عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Aug-2019

ترامب 2020 - شوفال زلمان
معاریف
 
ان فرص الرئیس ترامب لنیلھ ولایة ثانیة في 2020 آخذة في التحسن، بخلاف التوقعات التي كانت
منتشرة قبل بضعة اشھر فقط. فقد خطط الدیمقراطیون لشھادة المحقق الخاص روبرت مولر في
لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، عن التدخل الروسي في حملة الانتخابات السابقة ان تسحب
البساط من تحت اقدام ترشیح ترامب لولایة ثانیة (ولعلھا تؤدي الى تنحیتھ)، ولكن العكس ھو ما
حصل، وكما اجملت ذلك ”الواشنطن بوست“ وھي صحیفة مناھضة لترامب على نحو واضح: ”اذا
كان الدیمقراطیون املوا في أن تكون الشھادة لحظة تأسیسیة مھمة (للاطاحة بترامب) فقد كانت
بانتظارھم خیبة امل لاذعة“. تقدیرات مشابھة نشرت ایضا في ”نیویورك تایمز“.
صحیح ان اعضاء كونغرس دیمقراطیین مختلفین یواصلون محاولة العمل على تنحیة الرئیس،
ولكن مشكوك أن ینجحوا في ذلك. ھذا لا یعني أن ترامب خرج نقیا ونظیفا من تقریر مولر، ولكن
التھمة الاساسیة، اي تعاونھ النشط ھو نفسھ أو بقیادتھ الانتخابیة مع روسیا – لم تثبت. اضافة الى
ذلك، وكما اشار المحقق مولر، فانھ حسب الوضع القانوني للولایات المتحدة، لا یمكن على اي حال
تقدیم رئیس یتولى مھامھ الى المحاكمة (ھذه قاعدة موجودة ایضا في بریطانیا وفي فرنسا).
كما أنھ على حجة منتشرة اخرى ضد ادارة ترامب، اي ضحالة قدرة الحكم وانعدام اھلیتھ، تطلق
الیوم تقدیرات جدیدة وایجابیة اكثر، ولیس بالذات من جانب مؤیدیھ. ھكذا نشر مؤخرا مقالان في
”الفایننشال تایمز“ البریطانیة وھي صحیفة معادیة لترامب – واحد لادوارد لوتشا، مراسل الصحیفة
للشؤون الامیركیة، والثاني لمحللھا السیاسي الرئیس جمال غانش – یشیران الى أن الرئیس الذي
یبدو مھزوزا یحقق في واقع الامر معظم اھدافھ: الاقتصاد في ازدھار، بما في ذلك بفضل التقلیص
في الضرائب الذي اقره في 2017 ،وھو ینجح في تعیین اثنین من مرشحیھ للمحكمة العلیا – وھي
مھام حتى دونالد ریغان لم ینجح فیھا؛ غیر الاتفاقات التجاریة مع المكسیك وكندا وفقا لنوایاه،
السور على حدود المكسیك، الخطة التي تعرضت لغیر قلیل من النقد، یبنى وبتمویل من المیزانیة.
كما أنھ یثبت نفسھ كزعیم ناجع في مجال السیاسة الخارجیة، بما في ذلك الخطوات التي اتخذھا ضد الصین، ومن ناحیتنا یمكن ان نضیف الى ذلك نقل السفارة الامیركیة الى القدس، وتغییر نقاط
التشدید بالنسبة للنزاع الاسرائیلي – الفلسطیني. موضوع مھم آخر موضع خلاف ھو ایران، ولكن
رغم أنھ من السابق لاوانھ ان نحكم على الامر، ثمة مؤشرات على أن طھران، رغم مناورات استعراض العضلات من جانبھا في الخلیج، ستكون ھي الاولى التي ستتراجع.
صحیح أنھ لیس للسیاسة الخارجیة بدایة ونھایة، وھي مسیرة متواصلة، ولكن معقول الافتراض
بانھ حتى لو انتخب مرشح دیمقراطي، ولا سیما اذا كان ھذا رجل التیار المركزي للدیمقراطیین
مثل جو بایدن، الذي یسبق بفارق واضح المرشحین الاخرین (وترامب ایضا) ، لم تطرأ تغییرات
متطرفة في معظم المواضیع آنفة الذكر. وحتى في موضوع الاتفاق النووي مع ایران، الذي كاد كل
المرشحین یعلون بانھم سیعودون الیھ، لا توجد اي ضمانة في أن تكون الصیغة التي یرغبون فیھا
أو یمكنھم ان یختاروھا ھي بالضبط صیغة الرئیس السابق اوباما.
لقد بدأ ترامب في ھذه الاثناء حملتھ الانتخابیة بكامل النشاط . والمحور الدعائي المركزي لدیھ ھو
الوضع الاقتصادي الجید، وتشخیص الحزب الدیمقراطي كلھ من ناحیة جماھیریة كجزء من
جماعتھ الیساریة المتطرفة (التي تنتمي الیھا عضوات الكونغرس اللااسرائیلیة واللاسامیة) والتي لا
تقبل اغلبیة الامیركیین البیض مواقفھا في معظم المواضیع ذات الصلة. وكما كتب في احدى الصحف: ”الكثیرون من اولئك الذین لا یتحمسون لترامب لا یرغبون ایضا في رئیس اشتراكي“.
وطالما كان المرشحون الدیمقراطیون یطلقون تصریحات اخرى بروح الجماعة آنفة الذكر مثلما فعل بعض المرشحین في المواجھات فیما بینھم، كتأیید الھجرة غیر المقیدة تقریبا او الافكار الھاذیة
في مجال الاقتصاد والتأمین الصحي، فان ترامب كفیل بان یحظى بنقاط اخرى (مثلما استفاد اللیكود
في اسرائیل من تحالف باراك ومیرتس وستاف شبیر. یجري عملیا صراع على روح الحزب الدیمقراطي، كما اشار محللا الـ ”نیویورك تایمز“، توم فریدمان من الیسار و برت ستیفانز من
الیمین، فان الحزب الدیمقراطي سیسیر بھذه الطریقة بثبات نحو الانتحار.
ما یزال ھناك وقت طویل حتى الانتخابات، والكثیر من الامور یمكن ان تتغیر في الاتجاھین. كما
لا ینبغي ان ننسى بان ترامب فاز في الانتخابات السابقة بفضل الاغلبیة في المجلس الانتخابي
ولیس باغلبیة اصوات الناخبین. وھذا الوضع من شأنھ أن یؤدي الى تقلبات في الاتجاھین. ولكن اذا
ما حاكمنا الامور حسب المؤشرات الحالیة، فان الامور تسیر في ھذه اللحظة في صالح ترامب.