عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Jun-2019

محمد صالح الشنطي يحاضر حول «معضلة الاستلاب في الفكر والثقافة والإعلام»
 
إربد -الدستور -  عمر أبو الهيجاء - استضاف ملتقى إربد الثقافي، مساء أول أمس، الناقد والباحث الدكتور محمد صالح الشنطي في محاضرة تحدث فيها حول «معضلة الاستلاب في الفكر والثقافة والإعلام» أدار مفرداتها الناقد د. عبد الرحيم مراشده، وسط حضور من المثقفين والمهتمين.
واستهل د. الشنطي محاضرته حيث اعتبر هذه المعضلة حقيقية، وليست مجرد مشكلة أو إشكالية، ذلك أنها تكون مستعصية على الفهم والحل، مشيرا إلى أن الاستلاب يعني اختطاف العقل واغتصابه والهيمنة عليه وشحنه بالأفكار التي يراد توظيفها لمصلحة القوى صاحبة المصلحة، وبغض النظر عن كل ما يقال عن نقد العقل العربي والإسلامي في مؤلفات المفكرين من عابد الجابري إلى محمد جابر الأنصاري إلى محمود حنفي إلى محمد أركون إلى كوكبة المفكرين الإسلاميين والماركسيين والأحزاب العقائدية وأصحاب الرؤى المتمايزة والمختلفة والتقسيمات المجتهدة للفكر الإسلامي كما وردت عند عبد الرزاق قسوم في كتابه عن «مدارس الفكر العربي الإسلامي المعاصر» الذي تحدث عن منطلقات عقلية ودينية وعلمانية ومآلاتها لدى مفكرين كبار، مثل: خالد محمد خالد ومحمد عمارة ومصطفى محمود ، وحسن حنفي ومحمد عابد الجابري ومحمود المسعدي وفؤاد زكريا ومحمد أركون وهشام جعيط وغيرهم.
وأكد د. الشنطين الطائفة قد هيمنت على عقول الناس وقلبت أفكارهم في زمن ما يعرف بالصحوة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، تلك المرحلة التي أعقبت الهزيمة التاريخية الكبرة عام 1967 وتدهور المشروع القومي وفشله، وهو المشروع الذي هيمن في أعقاب سلسلة الانقلابات والحركات التي سادت في عقد الخمسينيات والستينيات وكان من ورائها سدنة هذا الفكر في أحزابه وحركاته التي أتيحت لها الفرصة للقيادة فقدمت نماذج من أبشع ما شهده التاريخ من تسلط وانتهازية ومصادرة للحريات وفتك بالخصوم. 
وبيّن د. الشنطي أن أبرز عوامل الاستلاب التشرذم المقصود الذي حل بالمقاومة التي وصفت بأهم ظاهرة إيجابية بعد نكسة حزيران؛ وكذلك الأمر فيما يختص بما عرف بالصحوة التي اعتمدت كما؟ أشرت من قبل عن الصحوة الإسلامية التي استثمرت الحشد عبر تشكل الكتل البشرية التي كانت مندفعة بحكم الفشل الذي أحاط بالمد القومي، قد انتهى المطاف إلى الانشغال بالعلامات والشكليات والتفاصيل دون الجوهر والوقوع في قبضة ما عرف بالمبالغة في سد الذرائع عبر تتبع التفاصيل والشكليات والمظاهر والمسلكيات الاجتماعية والجدل حولها في المنابر والمحافل ووسائل الإعلام ، ثم ما شاب تلك الحركات التي ظهرت في وقت مبكر في ظل الانتكاسات والمضطربات ولكن عدم قدرتها على مواجهة المد الوجداني القومي واليساري الذي تبدى في أدبيات تلك المرحلة وخطابه الجماهيري الشعبوي
وختم محاضرته بالقول: إذا كانت عوامل الاستلاب المؤثرة خارجية خفية أم داخلية حفزتها المطامح الفردية والنزعات الشوفينية، وثمة نموذج استلابي هائل شل الثقافة وهمشها وأدى إلى استقطابات ثقافية مراهقة سطحت المفاهيم والأفكار فانزوى المثقفون وشهدت الثقافة أكبر عمليات الاستلاب من خلال المهرجانات والملتقيات التي أقيمت لاصطياد المثقفين وتجنيدهم ضمن الكتل المستلبة، وكان مهرجان المربد النموذج الأبرز لهذا الاستلاب الذي انخرط فيه شعراء وأكاديميون وإعلاميون ومثقفون من الأسماء اللامعة التي انطفأت على أعتاب المغريات والامتيازات التي أغدقت عليهم بلا حساب فتسطح الخطاب الأدبي والثقافي والإعلامي وانساق ضمن تيار الأحادية الفكرية والبريق الأخاذ الذي خطف الأقلام والأبصار هذا «حسب الدكتور الشنطي».