عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Oct-2019

نسرین الصبیحي: ”عاصم“ فیلم یمني یسافر بکم علی جناح الحقیقة

 مخرجة أردنیة تنقل معاناة أھل الیمن بعمل وثائقي یعرض في عمان

دیمة محبوبة
عمان –الغد-  بعد مشاھدة الفیلم الیمني ”عاصم“ للمخرجة الأردنیة نسرین الصبیحي، لا یمكن أن یطرق على مسامع من شاھده ھذا الاسم، ولا یعود إلى الفاجعة الیمینة التي ینقلھا الفیلم الوثائقي، والذي یظھر حجم المرض والجوع والجھل في منطقة ”أسلم“ في الیمن.
عاصم طفل یبلغ من العمر حینھا (12 عاما) كان من الأطفال القلائل الذین یجوبون مسافات طویلة للوصول إلى المدرسة في تلك المنطقة، بحسب الصبیحي، لكن نتیجة المرض المتراكم والجھل وتردي الامكانیات في المنطقة وصل فیھ الحال أن یستیقظ یوما متعبا غیر قادر على الحراك أو التجول، وأصابھ الكثیر من التشنجات وتصلب الأعصاب، ما یجعل حركة یده البسیطة جدا لا تحدث من دون مساعدة مؤلمة من والدتھ.
الفیلم تم عرضھ أول من أمس في مؤتمر حضره المندوب عن سمو الأمیر الحسن بن طلال، وبرعایة أمین عام الھیئة الخیریة الھاشمیة أیمن ریاض المفلح.
”عاصم“ فیلم وثائقي، حصل على جائزة العلم والتّعلم في مھرجان غرب أوروبا الدولي للأفلام في بروكسل، الفیلم العربي الوحید ضمن منافسة واسعة بین أكثر من 220 فیلما من أنحاء العالم، حیث ٌ یظھر الفیلم مأساة إنسانیة في منطقة محدودة السكان، لكنھا نموذج لمساحات وأعداد سكانیة أوسع في الیمن.
وتسعى الصبیحي من عرض الفیلم إلى لفت أنظار عدة جھات، أبرزھا الدول المانحة والمنظمات الدولیة والإعلام والجھات الرسمیة إلى فداحة الكارثة الإنسانیة التي تعصف بالیمن دون تحیّزُ قت الانتھاكات التي یتعرض لھا المدنیون، وتجاھل المسؤولین أیا یكن من لطرف أو آخر، حیث وثّ ھم عن حق الإنسان في العیش.
ومن خلال العدید من المخاطر المحفوفة بالتعدي والتطاول استطاعت من خلال الترحال بمواد غذائیة بسیطة وقلة في المیاه بمساعدة أھالي الیمن الوصول بعناء وخوف إلى منطقتي ”أسلم وتعدي“ عددا من الحدود الداخلیة، أو ما یسمى نقاط تفتیش كثیرا ما یشككون بھا، وبوجودھا، ولولا تدخل المساعد الذي قرر إیصالھا لتلك المنطقة سالمة كانت لا یمكن أن تصلھا.
وتقول، ”كل ما تعرضت لھ من مضایقات وتعب وجوع اختفى بأول وصولي إلى منطقتي ”صعدة وأسلم“، حتى أني خجلت كثیرا، فما التعب الذي عشتھ، وأنا في قمة الرفاھیة مقارنة للحیاة الیومیة التي یعیشونھا یومیا، والجوع والعطش الدائم، والأمراض التي تنخر أجسادھم لا علاج لھا لقلة توفر الكودار والأجھزة وحتى الأدوات الطبیة.
وبعد أن عرض الفیلم ”عاصم“ الوجبة الأساسیة التي یقاتلون علیھا بشكل یومي في الوقت الذي وثقت بھ الفیلم في ”أسلم“ فطورا، غذاء، وعشاء ھي أوراق الشجر، والتي تأتي بشكل مھرب أیضا، فیتم سلقھا أمام حشود أھل ”أسلم“ أو من تبقى منھم أحیاء بأجساد نحیلة تشابھ ”الجلد على عظم“، فیدقون الورق ویضعون علیھ الملح، ویتقاسمونھا أھالي ”أسلم“ الموجودون، ومن تأخر سینتظر للوجبة المھربة القادمة.
أثار الفیلم ردود فعل واسعة عند عرضھ في بروكسل في أوساط لجنة التحكیم، وصنّاع الأفلام من أمریكا وكندا واسترالیا واوروبا وشرق آسیا، وكثیرون ممن شاھد الفیلم.
بدورھا، أعربت المخرجة نسرین الصبیحي عن أھمیة عرض الفیلم في عمان قائلة، ”یعرج الفیلم على قضیة إنسانیة غایة في الأھمیة، وھي التطرف الدیني والعنف وعدم تقبل الطرف الآخر والتي تعرضت لھا المخرجة شخصیا“.
وتضیف الصبیحي، ”یظھر الفیلم أیضا صعوبة مھام المنظمات الإنسانیة الدولیة في إیصال المعونات لمستحقیھا، بسبب عدة عوامل أشار لھا الفیلم، فضلا عن الاستغلال والمتاعب والانتھاكات والمعاناة التي یتعرض لھا المدنیون“، موضحا حجم الكارثة الإنسانیة ھناك.
ویذكر أن للصبیحي فیلما سابقا ”وما جاء الفجر“، الذي حاز على جائزة العلم والتعلم في مھرجان مدرید للأفلام، بالإضافة إلى جائزة أفضل فیلم وثائقي قصیر في كل من مھرجاني شمال أوروبا الدولي للأفلام في لندن وجنوب أوروبا الدولي للأفلام في فلنسیا في إسبانیا.