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي. وزير الدفاع بني غانتس تطرق أمس الى المعركة ضد ايران بدون قول أي شيء بشكل مباشر عن الحادثة الاخيرة. وفي احتفال احياء الذكرى العاشرة لتشغيل نظام القبة الحديدية قال غانتس إن “اسرائيل تستعد في هذه الاثناء لاستمرار المواجهة المحتملة في الجنوب والشمال، ولتهديدات تضعها ايران أمامنا، سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، على ايدي مبعوثيها في الشرق الاوسط”.
نموذج عمل ثابت
الأجهزة الاستخباراتية في اسرائيل وفي دول الخليج تعرف جيدا سفينة “سافيز” التي تم ذكر اسمها في العقد الماضي اكثر من مرة كسفينة تعمل على جمع المعلومات وهي المسؤولة عن القيادة اثناء عمليات بحرية. الذراع البحري لحرس الثورة الايراني، التي تشرف على التجارة البحرية لايران في منطقة الخليج والمسؤولة عن اغلاق المسارات البحرية الرئيسة عند الضرورة، هي المسؤولة ايضا عن تشغيل السفينة في السنوات الاخيرة. “سافيز”، حسب مصادر اجنبية، تبحر بصورة ثابتة في منطقة الخليج، ويوجد على متن السفينة حوالي 60 شخص كطاقم في الايام العادية. اثناء نشاطات عملياتية يمكن أن يصل عدد الطاقم الى 200 شخص، رغم أنه يوجد في السفينة اشارات مدنية إلا أن الامر يتعلق بسفينة يوجد على متنها قوارب كوماندو عسكرية ومدافع وانظمة لجمع المعلومات الاستخباراتية، ورجالها مسلحون ويرتدون الزي العسكري الايراني.
اسم “سافيز” تم طرحه في السنوات الاخيرة في حالات تمت فيها مهاجمة سفن ايرانية وعندما هاجمت ايران نفسها سفن تجارية اجنبية. على سبيل المثال، في مركز ابحاث العلوم البحرية في الهند قاموا بفحص حادثة اصيبت فيها ناقلة النفط الايرانية “سابيتي” في تشرين الاول 2019 قرب شواطئ السعودية. وحسب ادعاء ايران فقد اطلقت نحو الناقلة صواريخ لقوات اجنبية وتسببت بتسرب النفط.
الباحثون في الهند اعتقدوا أن الناقلة هربت النفط لتجاوز العقوبات التي فرضت على ايران، وأنه توجد علاقة بينها وبين “سافيز”، التي ابحرت كما يبدو في المنطقة للرقابة على نقل النفط. حادثة مشابهة كانت في شهر ايار من نفس السنة، عندما، حسب ادعاء رجال الطاقم الايراني، اصيبت ناقلة نفط باسم “هابنيس” بصاروخ اطلق عليها. في حينه ايضا تم الابلاغ بأن “سافيز” تمت مشاهدتها قرب المكان وغادرت على الفور بعد عملية الهجوم.
قبل بضعة اسابيع نشر في “وول ستريت جورنال” بأنه حسب شخصيات رفيعة في الولايات المتحدة وفي الشرق الاوسط، عملت اسرائيل بصورة منهجية منذ العام 2019 على افشال عمليات تهريب النفط من ايران، عن طريق مهاجمة ناقلات نفط ايرانية.
المجال البحري في البحر الاحمر تحول الى بؤرة مواجهة رئيسة منذ العام 2018. وقد كان لايران نصيب كبير في العمليات التي هوجمت فيها سفن تجارية وعسكرية لدول اجنبية. في شهر حزيران 2019 اصيبت سفينة سعودية عسكرية من قبل سفينة لا يوجد على متنها اشخاص، والشكوك الاولية كانت أن ايران هي التي تقف وراء الهجوم. وفي وقت قريب من الهجوم تم تصوير سفينة “سافيز” وعلى متنها قوات ايرانية خاصة. والتقدير هو أن السفينة وفرت المعلومات الاستخباراتية من اجل مهاجمة السفينة السعودية.
منذ العام 2017 ادركت الجهات الاستخباراتية أن ايران قد حولت الساحة البحرية الى محور تهريبها الرئيس بسبب العقوبات المفروضة عليها. والطريقة التي قاموا بتطويرها في الجمهورية الاسلامية شملت سفينة تنطلق من ايران وتقابل سفينة اخرى لا تقوم ببث اشارات في البحر. الجيوش المختلفة التي تعمل في منطقة الخليج نفذت في السنوات الاخيرة مداهمات كثيرة لسفن تهريب تم تحويلها الى سفن مدنية. في عدد من الحالات عثر على صواريخ بعيدة المدى وطائرات بدون طيار ومضادات للطائرات وعبوات ناسفة والغام بحرية واسلحة اخرى تم تخصيصها للمتمردين الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والمليشيات في سورية وحتى لحماس في قطاع غزة. في حالات كثيرة، كما يتبين من منشورات مختلفة في السابق، فإن سفينة “سافيز” أبحرت حول سفن التهريب وغادرت المكان على الفور عند اكتشاف هذه السفن.