عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Nov-2024

سلامة يكتب: زيد .. الصهيل النبيل ودفء المدينة!
عمون
 
أحمد سلامة
 
لو اني كنت احد الذين كانوا في جنبات مكانه حيث فاضت روحه ليلحق بملهمه وسيده (الحسين) لفاجأته بقبلة على الجبين وقلت له (مثلك لن يموت فينا يا ابا سمير)

كان ياما كان اسطورة عربية مزدهرة.. هي عمان الرسالة وملح الارض العربية آل هاشم، والاتباع الاولياء والنقباء النجباء للدعوة الصوفية في حبها لتوحيد الجزيرة بالعراق بكل بلاد الشام فيصير المشرق العربي هو الرواح وهو المراح لأمة العرب…

كان ذلك اول الغيث الهاشمي في مشروع النهضة العربية المشرقية، التي وازت وتقاطعت اختلافا واتفاقا مع نهضة مصر الاوروبية..

ومن حسن الحظوظ ان حلب الشهباء حين كانت حلب منا ونحن لها قبل صفاقة (سايكس وبيكو) هي من اهدت السفر الفكري الاول للنهضة (طبائع الاستبداد، وام القرى) عبدالرحمن الكواكبي الذي قرر شريف الملوك بفعاله تخليده بان اطلق على اول سرية فرسان هاشمية أطلق أمامها رصاصة الثورة في مكة المكرمة بالارث النبوي الهاشمي. في العاشر من حزيران ١٩١٦ م (الكوكبة)

كان ذاك الحلبي المنتسب لبيت النبوة اول التلاوة للعروبة في ظلم (العثمنة والهجوم الاوروبي الماكر على امة العرب).. ومشت الحادثات في غرف المشرق العربي..

كان شهما نبيلا علم الامة كلها كيف يكون الولاء والاباء للحاكم العادل كان هو ابو الهادي الصيادي اقضى القضاة في غرف (ال يلدز / استنبول)

وحين فاوضوه وداوروه (جماعة الاتحاد والترقي) ليتخلى عن سلطانه عبد الحميد مقابل كل امتيازات الكون ابى وصمد وغادر مع سلطانه الى المنفى.. كان من استخلف حفيده في مطلع تأسيس دولة الأمة في عمان هو ذلك الفذ الصنديد الذي ظلمه شراح التاريخ المزعوم في عواصم التنافس البغيض

لقد اوكل عبدالله الشهيد المجيد ملك العرب ورافع راية الامة المركز الاول في الامارة (رئيس مجلس المشاورين وقتذاك الى المرحوم
حسن خالد ابو الهدى الصيادي)… الذي ورث معنى الولاء الصافي للحاكم من جده !!

اول قراراته كانت البحث عن كفاءات العرب ليصنعوا من جديد للعرب مجدا… وتطلع الى اسرة تزاملت في التصوف مع ابو الهادي الصيادي جدا لجد وحبا بحب.. فاستدعى سمير الرفاعي لعمان من ادارة عموم فلسطين، ليكون هذا المتصوف الرفاعي القادري الجيلاني.. اول الحب الحلبي واول التصوف الوطني واول الادارة الوفية لال البيت النبلاء…

سمير الرفاعي الجد ترك لنا وصية وهدية كانت الهدية (زيد / الهارفردي) ذلك الاسد الذي رد ليس قولا ولا حروفا في مقالات تتطاير فيها الكلمات حيث المصالح

لقد رد هذا الزيد الرصاص عن الحسين بصدره ووقف بقلبه مع الدولة حين الكثير من الناس زاغت بهم الابصار في لحظات الصعب تلك..

كان زيد الرفاعي رحمه الله ذلك رجل الدولة الذي من خالفه ومن امن به اقر ان ولاءه للعرش كان ولاء (الدراويش المتصوفة) التي لا تحسب حسابا لاي شيء سوى مرضاة الله ورضا الملك

سيمر وقت طويل علينا في الاردن لنكتب تاريخنا الحقيقي والصادق ونبرز فيه دورا بطوليا لرجالات الحكم فينا وعلى رأسهم (ابو سمير) يرحمه الله

لو أن بناة الاوطان تخلد ادوارهم في سطر ليكون سفرا في تاريخ الأمة لكتب عن زيد الرفاعي يرحمه الله (ذو الطلة البهية، والمواقف النشمية، واليد البيضاء، والقلب المتسامح، ورجل الدولة الذي لا يهاب المبادرات المدهشة، وهو ايضا، زيد الرفاعي، رجل الدولة الذي لا يرف له جفن ولا ترتجف يده ان كان القرار وطنيا وفي مصلحة الاردن والعرب،

وزيد الرفاعي يرحمه الله اخر من عرف عقل الغرب وروحه لكنه لم يكن تغريبيا… لقد كان زيد الرفاعي صورة للولاء الصائب، والوقوف من خلف المليك، حين يكون الوقوف تضحية وليس مغنما وحسب..

لقد ظل زيد الرفاعي يشغل الدنيا وما فيها طوال حياته.. وسوف لن تنسى عمان روحه الطاهرة، ونظل نردد رحمك الله يا ابا سمير فقد كنت هاشمي اليقين حد التصوف…

انهي بوصية سمير الجد رحمه الله ذات يوم من ايام اصياف ١٩٥١ م سنة الصعب والقهر في حياة كيان الامة جاء لعمان مندوب صحيفة مصرية مرموقة (الايجيبشين غازيت) وكان هو ما غيره رحمه الله غير المحب للاردن الاستاذ محمد حسنين هيكل وسعى للقاء المرحوم سمير الرفاعي وسأله سؤالا محرجا وثقيلا.. (هل تعتقدون دولتكم ان هناك اية فرصة لبقاء الاردن ككيان بعد ان تم اغتيال مؤسس الكيان)

كانت اجابة سمير الرفاعي على ذلك السؤال الوصية واليقين، قال له ابو زيد يرحمهما الله (اكتب عني يا بني، سيأتي يوم يأتي من يخلفك ليسأل ولدي ذات السؤال، وكذلك سيأتي من بعد منكم من يأتي ويسأل حفيدي ذات السؤال، وسيظل الاردن منارة لامته، وملاذا للمحتاجين لعونه.. وذات السؤال سيجيب عليه حفيدي بذات الثقة العرش الهاشمي باق لانه عادل والاردن باق لان كل ما فيه لخدمة امته)

لقد عايشت الاخ سمير الرفاعي فترة زهرة الشباب وسنوات العطاء الروحي الصادق في ظلال العرش الهاشمي.. ومضى كل الى مشواره في الحياة، لم نختلف الا مرة واحدة لكني اشهد فيه انه (نذر جده وأبيه) وهو القادر فينا ان يرد اليقين لاجابة جده عن السؤال المصري، ان الاردن باق والعرش باق

واني اشهد في سمير زيد سمير الرفاعي انه سر ابيه والمنفذ لوصية جده

عاشت عمان، هاشمية الرسالة من دون شروح لا لزوم لها وعاش الاردن وطنا في خدمة ورفعة امته ورحم الذي أسس هذا الحمى الهاشمي على العروبة وعلى الاسلام العادل المعتدل النقي والدعاء لروح ذلك الهمام الذي عجزت النساء ان يلدن مثله ملكا رحيما عرفناه وعرفنا

وعاش عبدالله ملكا حافظا لملك ابائه واجداده

ورحم الله فقيد الامة والوطن (محارب الساموراي زيد الرفاعي)