عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Apr-2020

«ثلاث قصص جبلية».. مجموعة قصصية حولت العادي إلى استثنائي

 عمّان – الرأي - "سعيا إلى طرد الضجر وليس الجوع، اهتدى خميس أورويل إلى حيلة حاول من خلالها كسر الروتين القاتل".

بهذه العبارة بدأ محمود الرحبي قصة "من يوميات خميس أرويل" التي هي إحدى قصص مجموعته الجديدة "ثلاث قصص جبلية"، الصادرة عن "الجمعية العُمانية للكُتّاب والأدباء" بالتعاون مع "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن، وجاءت في ثمان وسبعين صفحة من القطع المتوسط.
هذه المجموعة التي تنوعت رؤاها وأساليبها، قصدت إلى أن تدفع بدورها الضجر عن قراء القصة المعاصرة، فحافظت على القالب لكنها أمتعت القارئ، وتحركت به عابرة حواجز الزمان والجغرافيا في آن معاً. في الجزء الأول الذي حمل اسم المجموعة نفسه "ثلاث قصص جبلية" سرد محمود الرحبي قصصاً تنتمي إلى التراث الإنساني (قصة المارد الذي خرج من القمقم ثم عاد إليه بسبب غبائه، وقصة العابد الذي باع سنوات عبادته من أجل شربة ماء منحها إياه الشيطان، وقصة الرجل الكريم الذي أراد الانتحار يأسا من الحياة) غير أنه صاغها في قالب لغوي رشيق، وتصرف في تفاصيلها مانحا إياها روحا تليق بالعصر الذي تنتمي إليه مجموعته القصصية.
ثم شرعت القصص تتنوع، بدءاً من "يوميات خميس أورويل"، و"سفنكس الخفي"، و"سر رسالة الضحك"، و"قهوة نورمال"، و"من تجليات جاري"، وأطفال وطيور"، وصولا إلى "المحارب في غرفة الطبيب". ولعل ما ميزها بالإضافة إلى اللغة الرشيقة والأسلوب السهل الممتنع، هو قدرة الرحبي على السخرية في المواضع التي تتطلب ذلك، وربط هذه السخرية بالواقع الاجتماعي والسياسي، في إسقاط بارع تجلى على سبيل المثال في "يوميات خميس أورويل"، أو تجسيد عدد من المواقف المضحكة المستمدة من أحداث حقيقية بأسلوب قصصي بديع كما في "سر رسالة الضحك"، ثم طرق قضايا إنسانية يومية يتحول فيها العادي إلى استثنائي، بحسب الاقتباس الذي أخذه الرحبي عن تشارلز ماي في بداية الكتاب، والذي نجح فيه الرحبي خلال هذه المجموعة نجاحا لافتا.
ومحمود الرحبي كاتب عُماني من مواليد 1969 ،حاصل على شهادة الماجستير في الأدب من جامعة محمد الخامس في الرباط، والماجستير في الإعلام من تونس، وصدرت له قبل ذلك أربع روايات وتسع مجموعات قصصية، وتُرجمت أعماله إلى مجموعة من اللغات الحية. فاز بجوائز عديدة منها: جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب (2012 (عن مجموعته القصصية "ساعة زوال"، وجائزة أفضل إصدار قصصي في معرض مسقط للكتاب (2008 (عن مجموعته "لماذا لا تمزح معي"، وجائزة دبي الثقافية (2009 (عن مجموعته "أرجوحة فوق زمنين"، وصلت مجموعتاه القصصيتان "لم يكن ضحكا فحسب"، "صرخة مونش" إلى القائمة القصيرة لجائزة الملتقى للقصة العربية القصيرة بالكويت (2017،( (2019 (على التوالي.